مقالات وآراء

الذين يسعون لحتفهم بظلفهم ..!

عبدالمنعم عثمان
لم أقرأ ولم اسمع ولم أشاهد فيلما أو مسلسلا يحكى عن ثورة فى التاريخ اقتلعت نظاما متفردا فى الظلم والفساد والأفساد لعقود متطاولة مثل نظام الأنقاذ فى السودان ، ثم ذهب ذلك النظام بثورة ظلت حتى اليوم سلمية تماما ، برغم ما مورس معها من قتل واغتصاب ونهب وتشويه مواقف ، الى غير ذلك من الموبقات . ومع ذلك ظلت حكومتها تغض الطرف والسمع عن اعمال واقوال يقوم بها من منعوا الناس كل شئ واستاثروا لأنفسهم بكل شئ ، محاولة منها لزرع نوع جديد من العلاقة بين الشعب المؤيد لها والمعارض ، لأن ذلك مايجب أن يكون فى سودان الحرية والعدالة والسلام ، سودان ينعم بديموقراطية حقيقية .
لكن يبدو ان هؤلاء الجماعة ، الذين لم يستطع أحد حتى الساعة أن يجيب على سؤال الطيب صالح عن مصدرهم ، يبدو انهم ظنوا ان مايحدث من تقاضى لايعنى غير مايفهمون من انه ضعف يمكن استغلاله فى سبيل العودة . وفى الحقيقة ظل السؤال يراودنى كلما اتصور امكانية عودتهم : ماذا سيفعلون اذا عادوا ، اللهم الا ان يقتلوا كل الشعب وليس ثلثيه ،اذ ماذا يستطيعون ان يفعلوا غير هذا وقد ظلوا يمسكون بخناق الأمور دون منازع كل تلك السنوات الطويلة المظلمة الظالمة ؟!
وفى الحقيقة كانت تراودنى بعض الأحلام ، التى أعلم انها لن تكون غير أحلام . احلام اتصور فيها بسذاجة ، ان اولئك القوم او بعضهم من من لم تزل لديه بعض الصفات الأنسانية ، قد يخرج علينا يوما قائلا : ايها الناس لقد فعلنا بكم وانتم أهلنا مالايفعله أحد من البشر بأعدائه وذلك لأننا انجررنا خلف رغباتنا فى ملذات الحياة ونسينا او تناسينا كل ما ظللنا نقرا من القرآن والحكمة . والآن ، وقد حدث ماحدث ووضح لنا بصورة قاطعة أنكم لم تعودوا تريدون وجودنا بينكم ، كما اننا قد بلغ أغلبنا من العمر عتيا ، ولم يتبق لنا غير الاستعداد لمقابلة المولى عز وجل ، فاننا بهذا نعلن توبتنا عن كل ما فعلنا ونعيد للشعب كل مانهبنا من اموال مؤيدين أى حكم يراه فينا ، عسى ان يكون ذلك مقدمة لعفو الله سبحانه عن حقوقه علينا وما أكثرها . وفى الحقيقة ان مثل هذا الحلم لم يكن يظل يراودنى الا ليوم او بعض يوم قبل ان يتلاشى بفعل أوحديث من من هوفى السجن او خارجه يدل على ان القوم لايزالون ياملون فى العودة لممارسة المزيد من الموبقات واكتساب مزيد من الذنوب !
الذى دفعنى دفعا للكتابة فى هذا الامر الذى كنت اتامله بينى وبين نفسى واقول لو كنت فى نفس الوضع لحققت ذلك الحلم الذى يبدو لى منطقيا وحكيما لاى انسان سوى يقع فى مثل ماوقع فيه اولئك ويعلم علم اليقين انه لامخرج . ثم فوجئت برسالتى واتساب تؤكدان ان فى البشر الطبيعيين من يفعل مثل ما احلم به حتى ولو لم يتماثل موقفه مع الجماعة :
الرسالة الأولى :
امريكية بيضاء تدور فى كل الولايات وتجمع الأمريكان البيض لآداء قسم يعترفون فيه بما فعلوه ضد السود من استعباد واضطهاد عنصرى .. ويعتذرون لهم آملين ان يتقبلوا عذرهم . هذا فى الوقت الذى انتهت فيه العنصرية قانونيا وفعليا الا فى حالات نادرة وفردية ، بل واستطاع رجل اسود ان يتسنم رئاسة البلاد لفترتين متتاليتين .
هل لاحظتم الفرق بين البنى آدم الذى لايدعى أنه ظل الله فى الارض ولكنه يتصرف بضميره وكأنه كذلك ، وذلك الذى لايعلم أحد من أين أتى ولكنه يدعى انه الذى يمثل السماء ولا أحد غيره وهو فى الحقيقة لم يفعل الا مايغضب السماء ، باعتراف قائده الذى قال يوما ، وهو فى حالة وجل من نهاية وشيكة: اننا قتلنا النفس التى حرم الله والتى لاعفو عن ذنبها ..!
الرسالة الثانية :
عن المافيا الأيطالية التى تبرعت بسبعة مليارات من الدولارات الأمريكية حتى لاتنهار الحكومة الأيطالية نتيجة توقف النشاط الأقتصادى بفعل كورونا . وجاءتهم النجدة الطبية من كوبا الشيوعية المحاصرة لأكثر من نصف قرن من صديق ايطاليا الأمريكى ! نعم المافيا معروفة بجرائمها وكوبا بشيوعيتها التى يرفضها الجماعة فى نفس الوقت الذى يقبلون فيه مساعدة الحزب الشيوعى الصينى حتى فى تدريب كوادر حزبهم ..!
فهل يمكن اعتبار اولئك وهؤلاء من نفس الفصيلة البشرية ؟ أم يظل البحث جاريا عن مصدر اولئك ؟! عسى ؟!
وعلى اى حال يبدو من مجريات الأحوال أن الجماعة قد وصل بهم الضيق حد السعى لحتفهم بظلفهم ذلك من خلال المتواتر من اخبار اللقاءات داخل السجن وخارجه والأدلة التى ساقتها الوثائق الموقوفة بواسطة ثوار الصحافة قبل اشعال النيران لحرقها . انهم ولايسمعون ولايبصرون فانها :لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..