خبر.. وتعليق… عن تسليم البشير للجنائية الدولية..

الخبر:
موقع قناة العربية:
تارخ النشر: الأربعاء 12 فبراير
أكد رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان، مساء الأربعاء، على تعاونهم التام مع المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المطلوبين في جرائم الحرب والإبادة الجماعية، فيما يتعلق بنزاع دارفور، وفقاً لمنظمة هيومن رايتش ووتش.
ونقلت المنظمة عن عبد الفتاح البرهان قوله “لقد اتفقنا على أنه لا يوجد أحد فوق القانون، وأن الناس سوف يقدمون إلى العدالة، سواء في السودان أو خارجه بمساعدة المحكمة الجنائية الدولية”… إنتهى الخبر.
التعليق:
عندما تناقلت الأسافير خبر موافقة المجلس الأعلى للسلام بالإجماع على تسليم البشير للجنائية الدولية كنت أنتظر بفارغ الصبر معرفة موقف الفريق البرهان تحديداً من هذه القضية، لأنه كان يعارض مثل هذه الخطوة، وله تصريحات سابقة تؤكد ذلك، كما أن العسكر ورفقاء السلاح عُرف عنهم إخلاصهم لبعضهم، وعدم الغدر ببعضهم البعض..
أعتقد جازماً أن قرار مجلس الأمن الصادر عام ٢٠٠٩ والقاضي بتسليم البشير لمحكمة الجنايات الدولية، هذا القرار هو الذي كان يحكم السودان حقيقة خلال العشرية الأخيرة من عمْر الإنقاذ، وذلك من خلال سيطرته على كل تفكير البشير، والتحكم اللا إرادي في كل قراراته وسياساته التي صدرت لاحقاً، ويأتي على رأس ذلك إصرار البشير الشديد على إعادة إنتخابه في ٢٠٢٠م، رغم سنواته الثلاثون في الحكم. هذا الإصرار في ظني لا يعود لكنكشة البشير أو حبه للسلطة، ولكن لخوفه الشديد من تنفيذ طلب التسليم هذا. لا أستبعد أن تكون الجهات التي وقفت خلف إصدار قرار تسليم البشير للجنائية قد درست نفسية البشير جيداً، وتوقعت، بعد تحليلها النفسي لشخصيته، هذا الأثر الذي أحدثه.. ولو صدق حدسي هذا فهو يؤكد على أن اللعبة السياسية التي تحكم العالم هي أكبر من أن يفهمها الحكام العسكر، لذا دائماً تجد الدول الكبرى تُـفضِّل أن يحكم دول العالم الثالث مثل هؤلاء الحكام، لأنها تستطيع التلاعب بهم، والسيطرة عليهم دون أن يعوا، وذلك بسبب فقدانهم للشرعية، ولسذاجتهم السياسية، وعدم إلمامهم بالطريقة التي يُدار بها العالم.
البشير في آخر أيامه، وخوفاً من لحظة التسليم هذه، عاد إلى قواعده في القوات المسلحة مرة أخرى، وفقد كل ثقةٍ له في المدنيين داخل الحركة الاسلاموية والمؤتمر الوطني، أمثال علي عثمان ونافع على نافع، بعد أن رأى بأم عينيه ما فعلوه في شيخهم الترابي، لذا لم يشأ أبداً التنحي، لأن خليفته سيكون أحد هؤلاء. كما قام بإنشاء قوات الدعم السريع، وإتْباعِها لاحقاً لرئاستة الشخصية، وأحاط نفسه بالعسكر في اللجنة الأمنية، كل ذلك تحسباً وخوفاً من هذه اللحظة، ولكن.. (ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين).. صدق الله العظيم..
علي مالك عثمان
[email protected]
هذا يحددوه الرافعي القضايا أهل الضحايا وهم سودانين والثبات سودانيتهم يحاكموه هم بقضاء سودانيون منهم والله أعلى واعلم