بنزين الفقراء و بنزين الاغنياء !!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
قامت ثورة ديسمبر المجيده تحت شعار حرية سلام وعدالة و تزعمت قحت المشهد السياسى و إختارت كوكبة من الوزراء أصحاب علم و معرفة وذو شهادات رفيعة يحسدهم عليها القاصى و الدانى !!!و أصحاب خبرات عالمية تقلدوا ارفع المناصب على المستوى العالمى وهم أعضاء الحكومة المدنية السودانية اليوم او ما يسمون بالتكنوقراط !!!وحتى نتعرف على هؤلاء القوم أكثر كان لابد ان نوضح ونشرح للشعب السودانى ماهى التكنوقراطية ؟!!وكيف بدأت ؟!!وماهى الحكومة التكنوقراطية ؟!!! ومن هو الرجل التكنوقراط ؟!!! وهل الرجل التكنوقراطى مستقل ؟!!! ورأينا فى البنزين التجارى و البنزين المدعوم من و اقع التكنوقراط ؟!!!
مفهوم التكنوقراطية :-
(التكنوقراطية هى كلمة يونانية الاصل مكونة من مقطعين هما تكنى بمعنى فنى وتقنى و كراتس بمعنى سلطة و حكم وأما إصطلاحا فالتكنوقراطية تعنى تطبيق منهج علمى مدروس من أفراد يمتلكون قدرا وافرا من المهارات التقنية و الصفات القيادية و الشهادات العلمية و المعرفة التكنولوجية بقصد حل المشاكل الاجتماعية التى تواجه المواطنين للنهوض بالمجتمع وزيادة مستوى الرفاهية).(المصدرMawdoo3.com)
بداية التكنوقراطية :-
(بدأت التكنوقراطية سنة 1932 فى الولايات المتحدة الامريكية وكان التكنوفراطيون عبارة عن ثلة من المختصين بعلوم الهندسة و العمارة و الاقتصاد الداعين الى قياس الظواهر الاجتماعية ثم إستنباط القوانين منها بما يصلح الحكم على هذه الظواهر ، ولكن إقتصاديات النظام الاجتماعى المعقدة التى يهيمن عليها السياسيون ، ولا يستطيع فهمها أحد غيرهم يجب ان يديرها مختصو إدارة الشؤون الاقتصادية للعلماء و المهندسين وكانت هذه الدعوة أثرا رجعيا ترتب تلقائيا على التقدم التكنولوجى)(المصدر:نفس المصدر السابق)
ماهى الحكومة التكنوقراطية :-
( يستخدم مصطلح الحكومة التكنوقراطية فى يومنا الحالى للتعبير عن شكل من اشكال الحكومة ،وهى حكومة الكفاءآت أو التقنيات التى ظهرت مؤخرا نتيجة التقدم التقنى ، و الحكومة التكنوقراطية حكومة غير حزبية و أعضاؤها كذلك ، فهى حكومة متخصصة بالامور الصناعية و التجارية و الاقتصادية فقط وتعنى بتوظيف الكفاءآت على اساس المعرفة التكنولوجية وبغض النظر عن أية إنتماءآت سياسية أو دينية او عرقية )(المصدر السابق).
من هو الرجل التكنوقراطى :-
(الرجل التكنوقراطى هو أحد رجال الدولة الذى يملك صنع القرار ، ويشغل منصبا مهما دون إنتخابه فهو من الخبراء فى مجال عمله ، و كلفته الحكومة بأداء مهام معينة خلال فترة مؤقتة دون ان يكون لديه اطماع مستقبلية فى ديمومة إحتلال المنصب أو مناصب آخرى ، فيوظف قدرته و خبرته العلمية و العملية فى توضيح خطة ما ثم العمل على إنجاحها ، ومن الامثلة على رجال التكنوقراطيا فى الدولة وزير المالية ووزيرالتجارة ووزير الزراعة ووزير الصحة ووزير الطاقة ، و بتوضيح آخر فإن هذا الرجل يضع يده على السلطة الشرعية العقلية ، فهو العقل المؤسس و المدبر لتحديث المجتمع ، كما إن له مطلق الصلاحيات عند تكليفه بالمهام المطلوبه منه )(نفس المصدر السابق).
