أهم الأخبار والمقالات

لجنة تفكيك الثورة!

صباح محمد الحسن

من المضحك المبكي في الوقت عينه، أن تعمل لجنة التفكيك وازالة التمكين بكل جهد على تفكيك مؤسسات النظام، ومحاسبة أنصار واتباع المخلوع، الذين أسهموا اسهاماً بالغاً في الظلم الذي وقع على المواطن السوداني، وفي ذات الوقت تمارس مؤسسات النظام واداراته أسوأ أنواع الظلم على العاملين والموظفين بالمؤسسات، الذين شاركوا في الثورة ودعموا فكرتها وصدحوا في فضاء الوطن مطالبين بالحرية والسلام والعدالة، ومابخلت الكاميرات في عدد من المؤسسات والبنوك في رصدهم للادارة اثناء تنفيذهم الوقفات الاحتجاجية والاضراب ليتم تدوينهم ووضعهم على الـ (Blacklist).

وهذا هو ديدن وسليقة النظام المخلوع أنه يرصد في صمت ويعاقب بإيلام بارد، ويطعن من الظهر ويسمونها في قاموسهم العامي (الحفر)، وهي سياسية معروفة في مؤسساتهم ان يتم التعامل للفعل الظاهر بردة فعل خفية، فربما تصدح بقول حق في مؤسسة يطول الباطل شخص يهمك في مؤسسة أخرى دون علم وذنب له، ولكن (نكاية ) بك وكم من شخص عارض النظام المائت المباد ترك نضاله خوفاً على أهله وأسرته في حكايات كثيرة كانت عبارة عن (تراجيديا) موجعة سكنت في قلوب الكثير من المواطنين.

وكشف تحقيق لـ”الجريدة” عن مفصولي الثورة السودانية الذين عاقبتهم مؤسساتهم بالفصل والابعاد عن اسوأ انواع التفرقة الوظيفية التي ربما يكون الفصل أرحم لاصحابها من البقاء في المؤسسة ومواصلة العمل، وأكد مصدر من لجنة الموظفين ببنك فيصل الاسلامي عن أشد أنواع العنف المؤسسي الذي تمارسه الادارة على عدد من الموظفين كانوا قد نفذوا وقفات احتجاجية واضرابات وشاركوا في الاعتصام بساحة قيادة الجيش وكان البنك قد فصل عشرة من الموظفين واحتفظ بعدد كبير ربما لحاجته لهم او لأنه لا يريد ان تسلط الاضواء على (فعلته) ولكنه ليته قام بفصلهم، فالادارة ارتكبت أكبر جرم عندما جعلت الموظفين الثوار داخل البنك يتعرضوا لأشد وأقسى عمليات الظلم، بمنعهم من حقوقهم وحرمانهم من كل مايتمتع به الموظف (الكوز)، او الذي وقف بعيدا عن الثورة وحرمتهم أيضاً من الحوافز ومن الترقيات ومنهم من تم نقله الي فروع بعيدة عن سكنه وأهله وحالت بينهم وبين حقهم في المخصصات كالسيارات التي يأتي بها البنك لموظفيه وتجاوزتهم عمداً وقصدا في الترقيات والتمويل المصدق لكل الموظفين، أضف الى ذلك انهم يعانون من المضايقات التي تؤثر عليهم نفسياً وعلى عملهم.

كل هذا التفكيك الذي يتم على نار هادئة، يحدث من قبل ادارة وبنك معروف تاريخه وعلاقته بالاسلاميين التي لا تحتاج الى شرح وتوضيح، يعملون بصمت لتصفية الثوار وظيفياً ونحن ننتظر لجنة التفكيك لتصفية وتطهير هذه المؤسسات منهم، ولكن الى متى فما تعده اللجنة من (العشاء) بفلول النظام يعده الفلول (للغداء) بثوارها.

طيف أخير:

صبرنا على غدر الزمان وحقده ومازال الغدر والنكث باقيا!

صباح محمد الحسن

الجريدة

‫5 تعليقات

  1. ما يجري من فصل وتشريد (بواسطة الإدارات المعنية) أو بواسطة لجان إزالة التمكين (التي تم تحصين قراراتها حتى عن المحكة الدستورية) هو أعلى مراتب الفوضى!!!
    أين شعار (العدالة) التي نادى بها الشعب؟؟
    الديكتاتورية هي هي، في العهد البائد والعهد الحالي. أستبدلنا سادة بسادة (سير سير يا البشير = شكراً حمدوك)
    واستبدلنا (التمكين) ب (الحسم الثوري)
    كان الله في عون البلاد

    1. ديل كيزان معينين بالتمكين بدون مؤهلات و بدون منافسة شريفة لازم يشردوهم و يفصلوهم و المتضرر له حق الإستئناف
      يعني عايز يكرموهم مثلا

