مقالات وآراء سياسية

كيف تدهورت الخطوط البحرية السودانية (2)

بكرى سوركناب

نظرة تاريخية : الخطوط البحرية السودانية التي كان ميلادها في العام 59 كثانى اسطول بحرى فى المنطقة بعد الاسطول المصرى وباشرت عملها التشغيلي في يناير من العام 62 بوصول اول باخرة سودانية لميناء بورتسودان الباخرة سنار . واستطاعت خلال الاربعة الاعوام الاولى من فتح مكاتبها بالخرطـوم وبورتسودان  وإنشاء خطوط ملاحية وتشييد المخازن والعقـارات وتدريب الكوادر والإنضمام إلى المنظمات البحرية الدولية ونالت اشادة مؤتمر هيئة الامم المتحدة ،، لادائها المتميز فـي العام 67 ووصل اسطولها الى عدد 15 باخرة.

يقول دكتور طه بودى عن تاريخ الخطوط البحرية :

( تعتبر الخطوط البحرية السودانية بشعارها الأخضر وطائر ابومنجل الشهير على جسد بواخرها وهى تبحر فى كل بحار العالم من المحيط الهندى للاطلنطى والهادى كانت تحمل فخر وعزة الشعب السودانى وهى نتاج علاقة وصداقة متينة جمعت السودان مع دولة يوغسلافيا والسويد

الخطوط البحرية كانت احدى موارد العملة الصعبة وكان على ظهرها تمتزج الدماء السودانية فى وحدة على امواج البحر الاحمر كان كثير من موظفيها وبحارتها عمالها وقباطينها أولاد بلد ماعدا قلة قبيحة ظهرت فيمابعد ومعروفة بالاسماء تنسمت على ظهر وظائف الانقاذ والادهى والامر بعضها الان يضحك على الجميع بإنه مع الثورة والثوار . )

انتهى حديث دكتور طه ….. ….

المضحك والمبكى فى الامر ان الباخرة النيل الابيض والتى تم بيعها كخردة تحركت من ميناء بورتسودان الى الهند وهى محملة بالسمسم ( بالدارجى كدة الباخرة دى قالو خردة اتحركت كيف من الميناء وتحمل حمولة ووصلت الهند ؟؟؟ ) والادهى من ذلك شراء باخرة مصرية اقل كفاءة من النيل الابيض تسمى ( دهب ) واعتبره النظام البائد انجازا حيث صرح وقتها  محمد بابكر نهار قائلا  ( ان هذا يوم تاريخى لامتلاك السودان باخرة وانه لم يتم رفع العلم السودانى فى باخرمنذ 25 عاما ) بالله عليكم ماذا تسموا هذا ؟؟ هل لعب بعقول كل الشعب  ام ماذا احتاج الى تفسير ؟؟؟؟ بالطبع لم نتطرق الى موضوع صفقة شراء الباخرة دهب  فقد تحدث عنه الكثيرين وذكر احدهم فى لقاء صحف معه ى  ان النظام يحتفل بشراء باخرة عمرها 28 عاما ولم يستطيع فك حجز الباخرة ( دارفور ) المحجوزة فى ميناء السويس بسبب ديون وتلك الديون تعتبر ملاليم بالنسبة للمبلغ الذى دفعه لشراء الباخرة دهب كما لم نتطرق الى غرق الباخرة ( الجاسم ) والذى كان كارثيا فى تاريخ الشركة .

هناك لجان تحقيق تعمل الان بموجب القرار الذى صدر بالرقم 24 سنة 2019 والذى اصدره النائب العام لجمهورية السوادن تاج السر على الحبر يختص بتشكيل لجنة مهامها التحرى والتحقيق حول بيع او ايجار او مقايضة الخطوط البحرية بالاضافة الى ما جرى فى المؤانى البحرية وهذا موضوع اخر تطرقنا اليه من قبل وسنتطرق اليه مرة اخرى اذا سنحت لنا الفرصة .. لا اعرف الى اين وصلت هذه اللجنة وما هى النتائج ونحن ننتظر ذلك بفارغ الصبر .

تعاقب على الشركة عدد من المدراء اسهمو جميعا فى تدميرها ورحلة التشريد التى طالت الكثيرين ففى عهد احدهم تم فصل 600 بحارا وعدد من الموظفين تحت مسمى الخصخصة . هؤلاء المدراء الذين تعاقبوا على ادارة الفشل فى الشركة ليست لهم اية علاقة بالبحر ولا بالسفن بل هى سياسة تمكينية اخترعها النظام البائد لتدمير السودان كله نعم انه نظام اتى الى التدمير ليس الا فشركة مثل الخطوط البحرية السودانية وبكل تاريخها الناصع والمشرف ياتى نظام يحيله الى اطلال وبقايا ذكريات حتى المبنى العريق فى بورتسودان سكنته الغربان .

فى العام 2018 قال اللواء عبد الهادى عبد الباسط وكان مديرا سابقا لجهاز الامن الاقتصادى ( ان الخصخصة كانت الهدف منها بيع المؤسسات الخاسرة، الا انه تم بيع مؤسسات ضخمة كانت تجلب العملة الصعبة للبلاد( كمثال الخطوط الجوية السودانية، الخطوط البحرية، الاسواق الحرة … ) وهذا يعنى اما ان تكون هذه الخصخصة متعمدة او عشوائية واعتقد بأن الرأى الاول هو الصحيح فالكيزان اتوا الى تدمير السودان ليس الا .

عاشت الهيئة ادارات وسياسات غير مستقرة طوال فترة النظام البائد فى ظل فساد ادارى شامل مع تخبط دائم فى القرارات العشوائية حتى فى شراء وايجار البواخر وتجربة الشراكة مع شركة ميسيك العالمية التى ذكرناها فى المقال الاول خير مثال على ذلك .

نواصل

بكرى سوركناب

[email protected]

 

تعليق واحد

  1. تحياتى
    حدث خطأ فى المقال فى اسم دكتور طه بدوى له منى كل العتبى والاحترام
    بكرى سوركناب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..