من يريد بناء دولة يجب أن يفهم شعارات ثورة الشعب

ثورات الشعوب العظيمة تحدد أهداف سامية تبلورها في شعارات ثم تحدد غاياتها في شعار واحد مبسط ومختصر يكون هو الهدف الاستراتيجي تقدمه لقادة المنظومة التي ترى في نفسها الكفاءة لتحقيق هذا الهدف أو الشعار.
مثلا الثورة الفرنسية كواحدة من أعظم ثورات الشعوب في العصر الحديث تبلور جميع شعاراتها في شعار واحد مبسط ومختصر كهدف سامي تعمل كل المنظومة في الجمهورية الفرنسية لتحقيقه بصورة منسجمة سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا (le liberté- la fraternité-l’égalité ) أي الحرية الأخوة المساواة وبهذا أصبح هو الدليل الموجه في سياسة الجمهورية في التعامل مع شعبها وكيف تحقق مصالحه والحفاظ على كرامته ووحدة ترابه الوطني.
الشعب السوداني بعد صراع طويل مع الدكتاتورية العسكرية والمدنية سوى الاستعمارية منها او الوطنية من مجموعة شعارات مقاومته تبلورت في شعار واحد مبسط ومختصر كهدف سامي يريد من يرى في نفسه الكفاءة يتقدم قيادته لتحقيق هذا الهدف( وهوle liberté -la paix -le justice ) الحرية السلام العدالة وهذا الشعار يجب ان يكون هو الدليل الموجه لكل مؤسسات الدولة السياسية منها او الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. كما يحدد هذا الشعار كيف تكون العلاقة بين الدولة والشعب و تعمل وفقه الدولة للحفاظ على كرامة مواطنيها وحفظ وحدة التراب الوطني والسعي دوما إلى تحقيق مصالح الشعب السوداني العليا داخليا وخارجيا.
لكن عقلية النخبة السياسية السودانية دائما مهما عمل الشعب السوداني للنهوض بنفسه تعمل على خزلانه و اجلاسه بكل السبل نتيجه للعجز الفكري الذي لم يستطع ان يستوعب أشواق وطموح الشعب في التحرر والانعتاق من التخلف المتوارث لدي القادة من النخب السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الفشلة الذين تعاقبوا على الحكم منذ الاستقلال إلى يومنا هذا.
وبهذا صدقت المقيلة التي تقول “شعبا عملاق يقوده أقزام ” شعب مثل الشعب السوداني الذي قام بثلاثة انتفاضات نجح فيها بإسقاط ثلاثة دكتاتوريات عسكرية في الفترة بين 1964 إلى 2019 بالإضافة إلى ثورة عظميه في 1885 حررت أرض السودان من المستعمر الاول وتاريخ طويل من المقاومة للاستعمار الخارجي الثاني في الفترة 1896 إلى 1955 شعب مثل هذا من العيب أن يقاد بمجموعة من الأفندية التي لا تنظر للأمور إلا تحت أقدامها واقدام اسيادها
في كل مرة الشعب يسقط دكتاتورية يسلم النخب دفه البلاد تقوده بعقلية رعنا إلى انتكاسة عبر سياسية الرشاوي والتخدير الوظيفي .
ما قادني إلى كتابة هذه السطور من خلال متابعتي للحكومة الانتقالية تبين لي أن الحكومة ليس لها رؤية تخطط من خلالها إلى برامج ممكن تنفذ منها حالا حسب الأولية العاجلة ما يؤسس لخطة عمل في المدي المتوسط التي بدورها تكون مجتمعة يضع حجر الأساس لخطط الي المدى الطويل وجميعها مترابطة بتخطيط استراتيجي مدروس بصورة دقيقة وعلمية.
هذا مفقود بدليل تصريح لوزيرة الشؤون الاجتماعية الأستاذة لينا الشيخ عن توفير 55 الف وظيفة للشباب من دون أي دراسة للقوة العاملة وهل البلد في حاجة إلى توظيف مزيد من العطالة المكتبية المقننة كلنا يعلم أن مكاتب الدولة مليئة بالموظفين بلا وظائف فقط مجموعة موظفين بلا عمل وصرف مرتبات وحوافز ومزيد من الإرهاق لجيب المواطن المتمثل في خزينة الدولة أن وجدة.
لو أصبح هذا التصريح رشوة من حكومة الوزيرة كمسكن لطاقة الشباب الذي أسقط الدكتاتورية تكون هي الكارثة الحقيقية الذي ستدخل السودان في نكسة جديدة بلا محال وأن لم تكن كذلك ونتمنى الثانية تعتبر خطوة جرمندية في سوق الملجة.
بدلا من هذا يا الوزيرة وحكومتك كان من الأفضل أن تقوموا بدراسة في مجال الصناعات الصغيرة أو دعم صغار المنتجين وتنظيمهم في تعاونيات ودعمهم في توفير أسواق لمنتجاتها. بصيغة متكاملة مع سوق العمل هذا من الطبيعي ينتج فرص عمل تفوق عدد الوظائف المغشوشة مع العلم ان كل فرصة عمل منتجة وبدل ما يكون عندك مستهلك إقتصادي تولد منتج اقتصادي يساهم في الدخل المحلي والقومي.
يا حكومة لا تحدثوا الشعب أو الشباب عن وظائف بل حدثوهم عن مشاريع اقتصادية تنتج فرص عمل تكون أساس لمرتكزات اقتصاد الدوله.
أخيرا
الذين يفكرون بالوظائف لا يبنون دولة بل يبنون انفسهم.
يتواصل
اسماعيل سليمان
[email protected]
عين الصواب وكبد الحقيقة، هؤلاء الوزراء مسطحين ولا علاقة لهم بفكر الثورة ولا بالثورة فقط رفاقهم استدعوهم للتوزير لما حان قطافها