للمرة الثانية في فترة وجيزة ، يثبت التلفزيون السوداني ان عقليته لم تتغير وأن الدولة العميقة ما زالت تسيطر عليه. فعقب زلزال زيارة اليرهان ليوغندا، والاجتماعات الماراثونية المختلفة. كان الكل في انتظار بيان لمجلس الوزراء، وقد شارك التلفزيون نفسه في التنويه لبيان مجلس الوزراء. ولكن في لحظة إلقاء البيان ، غابت الفضائية عن البث المباشر. وقد اصدرت بيان اعتذار متعللة بانه في لحظة بث البيان ، غاب الموظف المسئول عن البث!!(هكذا). ووعدت بالتحقيق وعدم تكرار ما حدث.
بالأمس وسحر اليوم ن كرر التلفزيون نفس الخطأ . لكن هذه المرة ،مصحوباً بسقوط مهني مريع ، حاول فيه خداع المشاهد لمداراة سقطته الثانية. متناسياً أن هنالك قنوات بث مباشر أخرى. فبعد تثبيت (عاجل) بشريط أحمر عن خطاب يوجهه حمدوك للأمة عبر التلفزيون.أنتظرنا لأكثر من ساعتين والشريط مثبت ودخل اليوم الثاني وهو يقدم إعادات لبرامج اليوم . فجأة اختفى الشريط ولا بيان . انتقلت على الجزيرة مباشر لأجد البيان منقولاً عن سوناا واعلى الشاشة مثبتة كعادة الجزيرة مباشر في نقل ما لم تدركه مباشراً عبارة ( الخرطوم قبل قليل ) بعد تلاوة البيان الذي كان فيه حمدوك بادي الغضب والتحدي والثقة والإقرار بأنه لولا تضحيات الشباب لما كانت الحكومة قائمة. انتهى البيان القصير وعدت بالأزرار للفضائية السودانية . لأفاجأ بالبيان يبث وفي أعلى الشاشة عبارة ( بماشر !!؟). ترى من يظن التلفزيون السوداني أنه يخدع ؟ما حدث يمكن تشبيهه بالمثل السوداني الذي يتحدث عن صمة الأوراك بعد الإحداث. ألم يكن جديراً بتلفزيون السودان إن عجز عن نقل البيان مباشراً . أن يكتفي بإذاعته دون الادعاء بأنه بث مباشر ليحترم مشاهديه؟
لكن ما الذي نتوقعه من العقليات التي أنتجت خفافيش الظلام إن كانت تعشعش وتنوخ بكلكلها على الفضائية السودانية ؟
على العكس تماماً كانت سونا..فقد كان شعار سونا واضحاً في بث الجزيرة مباشر. وهو تميز لسونا ملحوظ. فقد ساهمت في الفترة الأخيرة وعبر تغطيات قدمت فيها الوزراء وبرامجهم بصورة متميزة أمام الإعلاميين في منبرها.. إلى درجة تحسن مستوى الأسئلة للصحفيين بدخول هذا التمرين اليومي. وحتى لا تكون وكالة تتابع أعمالاً حكومية فقط فقد استضافت مجلس حماية المستهلك ولجنة للصمغ العربي .وهو المطلوب من أجهزتنا الإعلامية. ما ينتظر لقمان احمد فيما بدا..كثير . واتمنى أن يكون لها.
معمر حسن محمد نور
