كفايه تمكيين

أنفاس الفجـر ــ عوض البارئ محمد طه
مضى قرابة العام منذ ان أنجز الشعب السوداني ثورة ديسمبر المجيدة .. وقرابة الثلاثة أشهر على إجازة قانون تفكيك النظام وإزالة التمكين واسترداد الأموال المنهوبة ، ومازالت الولايات تعج بالتمكيين وغارقة فيه من قمة رأسها وحتى أخمص قدميها !!! وولاية البحر الاحمر ليست استثناءَ بل هي الولاية الأكثر تمكينا وفساداً ، أما فسادها فتشهد عليه نيابة الأموال العامة والتحقيق في جرائم الفساد بقيادة وكيلها / مولانا طارق عبد اللطيف الذي أجرت معه الفجر الجديد حوارا مفصلا ، كشف عن حجم الفساد الذى يزكم الانوف ..!!! وأما تمكينها فتشير إليه مؤشرات هذا الكم الهائل من الفساد .. وكل الذي جنته الولاية من ثورة ديسمبر المجيدة حتى الان ذهاب قيادات الصف الأول من الإنقاذ وبقي من يلونهم باستثناء وزارة الصحة وبعض الاستقالات هنا وهناك والتي جاءت بسبب الضغط من الوطنيين الخلص .
مازالت العدالة المهنية غائبة ، ومازالت المؤسسات تعج برموز العهد البائد لتحكي في تحد جرئ عن التشوهات فى هياكل الخدمة المدنية وتجاوز لوائح ونظم الخدمة المدنية والأمثلة كثيرة ومتعددة في مختلف المؤسسات بل ان إحدى التجاوزات فى الخدمة المدنية الان موضوع دعوى جنائية في نيابة الفساد وهى واحدة فقط لأنها كانت ظاهرة ومشهودة وفي نهاية العهد البائد ، إلا ان المظالم التاريخية في الخدمة المدنية والتجاوزات بهذه الولاية تحديدا على قفا من يشيل فهنالك من قفز بالزانة ودونما تأهيل من الدرجات العمالية ليعتلي إدارة ما كان ليراها في المنام لولا وسخ الإنقاذ التي ابتلى بها الله الشعب السوداني ثلاثين عاما !!!
وهنالك من يدير من هو أرفع منه درجة وأكثر منه كفاءة وتأهيلا ، وهناك من ترقى قافزا فوق النُظم واللوائح متجاوزا زملائه في ظلم بيًن فقط لأنه ينتسب الى الإنقاذ أو حزبها الحاكم ، أو لأنه مستعد لبلع ذمته وتجاوز الحقائق ومسايرة الوضع الشائه والسير مع ( جوقة القطيع ) المتأسلم في زمرة الـ yes men من الهتيفة والمأفونيين !!!
وهناك من دخل سن المعاش قبل عدة سنوات ومازال يعمل في وظيفة تقليدية يمكن ان يؤديها أي شخص ولكنه يدعي أو يدعي من حوله انه ( خبير استراتيجي ) ذو كفاءة نادرة !!!! ولو ذهب ربما حدث فراغ كبير يؤدي الى توقف نبض المؤسسة وربما موتها ..!!
أنها عقلية ( الرانكر ) من ديناصورات الخدمة المدنية التقليدية التي تعلمت نُظما وتقاليدا في عامها الأول من دخول الخدمة المدنية وظلت تكررها دون ما زيادة أو نقصان في ببغاوية معيبة ثلاثين عاما لتدعي ان لها خبرة ثلاثين عاما وفي واقع الأمر هي خبرة عام واحد مكررة (30) عاما ..!!
وهنالك من ذهب الى المعاش ومازال يتمتع بمزايا الوظيفة كأن ما ورث الوظيفة او السودان بأكمله من جده أو أبيه .. ودونكم المنازل المصلحية التي مازال البعض يستحوذ عليها ليس بالسكن فيها فحسب بل ان البعض قد نقل ملكيتها من (حكومة السودان) لشخصه ( الكريم ) !!! و البعض امتدت مطامعه الى المنزل المجاور ، وربما يفكر في المربع بأكمله فالمال السائب يعلم السرقة .
عموما قرار تكوين لجنة إزالة التمكين وتفكيك النظام واسترداد الأموال المنهوبة وقد وصل الولاية ، وهي ليست مخيرة في تفعيله وبدء العمل به وهو أمر قادم وان طال السفر فالحق لا يسقط بالتقادم والتحركات المريبة هنا وهناك ومحاولات تحريك الملفات والعبث بها لن تلوى عنق الحقائق وربما تعرض بعض منسوبي شؤون الأفراد للمساءلات وتضعهم تحت طائلة القانون فزمن الغتغتة والدسيس إنتهى .