مقالات سياسية

تلفزيون البحر الأحمر .. ميلاد مشوه ونشأة معوجه

أنفـاس الفجـر

ظلت الخدمة المدنية رغم سقوط النظام السابق تحتفظ برموزه التى تحمل جيناته وتتصل به كحبل سري يغذي الأزمات ومخازي البلاد الكثيرة والمتعددة ، وما حدث من تغيرات طال قمة الهرم فقط وعلى مستوى العاصمة فقط ، وظل ما دونها على مستوى الولايات يحتفظ بذات ذات التركيبة التمكينية السيئة ، وحتى الذين حاولوا أن يركبوا قطار الثورة ويعزفون نشيدها لم يفلحوا في ذلك لان الطبع يغلب التطبع .. فاستمرت حالة التردي في الاداء الرسمي على كافة المستويات والاجهزة الاعلامية الرسمية ليست بمعزل عن هذا .

هيئة إذاعة وتلفزيون البحر الاحمر ولدت مشوهة واستمر التشويه حتى بعد الثورة .. من يصدق ان العاملين بهيئة اذاعة وتلفزيون البحر الاحمر حتى الان ليس موظفين في الدولة ولا هم تحت الفصل الاول حتى الان !!! رغم تعيينهم فى العاميين 2003 و2004م ، وظلوا حتى العام 2020م يصرفون رواتبهم في شكل منحة أو مكافأة أو سمها ما شئت وليس لاحد منهم ملف معاشي حتى الان رغم إن منهم من إقترب من سن المعاش بل منهم من فات سن المعاش وما زال يعمل !!!!

من يصدق إن هيئة إذاعة وتلفزيون البحر الأحمر لا علاقة لها من قريب او بعييد بقوانيين الخدمة المدنية ولوائحها ونظمها !!! لقد كانت كذبة كبيره وضحك على العقول حين ما إدعى الكادر الإنقاذي الاعلامي مزمل سليمان حمد انه أسس الهيئة بعد ان انتدبه على احمد حامد والي الانقاذ قبل الأخير لهذا الغرض تحت إشراف بريمه ، نعم .. مجرد ادعاء كاذب وأكذوبة كبيرة من أكاذيب الانقاذ و إيهامها للناس ، فالهيئة هيئة وهمية وضع لها هيكلا وهمياً مشوها بذات طريقة الكيزان التمكينية الفاسدة متجاوزاً الحقوق المهنية والكفاءة والتأهيل ، وما كان له أن يفعل غير هذا وهو ينحدر من ذات العقلية الكيزانية الفاسدة .

ظل الاعلام الرسمي في ولاية البحر الاحمر في كل مراحلة التكوينية مرتعا للفساد والمصالح والمجاملات وهو المهنة الوحيدة التي لا تحتمل ذلك .. ومن اشرفوا على التوظيف منذ البث الأرضي عندما كانوا في قيادة الوزارة المعنية تعاملوا مع التوظيف بالواسطة والمحسوبية بل ان بعض الوظائف نظروا لها كما لو كانت دعما اجتماعيا لأسر من المحاسيب والمعارف .. أضف الى ذلك غياب التدريب والتأهيل والتشويه المتعمد للهيكل ، كل ذلك أورثنا بناءاً مائلاً وأداءاً ضعيفا وأعدم عنصر المبادرة الذي هو أمر اساسى في العمل الإعلامي ..

إنه وضع لا يمكن أن يستمر ، وواهم من يعتقد إنه سيستمر ، وإن لم يصلحه العاملون بأيديهم فلن ينصلح لأن كل المديرين الذين تعاقبوا على قيادة الاعلام الرسمي ، وكل الدستوريين الذين قادوا الوزارة المعنية ، وكل المديرين العامين للوزارة لم يحركوا ساكنا في الكيان الاعلامي الرسمي وحتى الذي فعله ذلك المزمل زاد به الامر المعوج إعوجاجاً ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
عوض البارئ محمد طه
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..