
اذا كان بياض الدقيق هو سبب تهريبه، لماذا لا تدعم الدولة الدقيق الاسمر ابو ردّة غير المقشور ؟ بمعني ان يُدْعم الرغيف الاسمر، بينما يُتْرك الدقيق الابيض و خبزه ليباع تجارياً بلا دعم؟..
يستورد السودان سنوياً ما يزيد عن المليوني طن من القمح و ينتج محلياً حوالي عُشْر الكمية .. يأت القمح المستورد بالبواخر عبر ميناء السودان الرئيسي بورتسودان.. ثم ينقل بالشاحنات الى الخرطوم حيث المطاحن الرئيسية سين ، سيقا، ويتا . ثم بعد الطحن و الغربلة يعاد التوزيع .. تأخذ الخرطوم حوالي النصف الا قليلاً بينما يعاد شحن و ترحيل النصف الآخر لبقية الولايات و من بينها بهض مدن عبرتها الشاحنات في الرحلة الاولي ابتداءاً.. و ليهدر الوقود جيئة و ذهاباً.
السؤال هو هل نحن بلداء ؟ هل هناك ضرورة قصوى و نحن في هذا الظرف و الضائقة و الصفوف ان نأكل خبز ابيضاً ناصع البياض؟ لست بصفاقة وزير المالية الاسبق على محمود الذي دعا الشعب الي التقشف بينما قشط هو كما حكومته دماء الشعب السوداني و استملك القصور.. غير انني اقدم حيثيات :
لماذا لا تتسلم كل مدينة او قرية نصيبها من القمح المدعوم ناشف ، اي غير مقشور و لا مطحون؟ سيوفر ذلك توفير وقود الشاحنات المهدر جيئة وذهاباً، هذا اولاً.. ثانياً توزيع القمح الناشف للمحليات ليتم طحنه بقشرته الخارجية بالمطاحن العادية مع غربلة متوسطه سيساهم في انعاش المطاحن المتوقفة المتناثرة في كل انحاء السودان. وثالثاً يسهم في ايجاد فرص عمل في اماكن متعددة في السودان.. لا تقل لي ان الدقيق غير المغربل لا يصلح لصنع الخبز، او انه لا يناسب المخابز الالية ..الرغيف غير منزوع الردة يصنع منه من رغيف التوست للبيتي فور في كل الدول الاوربية..
هذا بجانب الفوائد المعروفة للقمح غير المقشور، كونه صِحِيّ و مُوصَى به طبياً لكثير من الامراض، رابعاً. أما السبب الاهم، فهو محاربة التهريب، حيث من اهم اسباب تسرب الدقيق المدعوم الي السوق الاسود او خارج البلاد هو بياضه و غربلته الفائقة ، يوفر ذلك المادة المناسبة لصنع الباسطة و الحلويات و الخبيز بينما لا يغري دقيق القمح غير المقشور لذلك. تتسلم المخابز جوال الدقيق المدعوم ب550 جنيه سوداني بينما يباع في الاسواق ب2300 جنية و يتجاوز الفرق ثلاثة اضعاف.. فرق السعر بين الدقيق المدعوم و التجاري للدقيق الابيض هو ما يغري للتهريب.
لماذا لا تفتح الدولة عطاءات لاستيراد قمح بسعر مدعوم و تدفع به لمئات المطاحن التقليدية حسب التوزيع الجغرافي و حاجة القرى و المدن؟ .. و بدل ان تتولي لجان المقاومة رقابة المخابز و اعدادها بالالاف، تتولي رقابة المطاحن و اعدادها بالعشرات او المئات حول السودان؟
لك ان تسأل .. و بعض الاجابة تعرفها اذا عرفت أن الدقيق الاسمر، اي غير المقشور يُخْرِج الشركات و المطاحن الكبري المذكورة سابقاً من المنافسة ، لذلك ربما هم من يقفون ضده فلا يُخْفى على احد ان من يملك سين هو نسيب البشير طارق سر الختم و القوات المسلحة و الدعم السريع .. تلك الشركات هي من تطحن الدقيق فائق الغربلة .. بينما أي طاحونة بطرف الحي يمكن ان تعطي الدقيق الاسمر كناتج للطحن..
