إكسير الثورة

اِضْطَجَعْتُ قُربَها لكي أنام
في اسْفَنْجةٍ مُغَبَّرة
مليئة بالشُقُوقِ .. والثُقُوبِ ، والآثام
ودوائرٍ ، كقوس قُزَح
أذْكُرُ نفسي ، في سرداب
قبلَ مجئ الفجرِ إزاءَ السور
والثورةُ كانت خلف الباب
وكُنْتُ أرُشُّ خلال الثقب ، بذورَ الجيل الآتِي
من قوسٍ من حَدَقة .. يَفِضُّ الأوهام
يُرِيقُ المِسْكَ على فاتِنةٍ
يُودِعُها القوسُ أمانتَهُ
يقذِفُ فيها إكسيرَ الثورات
ينزِٓعُُ من بئرِ الأسرارِ دِلاءً
يُخْرجُ من عُمْقِ الحكمة
أسرارَ البنتِ إذا عَشِقَت ..
تحكي قصصاً .. كالأحلام
عن السِكِّير عليها مَرَّ ، إلى خَمَّارتِهِ
عن الشيخِ بها مَرَّ ، إلى مسجدِهِ
عن الأعمى يُمْسِكُ قيثارتَهُ منتصباً
عن ماضي المستقبل ، عن معنى المعنى
قصصاً يمكن أن تُقْرَأ بالمقلوب
أو تُحْذَف منها أفعالُ المفعول
قصصاً تصيبُ الحاضرَ في قلبِه
مثلَ حياةٍ تبدأُ في صحراء
أذْكُرُها تُشْرِعُ باباً للريح .. تذرو زِلَّاتِ صبابتِنا
وأذْكُرُ نفسي ، أزحف
بين المدن الكُبْرى
أنومُ وأصحو في أزمانٍ أُخْرَى
أموتُ ، وأنْهَض
أكثر حُرِيَّة
شكرى عبد القيوم
[email protected]