مقالات وآراء

إسمعوني واسمعني يا (حميدتي)

ليس لأني أذكاكم وأشطركم. ولا لكوني أعمقكم حكمةً. فقط لأني أشترك معكم في حب هذا الوطن الذي شبع (ملطشةً)، حتى إحترنا في أمره. واحتارت الحيرة ذاتها فيه.

نحن أبناء السودان السبب الأكبر في قعوده وكساحه. تركه لنا المستعمر في صحة وعافية متوهطاً في مكانةٍ لائقة تحت الشمس. تسلمناه منهم وابتدأ مرضه. حتى وصل به الحال المذري الماثل الآن بين أيدينا.
وإني لأعجب لأمر الدكتورة أحلام حسب الرسول التي صدعت بالحق وطالبت بعودة حكم الانجليز للسودان فانتهى بها الأمر خلف جدران مصحة نفسية. إني على يقين لو قمنا بإجراء إستفتاء حول ذات الموضوع فسوف لن تسع مصحاتنا النفسية أعداد (العقلاء)!!
فتعالوا نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا. ولنبدأ بصحوة الجيل الشاب المدهش الذي صنع معجزة الثورة. التي أعتبرها بداية (حمل) التاريخ لجنين يولد إسمه (السودان الجديد) الذي نادى به زعيم مخلص قتلناه وكتبنا على شاهد تربته (جون).
نجحت الثورة وكان المهر غالياً…ثم سرق العسكر ثورة شبابنا عنوةً!! برهان وشلته أكلوا وشربوا وشحموا من مائدة (الكيزان). وارتاحت الصقور والتيجان والنجوم على أكتافهم من كرم (الكيزان)…. هم ربائب البشير… هم أبناء (التمكين). فلا أحد تم تمكينه طيلة الثلاثة عقود الماضية إلا من ثبت ولاؤه لمجرمي الثلاثة عقود الماضية. حقيقة لن يقدر لا البرهان ولا كباشي ولا ياسر العطا ولا بقية الكيزان (المتجيشنون) دحضها. أما رأيتم كيف يتصرفون؟ أما رأيتم الكذب والصلف الذي به يتفوهون؟ أما رأيتم كيف يعاقبون الشرفاء من شباب قواتنا المسلحة الذين ساندوا شباب الثورة… ورابطوا حتى (انقدت الرهيفه؟)… ثم أما رأيتم كيف أن الممكنون، من نعلمهم ومن لا نعلم، كيف يقاتلنونا حتى ب (الرغيفه؟)..
أقولها مدويةً (ليس في المجلس العسكري. رجلاً يمكن الوثوق به غير محمد حمدان دقلو حميدتي!!)….. نعم. اسمعوني قبل أن تحولونني على مصحة عقلية.
(حميدتي) طيلة عمله مع الطغمة التي أُسقطت… كانت كل جهوده منصبةً في صون وحدة الوطن. و مثله مثلنا جميعاً نحن بني البشر نصيب ونخطأ. . لكنه…..
قاتل الحركات المسلحة من أجل سلامة الوطن
قاتل تجارة البشر من أجل سلامة الوطن
جمع السلاح من أجل سلامة الوطن
أغضب أهله وأبناء عمومته من أجل عيون الوطن
ثم عندما حمل شبابنا الكرام أرواحهم في أكفهم.. وتحدوا الموت… شابات وشباب… وسخروا من بنادق العسكر… وبعد أن تأكد (حميدتي) من نضج الثورة، انحاز الى بناته وأبنائه ولولاه ولولا قوته الضاربة لغرقت شوارع العاصمة المثلثة وساحات أقاليم السودان في دماء طاهرة ذكية.
في حين كان الشيخ الفاسق (عبد الغي) يلقي على مسامع البشير المجرم أن (أقتل… أقتل… أقتل… وأضمن لك الجنة!!).
ولولا وقفة (حميدتي) لما سمعتم ب (ابن عوف… البرهان… كباشي… ياسر العطا)… وبقية من سرقوا ثورتنا فقط لأن في أيديهم سلاح ما زالوا يوجهونه الى صدورنا الفينة تلو الفينه.
يقول قائل ( أبك جنة يا رجل! حميدتي قائد الدعم السريع الذين قتلوا الثوار في موقعة الإعتصام!)
أقول صدقتم. بعض من الدعم السريع لنكون منضبطين في قولنا. عادلين في أحكامنا.
هاكم بعض الحقائق التي ما عادت سراً.
تعرفون (قوش). وتعلمون خبثه. وهنا تجدر الإشارة الى أنني كتبت الى ( قوش) على صفحات منبر (الراكوبة) هذا أعنفه وهو في قمة جبروته وبطشه. حتى حذرني أهلي من زيارة السودان حينها. لا أذكر ذلك بطولةً ولكن كشاهد على أنني أكتب ما أراه صواباً.
