* الثورات عندما تنتصر بإرادة الشعوب، لا تتنفس او تعبر عن نفسها بسلاح التظاهرات والمواكب فقط، فليس ذلك هو الرد المناسب لبعض المواقف او التجاوزات التي تحتاج لتعبير آخر، اكثر حكمة وعقلانية ، بل الثورة فعل ايجابي نشط مستمر يقوم به الجميع ، بأدوات وأجهزة مراقبة وإصلاح وبناء، كل من حسب موقعه داخل او خارج الوطن.
* لماذا نستعمل الاسلحة الثقيلة المدمرة لثوراتنا السلمية الناجحة التي بلغت مبتغاها في ازالة انظمة شمولية ظالمة امام كل مايطفح في السطح من زبد أو تصريحات مفتعلة، يقصد بها الآخرين ان يخرجونا عن طورنا، لنغضب وننفعل بشدة وبأس، وكما هو معلوم في ثقافتنا وفهمنا، فإن الغضب الجامح يصنع الاخطاء لانه يعمي الابصار والبصيرة .
* قراءة احداث الواقع المتردي وحده، والتفاعل معها دون تمعن وتركيز لا يكفي، فليس هنالك حاكم او مسئول ننصبه بارادتنا، يملك مفتاحا سحريا للحلول السريعة، وسط ركام من الخراب والدمار الماثل امام أعيننا، فليست هنالك خطط وأهداف تنفذ فورا وتؤتي أكلها ان لم نرتقي نحن ونساهم في التغيير بخلق بيئة حاضنة للننجاح والعمل .
* حتما سنتعلم الكثير من متابعاتنا وتطبيقاتنا واخطائنا وترجمتنا للواقع، فنحن من دون حياء حديثي التجربة بأدوات الديموقراطية وحدود الحرية، فللحريات التي نرفع راياتها ايضا حدود يجب ان لا نتخطاها فحيث تنتهي هي، تبدأ مساحة القوانين والاعراف لتنظم دولتنا و حياتنا حتى لا تفسد مجتمعاتنا.
* ثورات التصحيح يجب ان تبدأ من القاعدة في ضبط سلوكنا واخلاقنا ودرجة وعينا وتفكيرنا وتفاعلنا مع الاحداث فالفساد والظلم وتردي الاخلاق والجهل تنبت جذورها في الارض من الاسفل للاعلى مثلها مثل اي نباتات كريهة.
*عندما نخرج للعلن في شوارعنا وازقتنا او نطل حتى عبر بوستاتنا او منشوراتنا لعامة الناس، ننتقد او نرفض فعلا او سلوكا شاذا او فاسدا يجب علينا اولا الالمام باسباب وظروف وتفاصيل ذلك الفعل قبل ان نطلق العنان لخطاوينا وتصريحاتنا.
برير القريش
