
إشتكت شابة سودانية على الفيس البوك إنها خريجة جامعة محترمة موظفة في شركة حكومية سودانية والمدير لم يصرف لها حافز ولقد تجاوزها في الترقيات السنوية ومن توظف بعدها تمت ترقيته وإنها مجتهدة في عملها وإشتكت بكل مرارة من هذا المدير الظالم وطلبت من متابعي الصفحة أن يقترحوا عليها ماذا تفعل وهل إذا تقدمت بشكوى الى مكتب العمل سينصفها؟
من بين عشرات الإقتراحات تقدم بها متابعو الصفحة، كان هناك اقتراحان فقط بأن تلجأ الشاكية إلى مكتب العمل بعد أن تتظلم للمدير . أما أغلبية الاقتراحات فكانت أفكارا عنيفة .في المجمل لا أحد نصحها على القانون
هذه الواقعة تدل على أن السودانيين لا يثقون في قدرة السلطات (أو رغبتها) في تنفيذ القانون كما تدل على انتشار العنف في حياتنا اليومية.. هذا العنف الزائد يتجلى في سلوكنا الاجتماعي
في بداية حياتي العملية التي بدأت عام 2000 تعاقدت مع شركة محترمة وكنت حريصا بالإستمرار فيها كانت ساعات الدوام مريحة وكنت متعاون مع مجلة كدوام جزئي ومديري المباشر في هذه الشركة إسمه (ديفيد) إيطالي الجنسية كان متعصب جدا وكان نظام الشركة نهاية كل عام يقيّم المدير مرؤوسيه ويحدد المدير المكافأة التي يستحقها إلا أنه بعد تقييمي أوصى بصرف نصف الراتب كحافز أحسست بالإهانة والظلم شكوت ما حدث الى مدير شئون الموظفين فنصحني أن اتقدم بشكوى ضد هذا المدير
ومن حق الموظف إذا أحس بظلم مديره المباشر أن يتقدم بشكوى الى المدير العام وفي هذه الحالة يتم التقييم من أكثر من قسم بمدي تفاعلك وتعاملك مع الآخرين ان ثبت ظلم المدير للموظف سينظر في عدم تجديد عقده . ثم ذهبت للمدير المتعصب أشكو له عدم رضاي بالنتيجة وسأتقدم بشكوى تظلم للمدير العام وكانت هذه الجملة كالسحر وعند إتصالي بالسكرتير أخبرني بأنه تم تعديل التقييم الخاص بك بعد مراجعة بعض البنود وأوصى مستر (ديفد) بصرف الحافز كاملا
من هاتين الواقعتين: إن الظلم موجود في كل مكان المدير الإيطالي (الخواجة) ظالم والمدير السوداني الذي ظلم الموظفة السودانية ظالم لكن ماهو الفرق بينهما :
المدير الإيطالي :فشل في ممارسة هذا الظلم ضدي لأن قانون الشركة يراقب حقوق الموظفين ويحميهم من الظلم
المدير السوداني: نجح في ممارست الظلم لأن القانون في الشركة السودانية يجعله يفعل في مرؤوسيه ما يشاء بغير حساب.
إذن الذي يحقق العدل هو القانون أو النظام وليس الاشخاص والذي يطبق على الجميع الكبير والصغير المدير والغفير والذي حدث لهذه الشابة الموظفة حدث ويحدث كل يوم في السودان
أن معظم القضاة أذعنوا للظلم ولم يحركوا ساكنا فأين كانت نعمات رئيسة القضاء التي دعت لإضراب القضاة من أجل تحقيق العدالة التي وصلت بالترقي من قاضي محكمة إستئنافات الى قاضي محكمة عليا وكان القضاء يهين الشعب في محاكم الطوارئ؟.. وأين كانت عندما كان القانون لا يطبق بل يستخدم ضد الضعفاء الذين لا يستطيعون الافلات منه؟ … واين كانت عندما كانت مشيئة البشير أكبر من أي حكم قضائي مهما كانت حصانته؟ … أين كان القضاء وملايين الفقراء يدفعون ضرائب عن مرتباتهم الهزيلة بينما الأكابر يصنعون الثروات الضخمة ولايجرؤ أحد حتى على سؤالهم من أين لكم هذا الثراء؟
أينما وليت وجهك في دولة المشروع الحضاري دولة الخلافة الموعودة تجد ظلما فاحشا، فاق طاقتنا على الإحتمال وستجد من يأخذ شيئا لايستحقه وآخرين محرومين من أبسط حقوقهم .
حتى لا أطيل المقال لن يستعيد السودانيون إحساسهم بالانتماء وطاقتهم على العمل ويبنوا وطن جديد يسع الجميع نتفاخر به كما يستحق إلا إذا استعادوا احساسهم بالعدالة وإعادة دولة القانون .ولايمكن للعدالة أن تتحقق فى ظل هذا النظام القضائي القديم
ياسر عبد الكريم
[email protected]




سلام تحليل موضوعي لافراد السلك القضائي. اين كانو. كانو يجمعون العلاوات والامتيازات والأراضي من داخل قاعات المحكمه ووقت الدوام اسماء الجلسه يتصل القاضى بسمسار للتفاوض لشراء ارض والله حرام ونحن ننظر الباشه. اذا تكلمت حكم عليك بالسجن. دكتاتوريه. وليس لك الحق في الكلام كأنه الله والله منذه منهم.