أخبار مختارة

جائحة كورونا.. هل ينعم الإقتصاد بإيجابيتها؟؟

الخرطوم: الراكوبة

لا شك أن إقتصاديا هناك دولة عظمى مهددة بالإنهيار بسبب جائحة فيروس كورونا الذي ضرب معظم دول العالم، فالسودان هو الدولة الأقل نموا لم يكن بعيدا عن هذا الوباء الذي بات يظهر شبه يومي عبر الحالات التي أعلنها الدولة لمواطنيها، وثمة من يرى إيجابيات لمرض على البلاد والتي تشهد إنهيار إقتصادي وضعف قيمة العملة المحلية، وبالمقابل سلبيات تؤثر في مسيرة الإصلاح الإقتصادي التي تقودها حكومة المرحلة الإنتقالية .

ويرى رئيس قسم الدراسات الإقتصادية بمركز الراصد اثر كورونا علي الاقتصاد السوداني بالإيجابي في عدة قضايا أجملها في تقليل الاستيراد عبر، تجارة الشنطة مما يساعد علي تقليل الطلب علي الدولار،إضافة إلى تقليل السفر للخارج لأغراض السياحة والعلاج وتجارة الشنطة وهو أيضا يقلل الطلب علي الدولار، وأضاف أن تقليل الاستيراد بشكل عام بسبب إغلاق حركة الطيران وصعوبة عقد الصفقات وهبوط أسعار السلع الاساس مثل النفط والبن وهو ما يؤدي لتقليل حجم الاستيراد الكلي، مشيرا إلى أن تقليل سفر المسؤولين للخارج وهو أيضا يقلل الطلب علي الدولار .

وقال أن الآثار السلبية لفيروس كورونا علي الاقتصاد السوداني يتمثل في تأثر دول الخليج سلبا بسبب انخفاض البترول وهو ما يعني صعوبة الحصول علي دعم مالي منهم، فضلا على تأثر العمالة السودانية في الخليج سلبا بسبب انخفاض أسعار البترول وهبوط البورصات الخليجية وهو ما يعني هبوط في تحويلات السودانيين المغتربين، وهبوط الاقتصاد العالمي قد ينعكس في تقليل الطلب علي الصادرات السودانية وانخفاض الأسعار في السوق العالمية.

وتوقع (خراب) موازنة الحكومة السودانية لهذا العام نتيجة إلى صعوبة انعقاد مؤتمر المانحين لدعم الاقتصاد السوداني، بيد أنه عاد وأعتبر مرض كورونا بأنه يمثل بارقة امل للموازنة إذا نجح في رفع قيمة الجنيه الي 80ج أمام الدولار او اقل بتقليل الاستدانة من بنك السودان، وتوقع انخفاض سعر الدولار امام الجنبه السوداني الي حدود 80ج، وانخفاض سلع الصادر مثل السمسم والفول السوداني والقطن والماشية، بجانب عودة إعداد كبيرة من المغتربين بسبب إنهاء عقود عملهم بسبب الكساد الناتج عن انهيار أسعار النفط وعن وباء كورونا.

وأشار الفاتح إلى أن تكلفة جالون البنزين الآن حوالي 300ج بعد انخفاض البترول الي النصف نزولا عن حوالي 600ج للجالون، وقال أن اكبر مخاوف الموازنة فهي غياب دعم الأصدقاء الذي يمثل أكثر من نصف الموازنة في ظل وجود شكوك حقيقية في قدرة الأصدقاء علي الوفاء بوعودهم خاصة بعد كورونا .

ويتفق معه الخبير الإقتصادي د. عبدالعظيم المهل في إيجابيات مرض كورونا على الإقتصاد، ويقول لـ(الراكوبة) أن الحكومة وجدت نفسها بدون معارضة وهي فرصة تستطيع عبرها تنفيذ برامجها وفق رؤيتها، مشيرا إلى أن إنتشار وباء كورونا ساهم في خفض سعر البرميل من البترول عالميا إلى ١٩ دولار بدلا من ٧٦ دولار، وأضاف أن الإيجابية تتمثل في إستفادة السودان كمستورد للبترول ورفع الدعم عن الوقود وبالتالي الفرق لن يكون كبيرا .

ويعزى المهل إرتفاع سعر الدولار بالرغم من قلة الطلب عليه إلى دخول جهات تعمل في غسيل الأموال والتزوير في تجارة العملة بجانب التصريحات لبعض المسؤولين النافذين بالدولة بشأن تغير العملة، لافتا إلى إتجاه الجميع نحو الإنتاج والإستهلاك المحلي خاصة عقب ما راج عن أن بعض المنتجات المحلية تساعد في شفاء المرض والوقاية منه، وذكر أن الإتجاه نحو الريف والزراعة بأنواعها المختلفة وإنتعاش الصناعة المحلية من إيجابيات وباء كورونا على الإقتصاد،وتأسف من أن البلاد لم تنعم بهذه الإيجابيات .

وكشف المهل عن فقدان البلاد لنحو ٥ ملايين دولار سنويا حجم عائد السياحة، إضافة إلى ٥٠٠ مليون دولار في إستيعاب الطلاب الأجانب للتعليم في الجامعات السودانية، جازما بتأثير كورونا السلبي على قطاع الخدمات بقية القطاعات التي تعمل بربع طاقتها الإنتاجية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..