  2. والله يا عمك ما في بلد ببنوها بلغة الكراهية، قد تستخدم سكينا لتقطيع أوصال مواطن ولكن تأكد أن هذا الذي أذيته سيؤذيك، والمتضرر هو المواطن البسيط.. نحن نقول دولة القانون فكل من سرق أو نهب أو ظلم يحاسب بالقانون، وذا كان هناك موظف في وظيفته حتى ولو كان كوز وهو يؤدي واجباته بكل جدية فلا يجوز لك كما تقول “تشريده”… النظام البائد شرد الناس فماذا كسب من وراء ذلك غير اللعنة، والشيوعيون حين جاء نميري شردوا الناس وغنوا له”هتف الشعب من أعماقه التطهير واجب وطني” فماذا كتب لهم التاريخ غير نقطة سوداء في تاريخهم.
    أنت تتحدث عن بلد سكانها ملايين ولا يمكن ادارتها الا بساس يسوس أما العنجهية والعنترية فهي لن تقدم ولا تؤخر بل تجعل افراد الشعب في شقاق وعداوة .. يعني الشيوعي أو الناصري يفصل الكوز من وظيفته في الكهرباء، الكوز بحكم عمله وخبرته السابقة يسخر نفسه لقطع الكهرباء والاضرار بمرافقها، فهل هناك بلد تتقدم بهذه الطريقة.. الذي يحسب أن المفصولين تعسفيا ودون أحكام قضائية أو إدانات إدارية ثابتة أن هذا الفعل بلا ردة فعلا فهو جاهل، حيث نبدأ نشكو أن الكيزان قطعوا الموية وهربوا الدقيق وخربوا حركة المواصلات وخزنوا السلع الى اخره طيب أنت داخل معه في حرب مكشوفة ليس للشعب ناقة فيها ولا جمل!!.. والمشكلة أن اليساريين المتطرفين الذين يصفون حساباتهم مع الكيزان والكيزان المتطرفين الذين ينتقمون لأنفسهم كلاهما ينتقم من الشعب وكلاهما يستخدم لغة الكراهية وهي لغة طلامية عمياء تجاوزتها الأمم في العصور الوسطى.
    95 بالمائة شعب وسطي ولكن المتطرقين من اليمين ومن اليسار هم من يقود البلاد نحو الهاوية.
    طيف أخير:
    ايه علاقة عنوان الموضوع بالنص الداخلي.. النص ماشي في اتجاه والعنوان في اتجاه.
    . صحفية عايزة البل!!!!

  3. بل لا بد من التطهير كواجب وطني لمنع المخربين من الاستمرار في التخريب والتضييق على معيشة المواطن من خلال مؤسسات الدولة التي يفترض بها رعاية مصالح المواطن وليس الحزب أو الجماعة التي ينتمي إليها الموظف. وبما أن الافتراض القائم بل الحقيقة الماثلة هي أن جل الخدمة العامة المدنية والعسكرية ومنذ ثلاثين سنة إلى اليوم كانت ومازالت حكرا محكورا على الكيزان والمنتفعين معهم وأن أسس الاختيار للخدمة العامة لم تكن أبداً مفتوحة لأي مواطن كفؤ ومؤهل بل مقتصرة فقط على التزكية بالولاء للتنظيم والحزب الحاكم، فقد كان الواجب اتخاذ القرار بمجرد استلام حكومة الثورة للسلطة، قرارا عاما، بإلغاء جميع الوظائف وتكليف شاغليها بالاستمرار في العمل مؤقتاً ريثما يتم شغل ذات الوظائف بالكفاءات المطلوبة للوظيفة واستبعاد شرط الولاء لأي جهة، ثورية كانت أم ثورة مضادة، فمثل هذا القرار هو قرار قانوني ودستوري مائة في المائة فوق كونه سياسي أصلاً، لأنه مجرد إزالة تمكين كان قائماً على الولاء للمخدم وليس للوظيفة بتمكين جديد يقوم على الكفاءة والأهلية للوظيفة وبالتالي لا يستطيع أي متنطع أن يقول بأنه استبدال تمكين بتمكين آخر، هكذا قولا على عواهنه، ولا يدري أنها كلمة حق يراد بها الباطل، لأن ما وراءها ليس إلا الباطل الذي أبطلته الثورة ويريد لنا تركه يحكمنا كمان وكمان وليتهم يقنعون بحكمنا بدون راس النظام المخلوع ولكنهم وبما أن كفاءتهم للوظيفة هي فقط الولاء للنظام، فإنهم غير مأموني الجانب ولن يألوا جهدهم في السعي لاسترداد الرأس المخلوع متى ما سنحت لهم الفرصة……!
    لذا ولا بد من كنسهم واستبدالهم في أعجل فرصة ودون أن تتضرر مصالح الشعب كما يلمحون بهذه الورقة كورقة ضغط غير أخلاقية للبقاء في الوظيفة، رغم أن المعيار الجديد للوظيفة العامة، كما أشرنا، لا يستهدف مطلقاً من كان كفؤا خاصة من ذوي التأهيل والخبرة الفنية.

  4. كل رموز الثورة السودانية يتعرضون للبطش والاستفزاز والتصفية بينما يتم اعتقال رموز النظام السابق لمدة قصيرة ويتم اطلاق صراحهم والهدف ارسال رسالة وهي انكم ايها الثوار كنتم مخطئون في حكمكم علي النظام السابق فهو في غاية النظافة وقد استجوناهم ولم نجد شئ هذا انقلاب يعتقدون انه ناعم ولكن نهاته حرب اهلية الواقع يقول ان الشعب السوداني لن يقبل دكتاتور جديد والمهمشون لن يصمتوا علي الظلم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..