شول منوت نجم إبداعي إنطفأ..شاهدوا حوار فيديو للمرحوم مع الراكوبة

عبدالوهاب همت
غيّب الموت بالأمس إبن السودان الفنان الأبنوسي المبدع شول منوت بعد رحلة طويلة من الآلام والأوجاع من مرض الدرن الذي ضرب رئتيه، وتنقل الى عدد من المستشفيات بحثاً عن العلاج ، وظل طريحًا في مستشفى ابوعنجة للأمراض الصدرية، وكان يجلس مستظلاً بمباني أمام المستشفى عند إنقطاع التيار الكهربائي هروبًا من إرتفاع درجات الحرارة داخل عنابر المستشفى.
وأثناء جلوسه كان يمازح بعض المارة، والذين يجلسون معه أحياناً ويهربون منه في احيانٍ كثيرة خوف إنتقال عدوى السل كما كان يذكر.
كانت حالة منوت فريدة إذ ظل يحاول المشاركة بالغناء الطوعي في كل مناسبات الأحياء المجاورة للمستشفى في أم درمان وهو المحتاج لأي مبلغ ليرسله الى ابنائه، ولايلقي بالاً لأي عائد مادي وكل ذلك بدوافع إنسانية نبيلة وكان يريد( يازول لمن تفرح لي زول بالغناء ده بكون سعادة شديدة لي ) .
منوت الذي تسلل صوته الى كل البيوت السودان وذاع صيته من خلال برنامج نجوم الغد والذي يشرف عليه مُفرخ المبدعين القامة بابكر الصديق، كانت أولى بداياته برائعة الشاعر الفذ محمد عبدالرحيم والتي تغنى بها الفنان العظيم أنا سوداني، وعندما صدح شول بتلك الأغنية كانت رسالته عميقة، وكان الوطن عندها في حالة تشظي ، وجماعات الهوس كانوا قد حسم أمر إنفصال جنوبنا الحبيب، لكن السواد الأعظم من أهل الشمال كان رأيهم مخالفًا تماماً، وكان شول يتغنى بهذا النشيد كلما سنحت له الفرصة وبشفافية الفنان كان يحس بأن الأمر الجلل واقعٌ لامحالة ، لكنه لم يستسلم ولم ييأس .
وعندما عم خبر مرضه تدافع بعض أصحاب الضمائر الحيه ملبين لنداء إغاثة هذا الفنان المبدع، وفي المهاجر تم تجميع مبالغ أرسلت للمساهمة في علاجه وقال في ذلك( والله السودانيين ديل ماقصروا معاي لكن ياهو المرض نزوغ منو بي جاي يجينا بي جاي).
في منتصف اكتوبر من العام٢٠١٩ زارت الراكوبة المرحوم في مستشفى ابوعنجة للأمراض الصدرية لإجراء حوار مباشر معه ، فقال ( عندي شرط واحد لو بتقبلوا ماعندي مانع)، وشروط المغنين دائماً ماتكون المال، لكن شرط شول كان الآتي ( تتصل على أستاذي طيفور عبدالحفيظ شقيق الفنان القلع عبدالحفيظ لانه أستاذي وأنا مابعمل حاجه بدون موافقته ) وعندما اتصلت بالأستاذ طيفور لم يكن أقل شهامةً من تلميذه ودونما تردد قال لي( أي حاجة بتساعد شول جاهزين).
وكان أن بثت الراكوبة حوارها المبذول في موقعها على الفيس بوك، وجاءت ردود أفعال مختلفة وتلقى حينها الراحل عدداً من المكالمات والزيارات في المستشفى.
وكانت أُولى الاستجابات الفورية من الأستاذة هدى الكونتي والتي ما أن شاهدت الحلقة إلا وان ذهبت إلى بقالة تجاور المستشفى وطلبت من صاحبها توفير مايحتاجه منوت من مأكل ومشرب بشكل يومي ، ملتزمة بالسداد، وهدى ذمتي مطعونةٌ فيها فهي سليلة أخيار منهمكة في مثل هذه الأعمال في صمت مطبق.
بغياب شول منوت يغيب صوتٌ شجيّ ممتلئ بالإبداع والتفرد، وتفقد خريطة السودان بشكلها المائز القديم نجماً شاباً وحد الوجدان.
وسوف يظل صوت منوت يتردد ببحته الجميلة، أما الأوغاد المجرمين من عصابات الكيزان فعليكم اللعنات، أبحثوا عن من يشاركونكم في العواء والتهريج لانه ليس من بينكم أي مبدع وفي أي مجال، ولو لا ضعف وهوان حكومتنا من أعلى قمتها إلى آخر مسئول فيها لكنتم الان مابين مخافر الشرطة والسجون وعرصات المحاكم تحاسبون على كلما إرتكبتمونه من جرائم على قمتها محاربة الأبداع والمبدعين.
اكثر ناس يعملون باخلاص قوة عاملة نشيطة .
جواهر سوداء في زمن الابيض الرخيص .
ثم يقول المتذاكين لون الله ابيض ههههههههههه وما هي حواسه الشم من ضمنها سبحان الله افلا تعقلون
ياله من إنسان رائع، نسأل الله له الرحمه والمغفره