من السفهاء يا عبدالحي حكومة الثورة أم الكيزان؟

عندما رجعنا للغة العربية لمعرفة ماذا تعني كلمة سفيه قالت المعاجم  هو “بذيء، مُخِلّ بالأَدَب والاحتشام. “كلامٌ سَفيه” بَذيءُ اللِّسان، الذي يَأْتي بالفاحِش من القول.” لم اقل انما قالت المعاجم عن كلمة سفيه ، وقد وصف اعضاء حكومة الثورة عبدالحي يوسف بالسفهاء. في تغريدة على تويتر له ردا على دعوة حمدوك بالتبرع لبناء السودان، الذي ظل يأخذ منه دون ان يعطى خلال العهد البائد ، بالمناسبة انت عليك دين على السودان بمبلغ 5 مليون دولار يجب اعادتها فورا والا ستكون سارقا.

ومنذ سقوط العهد البائد قبل قرابة السنة وتشكيل الحكومة المدنية ، بدأت استرجع ذاكرتي لتصريحات رئيس الوزراء ووزراء حكومة الثورة، ولا اتذكر احدا منهم اطلق اي عبارة فيها اي نوع من السفه او البذاءة طوال هذه الفترة ورأيناهم كيف يردون بأدب ولم نسمع احدهم قام بسرقة مبلغ من المال او استولى على قطعة ارض او كذب او ادعى بأنه رجل دين ويريد أن يدخل الجنة ، هؤلاء جميعهم يحملون اعلى الشهادات ومؤهلين لتولي هذه المناصب ، ويعملون طوال الليل والنهار.

مع هذا الادب والتحضر عشنا الذي شهدنا من هؤلاء ، هناك 30 عاما من الالفاظ النابية والبذيئة والتي يطلق عليها في اللغة العربية سفاهة، وسمعنا ماذا قال نافع علي نافع عندما استفز الشعب السوداني قائلا الذي يريد السلطة عليه أن يلحس كوعه ، وسمعنا  ماذا قال مأمون حميدة الذي تلقى تعليمه في جميع المراحل مجانا  ” ان الذي لايملك المال لماذا يتعلم”. وسمعنا علي عثمان الذي هدد الشعب السوداني بالقتل والتصفية الجسدية بواسطة كتائب الظل، وماذا قال الحاج ادم نائب الرئيس في العهد البائد ، وكذلك ماذا قال الفاتح عزالدين رب رب الذي هدد الشعب السوداني بالقتل والسحل ، وحتى المخلوع الذي استخف بنا كثير وشتم الشعب السوداني ووصفه بالمندسين والعملاء والكفار والعلمانيين.

وحتى عسكري الامن الذي اطلق عليه الناس “شروم” لأننا لا نعرف اسمه والذي بث صورة وهو يحمل السلاح يهددنا بأن سيجعلنا مثل النساء , وهذا قمة السفه يا عبد الحي. وسمعنا البلطجي بتاع الامن الذي استخف بأسود البراري البواسل , وحسين خوجلي الذي اطلق كلمة ” ميتينوا ” ، لو يفسح الزمن لأصدرت كتابا بسفاهة الكيزان والالفاظ النابية.

خلال 30 عاما سمعنا الكثير من الالفاظ غير المحترمة من الاخوان المسلمين اهمها الكذب فقد كان مسلسل الكذب هو ديدن الحكام ، وشاهدنا التدمير الممنهج للبلد من خلال تدمير المشاريع والاصول وبيعها للمحاسيب والاهل , وشاهدنا وسمعنا التعذيب والقتل خارج اطار القانون ، ورأينا ما حلنا باهلنا في جنوب السودان واهلنا في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان وكجبار والمتظاهرين العزل عام 2013 .

لو يسع المجال لكتبت لك مجلدات ومجلدات عن سفاهة جماعتك الذين حكموا البلاد وعاثوا فيها فسادا وحرموا اهلها من ابسط حقوقهم ، وحولوا الخدمات الضرورية مثل الصحة والتعليم والكهرباء والمياه إلى تجارة اغتنوا منها ، و اهلنا يموتون من المرض على ابواب المستشفيات لأنهم لايملكون قيمة العلاج ، وهذا من ابسط حقوقهم. وشاهدنا التهريب لخيرات البلاد والدقيق والبترول المدعوم إلى دول الجوار ، حتى يغتنوا على حساب اهلنا.

يا عبد الحي المسلم لايشتم الآخرين ولا يصفهم بصفات ليست فيهم، لكن اناء بما فيه ينضح.

كنان محمد الحسين
[email protected]