مقالات سياسية

كورونا … وفوق كل ذي علم عليم

وضعت الصين كل إمكانيات التقدم العلمي والتكنولوجي الحديث لكي تحمي نفسها من الأمراض واليايبان وضعت وسخرت كل امكانياتها لكي تحمي نفسها من نوبات الزلازل

ووصلت الصين آفاق من العلم والتقدم هي بكل المقاييس أرفع درجات التقدم العلمي في زماننا .. ورغم هذا استطاع فيروس صغير أن يغير مفاهيم كثيرة في الحياة والكون ودرجات التقدم العلمي

وكانت هنالك منافسة قوية بين أمريكا والصين واليابان في مجال الطب ولم ينجح هذا كله في منع إنتشار هذا الفيروس الصغير الذي راح ضحيته حتى الآن الالاف وخسائر بمليارات الدولارات وغزى كل دول العالم .

وقبل ذلك ظهر فيروس سارس وقتها أعلنوا انه ظهر فيروس سنة 2003 لم يكن معلوما للعلماء وأيضا في نفس المدينة ووهان الصينية التي ظهر فيها فيروس كورونا وأصاب الالاف ومات الالاف ولم يستطيعوا إيقافه وكانوا يتابعونه فقط حتى 2014

وعجز العالم في إحتواء هذا الفيروس الجديد كورونا الاكثر خطرا وأعلنت الصين أرض المنشأ وأرض التكنولوجيا عجزها ورفعة الرآية البيضاء وقالت انه خرج عن السيطرة .وسيتم متابعته فقط حتى يتوقف

وكانت ومازالت المنافسة قائمة في مجال التنبؤ بالزلازل بين أمريكا واليابان . والزلازل مشكلة اليابان الأولى وقد عانت منها اليابان سنوات طويلة قبل ان تحدث هذه الطفرة العلمية الهائلة في الأبحاث والتنبؤات .. وصممت المباني والعمارات والفنادق على اسس علمية حتى يمكن حمايتها من الزلازل وأصبح العالم ينظر لليابان على انها الجامعة التي يمكن الرجوع اليها في موضوع الزلازل وكانت مراصد اليابان هي الاكثر تقدما وكانت حسابات العلماء اليابان الاكثر دقة وجاء زلزال في عام 1995 لليابان راح ضحيته أكثر من خمسة الاف شخص وخمسة وعشرين الف جريح وخسائر مادية تزيد عن سبعة مليارات دولار . لم ينجح مرصد واحد من هذه الالوف المنتشرة ان ينبه قبل وقوعه وكذلك في زلزال مارس 2011 الشهير وادى الى كارثة مفاعل النووي فوكوشيما وادى الى خسائر في الارواح وخسائر بالمليارات

وفي عام 1994 حدث زلزال كاليفورنيا الذي تجاوزت خسائره 20 مليار دولار ثم تلاه زلزال 1999 . لم تستطع أجهزة الرصد في أمريكا القوة الكبرى في العالم علوما وجيوشا وتكنولوجيا ان ترصد الزلزال وتحدد موقعه .

الحقيقة لقد ثبت أنه سوف تبقى مساحات كبيرة وشاسعة في هذا الكون بعيدة تماما عن متناول يد الانسان فهذا الانسان الذي سخر الكون أحيانا لخدمة اطماع وممارسة كل الوان التسلط والبطش والقتل

الحقيقة هذا الانسان الذي يتغني باسم الحضارة وفي نفس الوقت يمارس كل الاعمال الوحشية . يعلم تماما ان في الكون قوة أخرى خفية ..

الحقيقة التي لا تغيب عن الانسان انه يستطيع ان يمشي في هذه الارض بدباباته وصواريخه وصواعقه وأبحاثه المتطورة لكن هذه الارض يمكن أن تهتز في أقل من دقيقة أو تنمو فيها فيروسات في أقل من ثانية وتقلب موازين العلم والعلماء

فاذا كان الانسان يعيش في اوهام جبروته فهذه الفيروسات الصغيرة والخطيرة تدق طبول الحق حينما ترتفع سحابات الظلم .. وفوق كل ذي علم عليم

ياسر عبد الكريم
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ (31)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..