مقالات سياسية

جدلية الهامش والمركز ومعيار توزيع السلطة والثروة

إن الإختلال الواضح والبائن فى عملية توزيع السلطة والثروة والتنمية المتوازنة فى السودان عبر التاريخ لا يحتاج إلى كبير عناء لإثباته فالارقام تتحدث ،،، بالنسبة للجدل الدائر حول تخصيص نسبة ال 20٪ لابناء دارفور فى الخدمة المدنية كتمييز إيجابى أرى إنها عادلة وفقا لمعيار سكان الإقليم الذى يقارب ال 25٪ من النسبة الكلية للتعداد السكانى للسودان،، ووفقا لما تعرض له الإقليم من الظلم الممنهج والاظطهاد والتهميش على مستوى المشاركة في السلطة واتخاذ القرار،، وعلى مستوى التنمية المتوازنة خاصة إذا نظرنا إلى الامكانيات والثروات الطبيعية للإقليم الغنى،، الذى يوجد في باطنه الذهب،، والمحاصيل بأنواعها،، والثروة الحيوانية ورفده لخزينة الدولة ببلايين من الجنيهات دون الحصول على حقه الطبيعى والمنطقى من تنمية ومشاريع وخدمات،،،
إن الإعتماد على التعداد السكانى  كمعيار لتقاسم السلطة هو معيار علمى ومنطقى ومقبول بشرط أن يكون مرتبطا بالكفاءة،،، وهو كفيل بإخراس كل الألسن التى ترى غير ذلك، وأعتقد جازما بوجود نسبة اكبر من ال 20٪ بكثير من الكفاءات المطلوبة داخل وخارج الوطن لشغل هذه المناصب ،،، على أن يطبق هذا النموذج على بقية اقاليم السودان ليأخذ كل ذى حق حقه بكل عدل وإنصاف..
إلى المعارضين للاتفاق ،،،،، لابد أن نشير إلى الأمور والحقائق بمسمياتها ولا نلتفت للذين يتهموننا بالعنصرية وغيرها من الأحاديث العاطفية والسياسية،، ظللت اكتب وعلى مدار سنوات خلت عن التهميش والفساد والعنصرية وسنظل حتى يتم تحقيق مطالب شعبنا المظلوم ورد حقوقه كاملة غير منقوصة،ولن تثنينا سهام العنصريين الجدد واذناب نظام الابالسة العنصرى البائد فى الخرطوم من إكمال مشروع رفع الوعى والفكر والاستنارة ،أين كان هؤلاء الانتهازيون عندما كان شعبنا فى دارفور يعانى الأمرين من الظلم والقتل والترويع والتهميش،،، لكنهم افاقوا الان عندما تم تهديد مصالحهم الشخصية بإعادة هيكلة الدولة السودانية وبناؤها على أسس عادلة للجميع،، كشفوا عن وجوههم القبيحة والحقيقية التى كانت تتخفى خلف قناع الوطن والكلمات المنمقة،، وشعارات النفاق السياسى،، من شاكلة (كل الوطن دارفور).. وللأسف هم قادة وصناع الرأى العام من الطبقة المستنيرة التى يفترض فيها الحكمة والعدل،،، فما بالك بمن هم دون ذلك،، والى الذين يفترضون فينا الجهل والغباء،،، وإلى الذين فى نفوسهم مرض ومصابين بداء النقاء العرقى والى الذين يتهكمون ويسخرون من لهجتنا وأشكالنا نقول لهم اقراؤا قوله تعالى :: لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم،،، وإن فى اختلاف ألسنتكم والوانكم آيات للعالمين ،،، مما سبق يتضح جليا بأننا نعانى من مشكلة (هوية) وطنية مفقودة تتطلب إيجاد حلول عاجلة لها عبر تعريف هويتنا أولا من نحن؟؟ وادعوهم إلى التصالح مع ذواتهم أولا فالانسانية لا تتجزا وهذه الممارسات عفا عليها الدهر وهى بمثابة سقوط أخلاقى ودينى وانسانى لدعاتها ،،، وإلى الرجرجة والدهماء والنطيحة والمتردية الذين يتوهمون بأننا نشعر بالدونية أمامهم نقول لهم،،، هذا هو شعوركم الحقيقي أنتم أمام أسيادكم الأعراب والمستعربين،، فالحقيقة هى أن الغالبية منكم يمارسون الاستعلاء العرقى الاجوف على الآخرين،، ولكنه لن يغير من الواقع شيئا،، ونحن والحمد لله سودانيين افارقة ونفتخر بذلك،،،، أنت لو عاجباك نفسك نحنا برضو العزة فينا،، تاريخنا يحكى عن عزتنا واصالتنا وإفتخارنا وتمسكنا بإرثنا الحضارى الضارب فى الجذور والذى يتحدث عن نفسه،، نقول لهم إنتهى وولى عهد الخداع والوصاية والتدليس واخفاء المعلومات،،،
