مقالات وآراء

نقاط عبور صديق الحلو  ذاكرة الكاريكاتير.. عصر الانقاذ ل/عثمان العبيد

في 238 صفحة اصدر الاستاذ عثمان علي عبيد كتاب ذاكرة  الكاريكاتير.. عصر الانقاذ. طبعة 2020 وقدم له دكتور النور حمد. تصدر عبيد المشهد الصحافي في عالم الكاريكاتير بالسودان. تقوم اعمال عبيد من  ناحية اساسية ومبدئية علي رفض التسلط والانحياز للديمقراطية ونبذ التبعية العمياء. مما  يجعله في مصاف المثقفين الذين لديهم مشروع لاينقطع مع الآخر اويمجد العزلة.

نقد  اجتماعي بوعي سياسي متقدم. وتحليل يعتمد علي السخرية والضحك والفكاهة مع صرامة  مستوحاه من الواقع المعاش. فنجد عثمان ساخرا حتي علي نفسه بالتقاط ذكي لهفوات السياسيين. مع ملامح نظرية يكون فيها عبيد ملامحه وبجهد صادق  وخلاق استطاع ان يضيف ملامح شديدة الخصوصية لخارطة فن الرسم الكاريكاتوري في السودان.

لقد طور عبيد ادواته فاخرج مهارات  مقدره في عصر الانقاذ  ايام عاشها  وعشناها معه جعلت الهويه السودانية في مهب الريح. وحقا  انه عصر غريب اوصل السودان الهلاك  والعزلة الدولية التي مازال يكابدها حتي الآن. عصر من الانحطاط اللفظي والقيمي والمفاهيمي وقهر الانسان بالجلد والاساءة والغريب انه يدعي الاسلام. دين التسامح وقبول الآخر. لقد احببنا اعمال عبيد حد  الافتتان وكانت نماذجة مثالية. تبنت افكاره كثير  من مواقع التواصل.

لقد ساهم عثمان بنقده في تسقط بس.وكان جريئا حد الادهاش لم تفوته الاحداث  اوتتجاوزة المحن. فهو  من مدرسة التاريخية الجديدة.

وقف ضد فوضي الانقاذ وعبثيتها. وتبني اتباع النقد الثقافي مشروعا  كاريكاتوريا جديدا يقوم علي السوداناوية والعلاقة بين الرسم كنص بصري والخطب السياسية المباشرة علي  مستوي النخب الفوقية. فكان عبيد مع المجتمع والناس  وكانت رسوماته انعكاسا لما يشعر به الجمهور من معاناة ولذلك رسم  اسما  من ذهب انتماءا للبسطاء والكادحين متعة حقيقية  وفرها لنا عبيد. فكان صوت من لاصوت لهم  ونصير المهمشين. عصر الانقاء كتاب جدير بالقراءة ومن ثم الاقتناء.

صديق الحلو
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..