في الخامس و العشرين من هذا الشهر سينتهي اتفاق توزيع دقيق الخبز المدعوم بين وزارة المالية و المطاحن باجمالي مائة الف جوال يومياً 47 الف للخرطوم و 53 للولايات. نصيب سين للغلال منها توزيع 46 الف جوال دقيق يوميا 26 الف للخرطوم و 20 للولايات.. سيقا 24 الف نصها للعاصمة و نصفها للولايات.. بينما تنتج ويتا 16 الف منها 10 الف للخرطوم و 6 للولايات بالاضافة الى مطاحن اخرى انتاجها اقل من 10 الف جوال يومياً. . اتمنى ان لا يجدد العقد ، بل يوزيع القمح المدعوم للمحليات تدفع به للمطاحن او طواحين الحيّ او يوزع للاسر كتموين .. الناس حرة سواء ارادت سحنه بمحراكة او شده بليلة .. فقط ليطلع الجيش و الدعم السريع من معاش الناس.. أهتموا بتصنيع الاسلحة و الذخائر .. ألم تقولوا ما للعسكر للعسكر و ما للمدنيين للمدنيين ؟ ام ان الخبز رصاص؟ هل من مُثنِّي؟
متع الله والدتي بالصحة والعافية ، فحين اتصلت بها للسؤال عن حالهم مع الصفوف كان ردها انها لم تقف في صفوف الخبز و لم ترسل اخي انما ذهبت الى طاحونة الحيّ و طحنت قمح و ذرة تصنع منهما قراصة سمراء وكسرة و لقمة بيضاء تسر الناظرين..
لبنى أحمد حسين
[email protected]
والله يا لبني ما قرأت لك مقال الا وجدت فيه الحل وبعمق اكثر الله من امثالك…. يا جماعة قحت خذو لبني هذا مستشاره لانها ناضجة التفكير وبتعرف شغل الكيزان تمام وكانت تعمل مع المنظمات يعني خبرتها مش ساهله استفيدوا منها وقبل كده قدمت ليكم فكرة تكوين المجلس السيادى بفكرة خمسة زايد واحد بدون حق التصويت يا جماعه راجعوا كل كتاباتها تجدوها ناضجة.وخلو الكنكشه.
فى مثل سوداني يقول
الزول يوهط صلبه فى السرج نحن يلولح كرعيه
بعد العيش الأسمر أو قبله المفروض الالتفات إلى الموبايلات وفاتورة الاتصالات وهل تتناسب مع الفايدة التى تعود على الشخص مقارنة بالتكلفة
أثنى وبشدة ولم لا !!!
انت يا لبنى مكانك مستشارة في مجلس الوزراء
اجمل ما قرأت هذا الأسبوع.
والله نفسي ومناي اعرف كييييييف تم اختيار بعض الوزراء اسي ولاء البوشي دي تنفع وزيرة مقارنة مع أستاذة لبني ياخي دي وزيرة فقعت مرارتنا وكمان البدوي خربها وقعد علي تلها.
بعدين الشعب السوداني دا ما عندو مشكلة ياكل الزلط زاتو ما شاء الله بس تقطع رزقوا لانو حيوريك نجوم النهار هل تسمعني يا قحت ويا عساكر الهنا
كان جينا للجد الاستاذه الكبيره لبنى احمد حسين مكانا الطبيعى بعد الثوره وقطعا كان ليها إسهام كبير فى تفجرها بعكس الكثير من زملائها المنبطحين !! المهم الكنداكه دى مكانها الطبيعى وزارة الاعلام . البعض بيعتقد ان المجلس العسكرى وحده الذى اجهض الثوره وحافظوا على اجهاضها بعد تكوين الحكومه الانتقاليه وإذا نظرنا بعيون فاحصه سوف نكتشف ان من اضاعا مكتسبات الثوار هما وزير الاعلام الذى بدا لنا مٌتطرباً معزوزاَ زائق العينين توجساً من شىء ما لا نعلمه !! ووزير الداخليه الذى اصر و يصر والح ويلح على بقاء الحال على ما كان قبل الثوره ولم يساهم فى اى تغيير ونحن عندما قلنا العسكر سيحافظون على الوضع الذى كان عليه الحال قبل الثوره لم نك ننجم ولكن اصرارهم على تسمية وزير الداخليه ضمن كوتته كان خير برهان!!.
قبل ان أقرأ تعليقات القراء قلت فى نفسى هذا انفع واروع مقال فى عام 2020 وكذالك مقال الكاتب الذي طلب من حمدوك التركيز على الزراعة