 فدارفور اليوم ليست دارفور الأمس ولكم عبرة فى طرد قوى الحرية والتغيير من نيالا والفاشر وطرد الكهنوت الصادق المهدى من الجنينة والتى تعتبر بمثابة ضربة قاضية للمنتفعين وجماعة الاستهبال السياسى،،، دارفور ترحب بأصحاب المشاريع التنموية والبرامج المفيدة لإنسان الإقليم، ونفتح قلوبنا وعقولنا للعقلاء  منهم ولا مكان لأصحاب المصالح والمكاسب السياسية الحزبية ،، واتمنى ان تفهموا وتعوا الدرس بأن جيل اليوم مثقف ومؤهل وقادر على انتزاع حقوقه ومحاسبة المجرمين والطغاة والفاسدين ،، نحن في عهد الحرية والعدالة فعلا لا قولا،،، المنطقة والحجة للحقائق والأرقام وحدها فهى لا تكذب ولا تتجمل،،،، بداية سودان جديد يبدأ من هنا بالاعتراف بوجود التهميش والعمل على معالجته بدلا من الهروب للأمام ودفن الرؤؤس فى الرمال،،،
إذا نظرنا للماضى نجد أن هنالك اقلية من الإقليم الشمالي يشكلون نسبة 5٪ من سكان السودان ويسيطيرون على نسبة 67٪ من الوظائف القيادية فى الوزرارت والمؤسسات والهيئات والشركات والبنوك الحكومية،،، وبنسبة اكبر فى البعض الآخر،، فى القضاء لا يوجد رئيس قضاء ولا نائب رئيس قضاء من دارفور البتة على مر التاريخ وحتى يومنا هذا ،،، 90٪ من الرتب العسكرية العليا فى جهاز الأمن والشرطة والجيش تسيطر عليها ذات الفئة،،،
في  الفترة من ١٩٥٤-١٩٨٩ اي منذ السودنة حتى حكومة الإنقاذ كانت حوالي ٨٠٪ من السلطة السيادية و التفيذية تتركز في ثلاثة أقاليم  هم العاصمة القومية و الإقليم الأوسط و الإقليم الشمالي و المتبقية هي ٢٠٪ من نصيب (جنوب السودان  و دارفور و كردفان و الشرق السودان )
المصدر الدكتور صديق امبدة  ( الإنقاذ من العقيدة الى القبلية ) …
اما في فترة (١٩٩٠-٢٠٠١) نسبة السلطة لولايتي نهر النيل و الشمالية ٥٢٪ اما بقية الولايات السودان كلها حوالي ٤٨٪ مع العلم بان عدد سكان ولايتي نهر النيل و الشمالية حوالي مليون و نصف مليون فقط اي يبلغ عدد سكان ولايتي نهر النيل و الشمالية حوالي 5 ٪ فقط من سكان السودان و تستاثر هاتان الولايتان بحوالي ٥٢٪ من السلطة بينما ولايات دارفور نصيبها من السلطة فقط ٣٪ و سكانها تمثل نسبة 23٪ من سكان السودان.
المصدر د/ حامد البشير ابراهيم حريق الساقنا جذور الحرب الأهلية في غرب السودان.
فى 2013 كان هنالك 11 فى مؤسسة الرئاسة السودانية من الإقليم الشمالي من جملة 13 اى نسبة 90٪ ،،،، و10٪ لبقية السودان ،،، حتى فى الفساد أنظر إلى القائمة فهم فى الطليعة وهذا طبيعى لتحكمهم فى مفاصل الدولة الاقتصادية ،،، البشير،، عبدالله البشير،، نافع وداد عوض الجاز،، عطا المنان،،، على عثمان،فضل محمد خير،، طارق سر الختم الفاتح عروة،،، وجدى ميرغنى،، اسامة داؤؤد،، مو إبراهيم،،، عبدالرحيم حسين،،،  غالب المدراء العموم للبنوك الحكومية والتجارية،،، تجار العملة  ،،، مدراء الشركات الحكومية التى تتبع للعسكر وجهاز الأمن التى تنشط فى الصادر والوارد وتتحكم فى الاقتصاد،،، وكلاء الدقيق والغاز والوقود ،،،، الرتب العليا في الجمارك الخ….
فيما يتعلق بالتنمية،،،
في ولايتي نهر النيل والشمالية  في عدد 7 كباري علي النيل بمتوسط تكلفة الكبري الواحد 25 مليون دولار ومن مروي لدنقلا في شارعين زلط متوازيات من الناحية الشرقية وواحد من الناحية الغربية مع العلم انو السكان المستفيدين من الحاجات دي لا يتعدي المليون ونص نسمة.
هل هذه هى العدالة التى خرج الشعب السودانى من أجلها ،،، لمصلحة من يدافع البعض عن استمرار ذات نهج النظام البائد القائم على المحسوبية والعنصرية باعتراف قادتهم أنفسهم (وثائقى العربية نافع وآخرون ) إنتهى عهد الوصاية والتهميش نطالب فقط بتطبيق شعار عدالة اعدلوا هو أقرب للتقوى،،،،
أيوب عثمان نهار
[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..