مقالات وآراء سياسية

كيف تدهورت الخطوط البحرية السودانية ( 1 )

بكرى سوركناب

عندما استولى الكيزان على السلطة بليل كان عدد البواخر المملوكة للخطوط البحرية عدد عشرة بواخر تم بيعها بمراحل زمنية مختلفة بين العام 1994 وحتى 2017 وعلى سبيل المثال تم بيع الباخرة امدرمان فى العام 1994 والباخرة نيالا فى العام 1996 الباخرتين مروى والخرطوم عام 1997 الباخرتين الابيض والضعين عام 2002 والباخرتين دنقلا والقضارف عام 2003 الجودى والنيل الازرق عام 2004 الباخرة دارفور عام 2014 والباخرة النيل الابيض عام 2017 وهى الباخرة التى بيعت كخردة  رغم انها كانت متوفقة فقط لاسباب فنية المحير فى الامر ان الخطوط البحرية لم تستفيد من هذا البيع ولا اساسا عرف اين ذهبت تلك المبالغ .

وجاءت الطامة الكبرى عندما اصدر النظام البائد قرارا بتصفية الخطوط البحرية السودانية فى العام 2017 وهى ذات السنة التى تم فيها بيع الباخرة النيل الابيض ومن اهم الاسباب التى ادت الى التصفية هى تجاوزات قانونية خطيرة داخل الشركة والادهى من ذلك انهم سعوا الى انشاء شركة جديدة باسم ( سنقنيب ) واذا عدنا الى الاسباب التى ادت الى انهيارها فى العهد البائد نجدها كلها تجاوزات ومخالفات وفساد مالى وادارى وهذا ما نسعى الى تبيانه فى هذا المقال .

وزارة المالية التى كانت تمتلك 90 % من اسهم الشركة  رفضت كثير من العروض لقروض لبرامج الصيانة بدون ابداء اية اسباب . اما وزارة النقل فلم تقدم شيئا يذكر لها وظلت الشركة مهملة كل هذه السنين خلاصة القول ان النظام البائد لم يبدى اى اهتمام بها طيلة فترة حكمه وفى شراكة مريبة مع شركة ميسك العالمية هذه الشركة استفادت استفادة كبيرة من ايجار هذه البواخر ولم تجنى من وراءه الخطوط سوى الديون المتراكمة خسر السودان مبلغ خرافى عبارة عن ديون سددت وصلت الى مبلغ اثنين مليون دولار .

من القصص المحزنة ان احد الكابتن عندما رفع قضية مطالبا بحقوقه عندما عاد الى السودان تم اعتقاله وتعذيبه وهذه قصة مشهورة جدا وايضا قضية بحارة الباخرة النيل الازرق الذين رفعو دعوى جنائية  فتم استدراجهم الى دولة عربية وهناك تم استبدالهم بطاقم جديد واهانتهم وحجز جوازاتهم . هناك كثير من القصص المآساوية والتى سنحاول ذكر بعضها ولكن يبقى السؤال المهم فقد صرح كثير من قادة الانقاذ بأن كل البواخر التى بيعت كانت خردة ولكن هل كانت تلك هى الحقيقة ؟؟؟

ان الفساد الادارى والتعين التمكينى والمحسوبية ساهم كثيرا فى تدهور الشركة واضمحلالها وتصفيتها وهذا ما نسعى ال ايضاحه فى المقال القادم . وسنحاول اذا سنحت الظروف والفرصة لقاء عدد من كانو ينتسبو لهذا الصرح العملاق عملا بالمثل اهل مكة ادرى بشعابها

فانتظرونا

 

بكرى سوركناب

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. إسألوا محمد طاهر إيلا، أخر رئيس وزراء لحكومة التدمير، كيف إستولي علي 4 بواخر “خردة”، عندما كان وألياً للبحر الأحمر، ولماذا كان أول قرار أصدره كرئيس وزراء، هو إقالة مدير النقل البحري ببورتسودان؟؟!!!

    1. شكرا اخى جون على هذه المعلومات كما نطمع فى المزيد من المعلومات كما يمكنك مراسلتى على البريد الالكترونى
      كامل احترامى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..