
ليس بالمواكب والتظاهرفقط تحيا الثورات ،وليس في كل صغيرة وكبيرة ما نفعله صواب كما يتوهم البعض ،علينا ان نتقي شر من ساندنا اوتقاضى عن هناتنا وحماقاتنا الكبيرة خشية الشتات والشماتة وضرورة التجاوز ومنحنا فرصة ثم اخرى ..مخطئ من يظن ان هذا هو الطريق الوحيد بل اثم عليه ان يتحمل عواقب اتهامه بالمشاركة في ضياع كل شيء مثل الذي يتواطأ حد الافراط تلاعباً بمكتسبات ثورة ديسمبرالمجيدة ،ولكل سيسجل التاريخ .. بعيد عن العاطفة والمجاملة طفح الكيل هذه بلاد يأسرها ، وهناك من ضحى بروحه وينتظركم ويراقبكم من فقد اعزاء لأجل ان تعبروا به، دعك من فصل او سجن فالجميع مسؤليتكم اكبر، ولن يرحمكم التاريخ ان لم يبلغ البنيان تمامه فيهنأ أؤلئكم ويفرح هؤلاء وتتربعون انتم في اسفار المجد. صحيح نحن مع من وقف وانحاز للثورة ولكن ليس نسخا بالمواكب والاحتجاج والتظاهر الذي قد يفقدنا المزيد من الارواح . لسنا مع التشريد وفقد الوظائف؛ لأن ذلك سلوك قديم منبوذ ،الا ان السؤال هل من الاجدى الوقوف مع أي شخص بهذه الشاكلة ، لم يبلغ الوطن اشده ونحن مازلنا نتصرف بطريقة غير مسئولة امام ما ينتظرنا من تحديات ،ووسط حقول من الالغام ، الشيء الذي يخدم العدو اكثر من الصديق دون دراية و فطنة ، أوثمة من هو مستفيد من زجنا في هذا المعترك مستغلا حماس البعض فنفقد المزيد مما هو أغلى واكثر..
اكبر ما تحقق هو الحرية ينبغي ان نستثمرها ، ونحافظ عليها لا نفتح الباب لمن يعبث بها أو يسلبها مجدداً فنكون كما جنت على نفسها براقش..
الملازم محمد صديق قام بواجبه ينبغي ان نسلك مسلك أخر نكرمه به ونعيده، واذا تعذر ننتخبه رئيسا للسودان.. وهل سيعودهكذا ، وان عاد بهذه الطريقة كيف سيكون وهل من مجدي له هكذا وسط قادته وزملائه ،وكيف وهل بالامكان والسهل ان نكون نحن وهوكما نريد، ومتاح بحكم القيود والمهنة والمهام ..
ياناس هوي يجب ان نكون او نغرب للابد ، وعلى قدراهل العزم تاتي العزائم الناس تكنكش في البلد موش في رايها ،وتعض عليها بالنواجز لا تتنزل الاحلام جملة واحدة . لم نصدق ان تجاوزنا ثلاثين عاما من التوهان والضياع لانكون مثل اقوام ضاعت واضاعت نفسها فأهلكت البلاد والعباد وهلكت حين لم تطيق النعمة. الشغل اذا بقى سياسة وما عنترية فالممكن الى ان نصل للمبتغى ولو بعد حين ولكن ان نركب راس لدرجة ،لانؤمن حتى نرى كل شيء جهرة انه خطأ فادح وليس صون كم ندعي ونتوهم ..
علينا ان نتأبط الهموم ونشاهد السخط والمعاناة التي يعيشها المواطن ونعينه بالفكرة والجهد والمواساة والتنازل والمساعدة فانتم من خلق في احلك الظروف مبادرات ملأت الدنيا نفعا وصدى وانجاز برغم الكبت والضيق، منها شوارع الحوادث ،والنفير ،وفينا خير،فانقذتم اسر، واقوام ،وارواح وحين تكون الحاجة اليكم والوسع والمتسع تنشغلون عن ادواركم ومهامكم بالمشاكسة والتنافس البغيض والتواكل. أن رضيتم ام ابيتم حكمتم وتحكمون دون تبريرات او تفسيرات .. فانتم من يتحمل تبعات مايحدث هكذا يجب ان تفكروا.. ما أحوج الانسان اليكم ولامناص لكم وله حين وضع اماله وتنفس الصعداء فادركوه قبل فوات الاوان ،وقبل ان يحل به غراب الكراهية فينشد الظلام أو يختاره طوعا مالكم كيف تحكمون اليس فيكم رجل رشيد..
كونوا كما شئتم لانريد منكم جزء ولا شكورا وارموا ما بكنانتكم من نبال في كل من يتصدى او يرفض طيشكم .. دعاة الحرية كثر لكنهم بذات القدر لا يتحملون زمهريرها وهجيرها ..
التحية لكل من يضع الوطن فوق حدقات العيون ويتسامى فيحمل اثقالا من الصمت او يبذل اقصى ما لديه لتحقيق المستطاع، وفي سبيل ذلك يمضغ الالم والانين من اجل ماهو اجل واسمى، والتحية له حين يوسم بالخائن ممن يعتقدون انهم الاعلون . علينا ان نكسب الوقت ونحمي الثورة والوطن من الترهات والتغول وبعبور المرحلة الانتقالية بسلام وتحقيق الاستقرار ما امكن ، ومن ثم لبر الامان الى انتخابات حرة وعندها يكون الجميع مسئول عما يحدث ويختار ما يريد ولانرمي الحبل على القارب للمتربصين واهل الهوى..ثم نشكركم ونعذركم بعدها .. صحيح ما يحدث ويحاك ينبئ بشيء من حتى ولا يبشر وليس بقدر الطموح ،ولكن وفق المتاح نجتهد ولا نكون السبب فنعطي الفرصة في طبق لمن يريد ان يفسد..
صالح أحمد