هل الرجل التكنوقراطى مستقل :-
(وضحنا سابقا آلية تعيين الرجل التكنوقراطى فى الدولة وكيف إنه يتم من الحكومة بما فيها من كتل سياسية ـ او من رئيس الوزراء أو الرئيس نفسه و بالتالى فإن الرجل سيبقى تابعا للجهة التى رشحته ، وبالتالى فهو ليس مستقلا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وسيتبع ربما على نحو لا إرادى لإنتماء ما ، أو الى كتلة ما ، أو الى رجل أعلى منه كان سببا فى تعيينه )(نفس المصدرالسابق)
فى تقديرى المتواضع قرار السيد وزير الطاقة فى فبرائر 2020 و القاضى بتقسيم الشعب السودانى الى فئتين – فئة الاثرياء اصحاب البنزين التجارى و فئة الفقراء أصحاب البنزين المدعوم لم يكن موفقا ولم يكن تكنوقراطيا فكان قرارا سياسيا بشعا لم يكن مدروسا وسوف لن ينتج عنه أى تقدم إقتصادى على المدى الطويل وسوف يعمق جراحات الاقتصاد السودانى المنهار أصلا وسوف يزيد الفتق على الراتق !!!
وكما ذكرنا فى مقالات سابقة بأن رفع الدعم عن المحروقات او زيادة الجمارك او زيادة الضرائب ينتج عنها تخفيض للقيمة الشرائية للجنيه السودانى تترتب على ذلك إرتفاع فى اسعار العملات الاجنبية مما يؤدى لإرتفاع جميع اسعار السلع سوى كانت محلية او مستوردة و إستوثقنا من ذلك خلال تجاربنا المريرة وقد شاهد كل الناس إرتفاع اسعار الدولار وتجاوز حاجز المائة جنيه بعد رفع الدعم الجزئى للبنزين !!!
كنا نتوقع وننتظر من هؤلاء التكنوقراط ان يكونوا اكثر حكمة وعلمية و واقعية و أن يتواضعوا تواضع العلماء ويميزون بين المعقول و الغير معقول !!!
كنا ننتظر منهم أن يوقفوا إستيراد عربات الدفع الرباعى (اوباما) التى تشفط البنزين و الدولار شفطا لارحمة فيه و إذا بهم يمهدون لهم الطريق ويخصصون لهم محطات الخدمة ليتحصلوا على البنزين التجارى وصاروا يضربون عصفورين بحجر واحد يأخذون بنزين الفقراء المدعوم فى أوقات الوفرة ويذهبون الى محطات الخدمة التى وفرتها لهم حكومة التكنوقراط فى اوقات الذروة . بما يسمى بالبنزين التجارى !!!!واصبح المجتمع اثرياء و فقراء بكل شفافية !!! حقيقة انا مندهش وفى حالة من الذهول من صاحب الفكرة او هذه النظرية من اين أتى بها ؟؟!!!(السودان بلد العجائب و التجارب )
كنا ننتظر من هؤلاء التكنوقراط أن يبحثوا فى الثراء الطفيلى من أين يبدأ و أين ينتهى !!!و من الذين وراءه !!! وكيف يتم ايقافه !!!! ناس تشيد وناس تبنى ،!!! وناس مالاقيه تسكن !!!و الفارهات من العربات رباعية الدفع تجوب الشوارع وهم فى معظمهم تجار اراضى وعقارات و الغالبية العظمى منهم تجار دولار وصادر !!! كنا ننتظر منهم أن يفعلوا قوانين ضرائب العقارات و العوائد وان يحدوا من ظاهرة الاستثمار العقارى الجبان والذى يمكن اصحاب العقارات من تخزين رؤءس اموالهم فى العقارات دون نشاط فى صناعة او زراعه تفيد المجتمع و تخلق فرص عمل للمجتمع وإنما نوع من انواع العطالة المقنعة يحصدون الاموال من المستأجرين وينتظرون الدولة ان تأتى لهم بالبترول و القمح و الدواء و قطع الغيار دون ان يكون لهم مساهمات فى اقتصاد الدولة الكلى فصارت التجارة فى الاراضى و العقارات مهنة يشترك فيها حتى الاجانب ! كنا نتوقع من حكومة التكنوقراط أن تبحث مع صاحب الرايحه فى خشم البقرة الضائعة !!!!
فى تقديرى الشخصى و اسفى الشديد هؤلاء التكنوقراط قادة العمل الاقتصادى فى السودان لا ارى فيهم بصيص من أمل فى إنتشال البلاد من وهدتها الاقتصادية رغما عن قوة الموارد والمنتجات السودانية الوفيرة وأسعار السلع السودانية المجزية فى الاسواق العالمية فيما إذا قمنا و قارناها بأسعار البترول و القمح !!!!!!
و الافضل لنا كشعب سودانى ان نتفكر و نتعقل وننظر و نتأمل ونرجع البصر كرتين من خلال وقوفنا فى محطات بنزين الاثرياء و بنزين الفقراء فهل يرجى من اصحاب هذه النظرية وهذا التفكير ان يصلحوا حال الاقتصاد ؟!!!!!!أين المهارات الفنية و التجارب العلمية و الصفات القيادية ؟!!!هل هم تكنوقراط حقيقة ام سياسيون ؟!!!!
تقديم /
عبدالمنعم على التوم
الجمعة الموافق 27 مارس 2020
[email protected]