على الرغم من الخيرات التي تزخر بها بلادنا ، والطبيعة الغنية في السودان الحبيب منذ بداية حكومة نميري اليسارية ، بدأ يعيش السودان في ضائقة معيشية غير مسبوقة ، وبطاقة التموين دخلت في كافة السلع الاستراتيجية ، وكل شيء اصبح نادرا وشحيحا ، وصار الناس لايثقون في انفسهم ، ولا في حكامهم التعيسين البائسين الذي غلبتهم الحيلة ، ولم نسمع برئيس او وزير او مسؤول قام بحل مشكلة مستعصية وتوفرت السلعة أو الخدمة المعنية ، تذهب المخبز لاتجد الخبز ، تمشي الدكان لاتجد ملح ، ولا سكر ولا شاي ولا زيت والصيدلية تحولت إلى متجر لكريمات التجميل . الحكاية تحير، لماذا كل هذا الفساد والغباء.
استمرار الحكومات المتعاقبة منذ عهد نميري الامور تسير إلى الوراء بوتيرة غير مسبوقة ، نميري تسلم جنيه قيمته 3.3 دولار ، مشروع الجزيرة عشرة على عشرة وكذلك مشاريع الاعاشة في النيل الابيض و الزاندي ومصنع التعليب في كريمة يعمل بطاقته القصوى ، ومصانع عبدالكريم السيد في شندي وفي مدني توجد منطقة صناعية تنتج الكثير من السلع ، واما المنطقة الصناعية بالخرطوم بحري هذه قلعة صناعية لايوجد لها مثيل حتى في اوروبا ، ولم نسمع بانقطاع الكهرباء او طلب منا دفع قرش واحد في المستشفى أو الشفخانة او المركز الصحي .
وعندما سألنا لماذا نعيش الازمة الاقتصادية والتموينية قيل أن السلع تهرب لكافة الدول الافريقية ، ولماذا تهرب هذه السلع المدعومة وغير المدعومة ، هل بسبب الذمم الخربة او انعدام الضمير ، لا بل بسبب سوء الادارة وجشع المسؤولين . الذين يرغبون في جمع الثروات على حساب شعبنا المغلوب على أمره.
وبدلا من أن نجمع الثروات بالتضييق على الناس لماذا لانجمعها بتحسين حياة الناس وفتح الفرص للجميع ، وكل من لديه كفاءة ومقدرة وروح المغامرة ، وان يدخل في مجال الاعمال ويجمع المال بالحلال ، ويتحول السودان إلى مركز لإعادة التصدير لكافة الدول الافريقية المجاورة والبعيدة ، ويتم تمديد السكة حديد حتى تشاد وربطها بالسكك حديد هناك ومنها يمتد لباقي الدول ، حيث نقوم باستيراد السلع الضرورية من مصادرها واعادة تصديرها ، لأن الشراء الجماعي للسلع يمنحنا افضليه بالحصول على تخفيض في السعر وهذا بلاشك سيساهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي للبلاد وتوفير الكثير من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة .
وقيام ذلك ليس بمستحيل أو غير ممكن إذا تجردنا من الأنانية ، وكان لدينا حكومة قوية وشفافة ، وقوات نظامية شفافة ، بدلا من التنابلة الذين يبحثون عن الانواط والنياشين والدرجات ، ويتركون البلد في حالة فوضى الأمن غير مستتب ، وظهرت حالات الخطف والسرقة بالاكراه والقتل والنهب وغيرها و شمالها محتل وشرقها محتل وغربها حدث ولاحرج. وجنوبها لاتحكي عنه.
الشباب السوداني رائع وطامح في تطوير بلاده ، ويسعى بشتى السبل للنهوض بها يجب الا نكون عقبة في وجهه.
كنان محمد الحسين