مقالات سياسية

وإن أخطأ البدوي لكنه لايرعى الفساد

الأخطاء واردة في العمل التنفيذي خاصة في الملف الإقتصادي المأزوم لكن الخبر الجيد ان وزير المالية ابراهيم البدوي لا يرعى شبكات الفساد في القطاع الخاص والعام كما كان يفعل وزراء النظام السابق برعاية كاملة لمافيا الفساد واقتسام الصفقات مع رئيسهم المخلوع واشقائه وابنائهم.

وراء كل صفقة لاستيراد الوقود والدقيق كان وزير انقاذي يقف منتظرا عمولته حتى فضحهم قوش مدير المخابرات الاسبق حينما ذكر في مؤتمر صحفي في يناير 2019 ان باخرة الوقود يجني منها المستورد 5مليون دولار في السودان بينما في بقية الدول وضرب مثلا بيوغندا ان باخرة الوقود تربح 100الف دولار وقوش مستورد وقود « وعارف الرصة والمنصة ».

وزير المالية يتعامل بصدق ونزاهة مع الملف الاقتصادي يريد ان يفعل شيئا ربما لدينا اعتراض على تنفيذ روشتة صندوق الدولي لكن هناك من يدافع عنها ايضا في ظل صعوبة الوضع ونضوب الخزانة العامة وبخل المجتمع الدولي .

آخرون يطالبون بإسترداد المال العام وهو امر صعب في ظل شراكة غير حقيقية مع المؤسسة العسكرية وهنا تلعب الطبقة السياسية دورا في حسم هذا الملفات اي ان ترك البدوي وحيدا بلا رؤية سياسية موحدة ظلم فادح له .

الرؤية السياسية التي اقصدها ان تتفق قوى التغيير على خطة اقتصادية واستراتيجية غير اقصائية وعدم معاداة الاطراف الاخرى وان لزم التفاوض مع المؤسسة العسكرية لحثها على ضبط الحدود وملاحقة المهربين بدلا من ترك المهمة الى لجان المقاومة التي من.صميم عملها المدني تجد نفسها مضطرة لمطاردة مؤسسات تتعمد احراق الملفات واخفاء الوثائق والسهر في المخابز رغم ان هذه المناوبات من صميم الشرطة والقوات النظامية ( هل سمعتم عن وجود حركة دؤوبة داخل قوى التغيير لتصميم سياسات اقتصادية ودبلوماسية اطلاقا اطلاقا لم نسمع ) .

وجد البدوي نفسه في ميدان ملئ بالألغام والذخائر التي لم تنفجر رغم ان مهمة قوى التغيير تنظيف الملعب وتهيئته بتقوية القوانين المتعلقة بالتهريب والتفاهم مع الشرطة لملاحقة مضاربات العملة والذهب والدقيق والوقود والاتفاق على دعم رواتب عناصرها لأن مصلحتك تتحقق بمصالح الآخرين لكن لايمكن ان تطلب بتنفيذ مصالحك دون ضمان مصالح الطرف الثاني .

نصحت باحثة سويدية السودانيين بالتفاوض مع المؤسسة العسكرية لحماية الفترة الانتقالية والمطلوب من قوى التغيير ان تبني شراكة حقيقية لا هتافات معادية وتفاهمات في الغرف المغلقة اي ان الشفافية مطلوبة طالما هم شركاء فيجب ان تكون شراكة حقيقية .

جميع الوزراء في الحكومة الانتقالية « ضحايا غياب رؤية سياسية حقيقية » وتلاعب سياسي بالوثيقة الدستورية ولاحظت ان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك متفهم لهذه الأزمة لذلك يديرها بالحكمة والتريث لا الهتافات .

هذه نصف كيكة من الحكومة المدنية كي تحصل على الربع الأول من النصف الثاني للكيكة تلزمك خطوات لبناء الثقة وتفاهمات واعية تقودها قوى التغيير وحتى الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية لكن اذا استمر الامر هكذا ربما (نقضم ) نصف الكيكة التي بحوزتنا ونعض أصابع الندم .

محمد سعيد حلفاوي/صحفي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..