هل تصدِّق أن السجائر والكحوليات فيها نفع كبير؟! نعم.. إنها تنقذ حياة 38 مليون إنسان سنوياً

وفقاً لتحليلٍ عالمي رائد جديد، فإنَّ ما يُعرَف بـ?الضرائب على المواد الضارة الأساسية? التي تُفرَض على المشروبات السكرية والكحوليات والتبغ? ليست فقط مفيدة، ولكنَّها تساعد الفقراء، ولا تتسبب في معاقبتهم على نحوٍ غير ملائم، كما يُزعَم. وقد نصح الخبراء دول العالم بفرض تلك الضرائب؛ لردع الناس عن الاستمرار في عادات الأكل والشُرب والتدخين التي تدمر صحتهم. ويحذر الخبراء من الحاجة الملحّة لكبح انتشار أمراض السرطان، والسكري، والقلب، والسكتات الدماغية، وغيرها من الأمراض التي نتجت وتفاقمت بسبب أسلوب المعيشة الذي نتبعه؛ إذ تجاوز تأثير تلك الأمراض نظيرتها المعدية، لتصبح أكبر أسباب الوفاة في العصر الحديث، بحسب تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية. وتوضح 5 ورقات بحثية منشورة في دورية Lancet الطبية، أنَّ هذه الأمراض غير المعدية لها تأثير كبير متزايد في الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل، على غرار الدول الغنية. فهذه الدول بها نحو 80% من الوفيات الناتجة عن هذه الأمراض. ونقلت The Guardian عن ديفيد بيترز، أستاذ الصحة الدولية في كلية جونز هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة وأحد المشاركين في التقرير، قوله: ?هناك حلقة مفرغة خبيثة تؤدي فيها الأمراض غير المعدية إلى الفقر، ويتسبب فيها الفقر في الإصابة بالأمراض غير المعدية?. لكنَّ النطاق العالمي للمشكلة لم يُرصَد بعد. وأضاف بيترز: ?جزء من المشكلة يكمن في انتشار الأنظمة الغذائية وأنماط الحياة المشابهة، والجزء الآخر هو أنَّ الناس لم يكونوا يهتمون بالأمر من قبل. إن لم تُسلط الضوء على الأمر، لن تراه كمشكلة?.
38 مليون حالة وفاة سنوياً

تتسبب الأمراض غير المعدية في 38 مليون حالة وفاة كل عام، 16 مليوناً منها هي وفيات مبكرة (لأشخاصٍ تحت سن السبعين). حلَّل الخبراء نتائج فرض الضرائب على المشروبات السكرية والتبغ والكحوليات في الدول التي فرضتها، ووجدوا أنَّ انتقاد تلك الضرائب باعتبارها تُثقِل كاهل الفقراء وتعاقبهم، ليس له أساس من الصحة. درس الخبراء 13 دولة: تشيلي، وغواتيمالا، وبنما، ونيكاراغوا، وألبانيا، وبولندا، وتركيا، وطاجيكستان، وتنزانيا، والنيجر، ونيجيريا، والهند، وتيمور الشرقية. ووجدوا أنَّ العائلات الأغنى بشكلٍ عام تُنفِق أكثر على الكحوليات والمشروبات غير الكحولية والوجبات الخفيفة. ففي الهند على سبيل المثال، تُنفِق الأسر الأكثر ثراءً 7 أضعاف ما تنفقه الأسر الأفقر على الكحوليات، و3 أضعاف ما تنفقه الأسر الأفقر على المشروبات غير الكحولية والوجبات الخفيفة. ولهذا تدفع الأسر الغنية نسبةً أكبر من أي ضريبة في النهاية. ومن ناحيةٍ أخرى، لهذه الضرائب تأثيرٌ أكبر على الميزانيات الصغيرة للأسر الفقيرة؛ إذ تستجيب تلك الأسر للضرائب بتقليل الشراء، وهو ما يعود على صحتها بفوائد كبيرة. ويقول ناشرو التحليل إنَّه في المملكة المتحدة مثلاً كانت الاستجابة للفرض المحتمل لضريبة صغيرة على الكحوليات أكبر بـ7.6 مرة لدى الأسر الفقيرة مقارنةً بالأسر الأكثر ثراءً. وفي المكسيك، أدى فرض ضريبة على المشروبات السكرية إلى انخفاض معدل الشراء بنحو 4.2 لتر من المشروبات غير الكحولية لكل شخص، وانخفاضاً بقيمة 17% في معدلات الشراء لدى المجموعات الأقل دخلاً، بينما لم تتغير تقريباً معدلات الشراء لدى المجموعات ذات الدخل المرتفع. وفي لبنان، يقول الخبراء إنَّ زيادة سعر السجائر بقيمة 50% سيؤدي إلى إقلاع عدد من الناس عن التدخين في الأسر الفقيرة يصل إلى ضعف عددهم في الأسر الغنية. وقالت رايتشل نوجنت، العاملة بمنظمة آر تي آي إنترناشونال في سياتل بالولايات المتحدة ورئيسة فريق العمل المعنيّ بالأمراض المعدية والاقتصاد في دورية Lancet: ?تشير الأدلة إلى أنَّ المخاوف من الضرر الواقع على الفقراء من فرض ضرائب أكبر على التبغ والكحوليات والمشروبات غير الكحولية? مبالغ فيها?. وأضافت: ?فرض الضرائب على التبغ أمر شائع في الكثير من الدول، وبينما بدأنا نشهد تقدماً في فرض الضرائب على الكحوليات، هناك ما هو أكثر لتفعله الحكومات -سواء في الدول مرتفعة أو منخفضة الدخل- لتدرس فرض ضرائب على المنتجات غير الصحية الأخرى، مثل المشروبات غير الكحولية والوجبات الخفيفة. وسياسات الأسعار مثل الضرائب ستكون جزءاً أساسياً من جهود الاستجابة لارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض غير المعدية?.

عربي بوست

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..