مقالات وآراء

اتفاق تسوية جنوب السودان (آليات التنفيذ والمعوقات)

وأخيرا تمكن شركاء جنوب السودان الموقعين على اتفاق تسوية النزاع المعاد احياءه من تشكيل حكومة الفترة الانتقالية مدتها ثلاث سنوات بعد صعوبات جمة واجهت عملية تنفيذ بنودها وتعثر دام لشهور عديدة.
ويتطلع الكثيرون بأن يودي هذا الاتفاق الأخير إلى إخماد حقيقي ونهائي لنيران (حرب السلطة) التي ظلت مشتعلة بين الفرقاء في البلاد لسبع سنوات دونما انقطاع بين رفاق حزب الحركة الشعبية.
بالطبع لا يختلف اثنان حول أن (الاتفاق) رغم تتويجه بتشكيل حكومة الفترة الانتقالية الا انه لايزال يعاني من بعض الشروخ في جسده ابرزها (غياب الثقة) بين الأطراف المعنية بالاتفاق، والتي يعتبرها الكثيرون ام المعوقات والمعرقل الرئيسي للعملية السلمية في جنوب السودان وما بقية المشكلات الأخرى فهي ليست سوى تجليات لأزمة فقدان الثقة هذه.
العبرة التي يمكن أخذها والاستفادة منها من تجربه سلام اغسطس ٢٠١٥م التي انهارت في يوليو ٢٠١٦م هي أنه على الجميع مواجهة الواقع الجنوب سوداني الماثل أمامنا الأن بأدوات ومعينات مختلفة عما كانت معمولة بها في السابق، ويمكن تلخيص بعض ما يجب القيام به في الاتي:
١ – عدم ترك امر تنفيذ الاتفاقيات الموقعة في البلاد لـ”شركاء السلطة” وحدهم ليقرروا بمصائر الشعب ما يريدون وما لا يريدون.. فهذا يفتح المجال واسعا لخروقات لا اول لها ولا آخر والنتيجة هي الدوران في حلقة مفرغة لن تقودنا الى الأمام.
٢ – علي المجتمع الدولي والاقليمي أن لا يُضَيّعْ الوقت في محاولة بنيان (ثقة مستحيلة) بين اطراف اتفاق تسوية النزاع في جنوب السودان، فهذا أمر ثبت فشله بالدليل والبرهان مع التجارب السابقة.
٣- الشركاء الدوليين والاقلميين وجميع شركاء سلام جنوب السودان مطالبين بأن يساهموا مساهمة فعالة وحقيقية في عملية المصالحة الوطنية ورتق فتوق النسيج الاجتماعي الذي مزقته حرب رفاق الحركة الشعبية، والالتزام الكامل بالوعود التي قطعوها على أنفسهم في دعم اتفاق جنوب السودان.
٤ – على المجتمع الدولي أيضا ان لا يكف عن ممارسة الضغوط المستمرة على أطراف الاتفاقية كل ما دعت الحاجة إلى ذلك، فلقد اثبت سلاح الضغوط نجاحه في إعادة فرقاء السلطة إلى صوابهم بدليل قيام تشكيل الحكومة الحالية.
٥ -. أن يعمل ضامني اتفاق تسوية نزاع جنوب السودان المنشط على ضم بقية الأطراف الممانعة إلى العملية السلمية بقدر ما يستطيع من السرعة المطلوبة، لأنه بقاء تلك الأطراف خارج الاتفاق سيكون خنجر اً في خاصرة العملية السلمية في البلاد وبالتالي نعود إلى سماع صوت الرصاص، وهو صوت قبيح ولايحب شعبنا سماعه مرةً أخرى فهل تسمعوننا؟
ألقاكم.

سايمون دينق _ صحيفة الموقف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..