مقالات وآراء

 ثم ماذا بعد محاولة إغتيال رئيس مجلس وزراء الثورة؟ – (1)

منذ إندلاع الثورة في ديسمبر 2018 و حتى الآن مرت على السودان أحداث دامية كثيرة كل منها شكل منعطفا خطيرا في مسار الثورة المباركة. نذكر منها ما كان من فعل قناصة النظام البائد للإخوان المسلمين فرع السودان و ما حصدته من أرواح الثوار السلميين و الإغتيالات التي صاحبت المظهارات السلمية التي انتظمت طول البلاد و عرضها و لا تكاد توجد مدينة إلا تخضبت أيدي الإخوان المسلمين الآثمة بدماء شرفائها. و تمضي الأحداث و الآلام ثقيلة في طريق الثورة المباركة و أرواح الشباب تصعد إلى بارئها تباعا مرورا بجرائم فض الإعتصام و ما تلاها من تصفيات و جرائم. سار ثوار السودان كامل طريق الآلام و الجماعة الفاجرة لا تنفك عن ممارسة جرائمها بالإغتيال المباشر لنشطاء الثورة و لم يكن آخرها محاولة إغتيال وزير العدل بتفجير الطائرة التي كان من المفترض أن يكون على متنها و راح ضحيتها كل من كان على متنها و عناية الله و رعايته أنقذت الوزير من موت محقق.
الجماعة البائدة تحاول كل ما في وسعها لإفشال ثورة السودان من خلال إفتعال الأزمات و التضييق على السودانيين في معيشتهم اليومية بالتلاعب في المواد التموينية الأساسية و برفع الأسعار و بالتلاعب في سعر الدولار و بتهريب كل ما يمكنهم تهريبه لخارج البلاد من ذهب و وقود و سكر كل ذلك لخلق الأزمات و تنكيد حياة المواطنين ليوصلوهم لمرحلة الكفران بالثورة و يتأتى لهم بذلك العودة مرة أخرى لإكمال تدمير ما لم يتمكنوا من تدميره طيلة الثلاثة عقود العجاف التي بسطوا فيها سيطرتهم على السودان و مقدراته بقوة السلاح و الخداع و المتاجرة بالعواطف الدينية للسودانيبن.
في أثناء كل ذلك كانت تكون اللجان المختلفة للتحقيق و التقصي على أعلى المستويات و لكن لم تظهر نتائج ملموسة لدى المواطن حتى الآن عدا حكم يتيم مخفف أصدرته محكمة في شأن عمر البشير نتيجة لسرقته المال العام.
لجان التحقيق تنعقد و تنفض دون نتائج حتى وقعت اليوم محاولة إغتيال الدكتور حمدوك رئيس وزراء الثورة نفسه. الآن الثورة و قد أستهدفت على مستوي مسؤولها الأول؛ ذلك يضع الجميع في تحدي البقاء نفسه. فهل سنرى إبتداء من اليوم تعاملا جادا مع أعداء الثورة في الداخل و الخارج و هل ستصل لجان التحقيق إبتداء من اليوم إلى نتائج حقيقية ملموسة في جميع الجرائم التي أرتكبت و تعلن ذلك على الملأ بشفافية و شجاعة لينال مرتكبوا تلك الجرائم العقاب اللازم أم ستبقى الحال على حالها و تظل حالة السيولة و الترهل و عدم المسؤولية لدى الأجهزة الرسمية للدولة تمارس الخداع و التسويف نفسه؟
م/ التجاني محمد صالح
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..