
مازالت الثورة تسري في الشرايين، كانها اندلعت البارحة ، الوسائط مشحونة بالنقاش حولها ، اللايفات مستمرة ومحضورة ، المغتربون لا هم لهم إلا هم الوطن والثورة ، الطبيب والمزارع والتاجر وربة المنزل ، جميعا يتحدثون صباح مساء في السياسة ، في الاقتصاد، في الواقع، في الثورة ، الجميع مؤمن بالثورة ، بحتمية انتصارها ، وباستحالة عودة الكيزان وان ضاق الحال وبلغت الحلقوم.
هذا هو الجو العام ، ثوري بامتياز ، لو رفعت حجرا لوجدت تحته ثائر . هذا الجو يستحيل معه ظهور الثورة المضادة بشكل علني ، العقلاء من اعداء الثورة يعلمون ذلك ، يفهمون ان الوقت الراهن ليس وقت كشف الورق، ليس وقت تفجير الاوضاع ، فهم اول من سيدفع الثمن . المهووسين منهم والأغبياء سيكون رأيهم المواجهة ولوي الزراع وسياسة ( يافيها يا نطفيها ) ، هؤلاء لن يتورعوا عن شراء الدولار وتهريب الدقيق وتخزين الوقود وشراء القمح ودفقه في النيل وتفجير رئيس الوزراء.
الصحفي الكوز عبدالماجد عبدالحميد في لقاء لقناة الجزيرة بالامس عن اسباب محاولة اغتيال حمدوك يقول الإقصاء هو السبب !!. مارست الانقاذ الإقصاء ثلاثين سنة بحق كل التنظيمات السياسية ، فلم يبادر تنظيم واحد بمحاولة اغتيال البشير ، فلماذا يكون إقصاء الكيزان لوحدهم سببا محتملا لاغتيال حمدوك !! إقصاء الكيزان من الفترة الانتقالية طبيعي وموضوعي ، فهو اقصاء بامر الشعب عبر الثورة ، ثورة استهدفها الكيزان بالرصاص والقنص والسجون والتعذيب ، قتلوا وجرحوا مئات الشهداء و آلاف المصابين ، فهل بعد هذا تفرش لهم الورود والسجاد للمشاركة في الفترة الانتقالية!!
ليس مستغربا هذا الكلام من عبد الماجد عبدالحميد الذي كتب باكيا على قائده البشير ( لا أستطيع مشاهدة البشير في قفص الإتهام ، وأحمد الله أنني لم أدخل قاعة المحكمة لأعاين البشير خلف الحاجز الشبكي الحديدي ) ، إعلامي يبكي سفاحا اطاح به شعبه ، ماذا يرجى منه ؟ غير شحن المهووسين بالغبن والانتقام.
الإرهاب لا يولد في عقول الارهابيين من العدم ، يولد بواسطة الاقلام الإرهابية التي تجعل التنظيم فوق الوطن والجماعة فوق الشعب . الإرهابي لا يولد ارهابيا ، يتحول بخطب المتزمتين وافكار الإعلاميين المهووسين الناضحة بالانتقام . يستهدف رئيس وزراء الثورة فيقول اعلامي إسلامي لا تقصونا !! وكان هذا البلد ما خلق الا ليكون سخرة لتنظيم الحركة الإسلامية وشيوخها واعلامييها!!
غندور سارع لنفي الأمر على طريقته الشهيرة التي سربتها قناة العربية في برنامج الأسرار الكبرى للاخوان بالسودان ( نراوغهم ونفسد مخططاتهم ) ، حركة الشباب الإسلامي السوداني ، المجهولة ، اعلنت المسؤلية عن المحاولة في بيان باهت، البيان نفى بصورة مريبة علاقتهم بتنظيم الحركة الإسلامية !! نفي غندور والحركة المجهولة ضلوع الاسلاميين في الامر هو الإثبات عينه بصيغة النفي.
لا مستفيد من زعزعة الحكومة الانتقالية الا تنظيم الحركة الإسلامية، لا مستفيد من اضطراب البلاد الا الذين هم في السجون ، لا مستفيد من ضرب الحكام الا الذين هم خارج الحكم ، لا مستفيد من اغتيال رئيس وزراء الثورة الا النظام الذي أطاحت به الثورة ، ليس ثمة شك ، البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير.