قوش أيضاً إنحاز في النهاية لثورة الشباب.. تلك حقيقة مثبتة لا شك فيها. وأمر شياطين الأمن أن لا يتعرضوا للشباب (بالطبع بعد أن أمعن في قتلهم). وسهل أمر وصول الملايين الى ميدان القيادة. ولربما أحس بخبثه أن انحياز (حميدتي) للثوار سيصنع الفرق. ويقلب الطاولة عليهم. فاختار الانحياز للثورة . ليس من أجل الثورة!! فالرجل (كوز) شديد (الكوزنة) وسأكون حالما لو زعمت أن (كوزا) انضم الى ثورة قامت لكنسهم الى مزبلة التاريخ.
إنحاز (قوش) ليحكم!! فقد تأكد له بخبثه وحسه الإستخباري أن رئيسه لا محالة راحلٌ. ولقد عجمناه وعرفناه هو من الأنانية بالسؤ الذي يجيز له بيع الأقربين.
واضح جدا من تداعي الأحداث. ومن معرفتنا بأخلاق (حميدتي) الريفي البسيط الذي يخاف الله. أنه أسر في نفسه انحياز ( قوش) للثورة كفعل إيجابي يساعد على الثقة فيه. ويضعه في كفة واحدة مع انحيازه هو…. فوثق فيه… وثق في (الثعبان)…
بدأ السيد (قوش) في نفث سمومه في أوصال القائد حميدتي فصدقه.. أوحى له أن يتصدر الأحداث. فذهب (حميدتي) يذرع السودان طولاً وعرضاً خطيباً في محافل مشبوهة… مثل اجتماعه بالشرطة ووقفته الشهيرة خطيباً في رجال الادارات الأهلية… وذهب يوزع الهبات المادية والمعنوية تارةً ويتوعد ويهدد تارة أخرى.
ليحقن في وعي الجماهير أنه المتصدر والمسؤول لأفعال اجرامية قادمة. يرتب لها (قوش) وبقية الكيزان الذيئاب في ثياب حملان.
ثم كانت قاصمة الظهر… اختلاط كلاب الأمن بالدعم السريع!! كان ذلك فخاً قاتلا نصب ل (حميدتي) فوقع فيه!! ليس من غباء ولكن لبساطة الريف التي تربى عليها.. كان يظن أن (قوش) لن يغدر به. لأنه هو لا يعرف الغدر ولا يفهمه.
وكانت الطامة الكبرى…. فض الاعتصام الدموي. الجريمة التي كان يجب أن تؤدي الى محاكمة الذين يشاركون (حمدوك) إدارة البلد.
بلع (حميدتي) الطعم… فرجاله جنباً الى جنب مع رجال (قوش)… وفي الخلفية كتائب الظل القاتلة. ركزت الكاميرات على رجال ( الدعم السريع) لكنهم كانو يحملون السيطان والعصي. وما رأينا سوطاً يقتل.. ومع أننا ندينهم في إهانتهم وإذلالهم وربما اغتصابهم… ومع أنه يجب محاكمتهم وعقابهم إلا أن الفطن يدرك أنها وقيعة أريد لها أن تكون بين الشعب السوداني والدعم السريع وفي مقدمته (حميدتي) وفق مخطط خبيث… وقد كانت.
أدرك قائد الدعم السريع (المقلب) بعد فوات الأوان… راح بجهد كبير يحاول إسترجاع الثقة بينه وبين شابات وشباب الثورة الذين انحاز لهم بصدق… ولكن كانت الجرة قد انكسرت وانسكب ما فيها…
أرى أن تحفظ الثورة للرجل صفاء نواياه… وأن يعلم الشعب أنه وقع في فخ نصب له بذكاء وخبث من ( الكيزان). بقصد ابعاده كأقوى عامل على الساحة في ترجيح الموازين. ولقد أفلحوا.
علينا أن نحول فلاحهم الى فشل…
يجب أن نكسب قائد أقوى قوة الى صفوفنا… ليس على حساب دماء شهدائنا لكن يا أخي حميدتي بعد أن تحيل للقضاء طوعاً كل من ظهر من رجالك في فيديو. أو ثبت اهانته او اغتصابه أو قتله لشابات وشباب الثورة لينالوا جزاءهم…
وبعدها تعال لمكانك الطبيعي سندا لعملية ميلاد سودان جديد حلم به يوما السيد ( جون). ونحلم به جميعاً…
وعندها على الشعب السوداني أن يضع يده في يد (حميدتي).. ولسوف ننتصر.

الرشيد العطا – مسقط
[email protected]
٢٤ فبراير ٢٠٢٠

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..