لاحدود للأبداع الأنسانى أذا أرتبط بحرية الأنسان حتى لأن يؤمن أو يكفر بقوله سبحان وتعالى . لذلك السبب نجد ان الأبداع يكاد ينحصر فى الدول ذات الحريات الشخصية الى حد ممكن ، ويكاد يختفى فى دولنا التى يحاول بعضها الفكاك من تلك الدائرة الشريرة ، التى يسعى محبوها الى احباط أى محاولة لذلك الفكاك ، كما يحدث هذه ألأيام فى بلدنا . ولعل تذكير شعبنا فى كل لحظة بجرائم النظام البائد التى طالت كل انسان وشئ ، لعل فيه ما يحد من امكانية نجاح الثورة المضادة ، ولو مؤقتا ، بتعطيل محاولة الفكاك التى يسعى فيها شعب ثورة ديسمبر بكل ما أوتى من وعى ونشاط وفى مقدمته شبابه .
شاهدت بالأمس الفيلم الذى نال جائزة عالمية بعنوان ( الثقب الأسود ) او ( الجشع ) وهو لايزيد فى مدة عرضه عن دقيقتين ولا تنطق فيه كلمة واحدة ! يظهر شخص يقف امام آلة تصوير وثائق ترفض الأستجابه لطلبه بالتصوير فيركلها برجله غاضبا فتستجيب باخراج ورقة بيضاء عليها دائرة سوداء كبيرة . يضعها على منضدة بجانبه ويتناول كاسا من الماء ليواصل التصوير بعدها . لكنه عندما يضع الكأس فوق ورقة الدائرة السوداء يختفى الكأس داخل الدائرة بين اندهاش المصور الذى يضع يده فوق الدائرة فتمتد الى الداخل عائدة بالكأس. يزداد اندهاش الرجل فيأخذ الورقة ذات الدائرة السوداء العجيبة ويلصقها بباب الثلاجه ويمرر يده على الدائرة فاذا بها تدخل الى الثلاجة جالبة معها مشروب وقطعة كبيرة من الشوكولاته ! فيشرب الرجل ويأكل بشره واضح ، ثم يأخذ الورقة بدائرتها المفيدة الى باب تظهر وراءه خزينة النقود فيدخل يده ويفتح الباب من الداخل ، ثم يتوجه الى الخزينه ويلصق الورقة على باب الخزينة ويدخل يده عائدة بربطة من الدولارات ويكرر العملية مرة وراء مرة الى ان تتكوم عدة ربطات من الدولارات الى جانبه ولكنه لايكتفى فيدخل يده ثم يتبعها بكتفيه وينتهى بادخال جميع جسمه الى داخل الخزينه . فى هذه اللحظة تقع الورقة بدائرتها العجيبة الى الأرض ، فيظل صديقنا بالداخل والدولارات مكومة خارج الخزينة . وتكون نهاية الأبداع المدهش .
تمنيت لو ان هذا الأبداع كان سودانيا . ألم تحدث نفس هذه القصة منذ شهور قليلة فى السودان . نهب الجماعة كل ماوقع فى ايديهم من خلال ثقب الفساد ثم كانت الثوره فأودعوا داخل السجون بينما تبقت الفلوس فى الخارج !
عبدالمنعم عثمان