يوسف السندي
[email protected]
الاخ الكريم يوسف لك التحية والاحترام ،لا احد ينكر عليك اتهام الحركة الاسلاميةكما فعل اخرون ، وفقا للمجري العادي للامور باعتبار، ان الحركة الاسلامية هي التي قامت الثورة عليها ،وانتزعت السلطة منها ،ورغم ان الحديث عن الحركة الاسلامية علي وجه خاص، يقصد به المؤتمر الوطني، ولكن عممت القول لانفي حسب المعطيات قيام الحركة الاسلامية بكافة المسميات اخوا ن .داعش،قاعدة، باي دور في هذه المحاولة الفاشلة،وهنا نقول نحمد الله عاي سلامة الرئيس من يد الغدر والخيانة ،والسبب في ذلك الجميع يعلم ،ان السيد رئيس الوزراء د .عبد الله حمدوك رجل عفيف اللسان يتمتع بقدر من الاخلاق، الامر الذي لم نسمع اونقرا، انه اساء للاسلام او لاي من رموز الحركات الاسلامية داخل السودان وخارجه ،ومن ثم ليس هناك سبب لاغتياله لشخصه، ولا لصفته الرسمية ، لانه لا يتصور ان يخلفه، اي شخص من الحركة الاسلامية، وهذ،ه الحيثيات حسب خبرتي في المجال القضائي ما يقارب الاربعين عاما ،و
ان من سعي لاعتيال د . حمدوك هدفه الصفة الرسمية، اي يريد ان يحل مكانه في الظروف الاقتصادية الراهنة ،التي لم ترواح مكانها، وتمشيا مع هذا التحليل رغم التحقيقات سرية، حتي الان الا ان الحزب الشيوعي السوداني اعلن علي صفحته ،في الفيسبوك عن اعتقال خلية من عضويته بتهمة المشاركة في محاولة الاغتيال، وان السلطات تمارس نفس اسلوب النظام البائد ،واجبرت العضوية علي التصوير مع متفجرات ،واسلحة ،وانتزعت اعترافات منهم ، ومن بينهم اجانب اثنين ،ورغم انه رسميا لم تعلن السلطات المختصة ذلك ،وكان من المفترض ان يلزم الجميع الصمت لحين الفراغ من التحقيقات ،واحالتها للمحاكم ،عندها تتضح الرؤية كاملة ،وانا كتبت لمقاربة الفكرة ان صح ما علنت عنه مركزية الحزب الشيوعي ،وهو من الاحزاب العتيقة، حيث تاسس عام ١٩٤٦ ،وخلال هذه الفترة ارتكب ما هو شبيه ،لما جري علي لسان اللجنة المركزية باتهامه بتنفيذ عملية محاولة الاغتيال ، وذلك رغم انه من بين احزاب الحرية والتغيير ،وله نصيب الاسد في السلطة الانتقالية بين شقي الحزب الشيوعي ،فقد حدث في ٢٥ مايو ١٩٦٩ انقلاب من الضابط في الحزب الشيوعي من رتبة الرائد بالقوات المسلحة ، وتم احتيار النميري برتبة العقيد رئيسا لمجلس قيادة الثورة من خارج الحزب، وفي نوفمبر ١٩٧٠ قرر النميري تخفيض عضوية مجلس قيادة الثورة، من عشرة اعضاء الي سبعة اعضاء ،ومن بين الذين تم ابعادهم هاشم العطا ،واثنين اخرين من الحزب، ومما تسرب من اسباب ،هو تسىريب مداولات مجلس قيادة الثورة الي سكرتير الحزب عبد الخالق محجوب، ولم يمض وقت طويل الا ،وقدنفذ هاشم العطا انقلاب في ١٩ يوليو ١٩٧١ ضد الرفقاء من الحزب الشيوعي ،مقابل اخراجه من عضوية مجلس قيادة الثورة ،وبعد ثلاثة ايام سقط الانقلاب ، وعاد النميري الي ااسلطة، وعقدت محاكمات لهاشم العطا، وكوكبة من قادة الحزب الشيوعي المخضرمين ،عاي راسهم الرفيق عبد الخالق محجوب ،وهكذا ضحي الحزب الشيوعي بهذه الكوكبة مقابل ثلاثة مقاعد في مجلس قيادة الثورة، ولكن رغم اعلان مركزية الحزب الشيوعي باتهام عضويتها ، الا ا نني اقف ،عند حد القاعدة القانونية( المتهم برئ الي ان تثبت ادانته)، ولذلك ارجو ان يكف الجميع حتي تكتمل التحقيقات ،وننتظر نتيجة الحكم فيما تم احالته للمحاكم