
ليس المقصود بالحركة في هذا المقال التنظيم أو الحزب، ولكن كل أشكال المؤسسات المكونة للدولة والحكومة والمجتمع أو كل مكونات العمران _ حسب لغة ابن خلدون . لأن بعد الثورات تشكل الحركة الثورية الشاملة كل مناحي الحياة، مع ظهور روح جديده وعالم مختلف جذريا عن السابق وكل الماضي .
كانت ثورة ديسمبر العظيمة في حاجة إلى كيانات قائدة وحاضنة، لها برامج ورؤية ونظرية ثورية، وهذا يعني بالضرورة وجود أفراد ثوريين حقيقيين يجسدون شعارات الثورة قولا وفعلا ، سلوكا وممارسة يومية ولديهم القدرة على الصدام والجسارة والإقتحام، ويفترض أن يكون الثائر ظل الانبياء في التضحية ونكران الذات ، فالثورة رسالة وليست مهنة أو دورا يمثل على خشبة مسرح السياسة .
كان جيفارا يقول : الثائر آخر من يأكل وآخر من ينام وأول من يسيتقظ . وذلك خلافا للثوار الذين تهكم عليهم نجم والشيخ إمام: يابتوع نضال آخر زمن في العوامات .
الثائر الصادق لا يكذب ولا يناور . ولا يراوغ ولا يتهرب من المواجهات لأنه صريح وواضح ودوغري – عديل
جاءت ثورتنا المجيدة بعد ثلاثين عاما من القمع والاذلال وبيوت الاشباح والجهاد والتطهير العرقي، وهذا التحدي كان يحتاج لاستجابة ثورية في حجمه . ولكن للاسف صار المجرمون الفاسدون والمنحلون هم قضاة الثوار الطاهرين المطهرين الأنقياء، وتجرأ المجرمون ووقف الثوار في حالة دفاع وهم يملكون الحقيقة والمستقبل والشرعية الشعبية الثورية . ولم نعد نسمع أصوات الثوار بل تملأ الاجواء تصريحات صلاح عبدالخالق وتغريدات إبراهيم غندور يتهم الحكومة بالفشل والصحف الصفراء “الصيحة” والإنتباهة هي أكثر رواجا في المواقع الأسفيرية بل نقرأ بان جماعة من الاسلاميين يعملون على إنقاذ قناة ام درمان وصحيفة ألوان لرفد مستنقع الاعلام بمياة آسنه أخرى.
لم يعرف التاريخ ثورة عظيمة تخضع بهذا الشكل لابتزاز الاسلامويين.
وتطلق بعض العناصر القريبة من السلطة الحاكمة شعار “المساومة التاريخية “. كشكل للمصالحة وعودة الاسلامويين بلا محاسبة ولا إعتذار و لا أعتراف بالاخطاء .
والمقارنة مع جنوب افريقيا خاطئة وخبيثة لأن العنصريين في جنوب افريقيا إعتذروا ونقدوا كل التجربة أمام المحاكم، ولكن عناصر الثورة الناعمة هم مبادرون دون أي شرط . وكثيرا ما أتساءل لماذا لم تتحدث العناصر غير فاسدة داخل الحركة الاسلاموية وتدين الممارسات الشاذة والغريبة عن السودان والاسلام وسكتت عن الحقبة المظلمة من 1989م حتي 1990م أين كانت أصوات الطيب زين العابدين ، والتجاني عبدالقادر وعبدالوهاب الافندي والمحبوب عبدالسلام وخالد التجاني وغازي صلاح الدين ؟ بل أن بعضهم رصد أخطاء الحكومة ولكن أصر بأن سيظل في الحركة الاسلامية ولن يقف ضدها .
وهنا سؤال هام وجوهري : علي أي أسس تم اللقاء بين حمدوك وغازي صلاح الدين ؟ ومن الذي طلب اللقاء ؟ وماهي الاجندة ؟ ولماذا لم يصدر بيان بوقائع الاجتماع ؟
سأل الطاهر حسن التوم في الفيس بوك بقوة عين تميزهم : لماذا لم يتم محاكمة وإدانة أي مسؤول سابق ؟ وأين هي الاموال المنهوبة ولماذا لم يتم استردادها؟ كنا نتوقع أن سهرتنا التلفزيونية بعد الثورة هي جلسات المحاكمات الثورية ولكن حتى الان لم يقدم فاسد للمحكمة، بل نسمع كل يوم إطلاق سراح النيابة لفلان وعلان، أو اختفاء وهروب علان .
في النهاية وباختصار يريد الشعب أن يعرف: كيف تتخذ الحكومة الثورية قراراتها ؟ وكيف يتم التنفيذ والمتابعة؟ وهل تمتلك الحاضنة السياسية لحكومة الفترة الانتقالية رؤية ثورية وبرنامجا عمليا مفصلا ومحدد زمنيا؟ وهل تقف إلى جانب رئيس الحكومة كوادر ثورية صادقة ومؤهلة تساعده ويلجأ إليها في الاستشارات والمناصحة والتقويم ؟
لا يمكن لثورة عظيمة مثل هذه ان تسير خبط عشواء وأن تتحول حكومتها الثورية إلى إدارة أهلية وأن تتخذ قراراتها بالتقسيط المريح عوضا عن الحسم الثوري الشامل الذي يقتلع النظام البائد من جذوره ولا حاجة للتفكيك الاقطاعي والاعفاءات والاقالات الموسيمة كل اسبوع أو شهر .
حيدر ابراهيم علي
welldone
اوافقك الرأي وللأسف لقد قاد وتنا العظيمة أقزام فلسفتهم في الحياة لو يصيروا عروبويين يساريين! لقد خطفوا زمام القيادة وهم يحدوهم أن ييروا به خلف ركب العربان الذي يدور حول نفسه ولا يجد بوصلته مع دوامات التيارات السلفية والداعشية والشيعية والشيوعية وكافة عواصف التطرف يميناً وشمالاً ناسين تماماً أنهم يقودون شعباً سودانياً لا علاقة له بهؤلاء ولا أولئك ولا بالظروف التي تعصف بهم من وإلى ما هم فيه، ولو أن هؤلاء الأقزام انتبهوا إلى هوية من يقودون لعلموا أنه شعب ما يريد إلا كرامته وحريته وقيمه التي تسمو على كافة شعارات وعقائد وأخلاق تلك الشعوب التي يتسمون بها والتي تعصف بها رياح الغلو والتطرف لدرجة الحط من كرامة وآدمية الانسان. ان من انبروا لقيادة الثورة لا يرون فيما فعل العروبيون المتأسلمون بكرامة الانسان السوداني بأساً فهم نفسهم، وعلى كل حال، لايريدون للشعب السوداني هذا التفرد والتميز في شخصيته وهويته كمجتمع لايحتاج للتشبه ولا الالتحاق بهويات من هم دونه في كافة مشارب القيم الانسانية الحضارية قِدَماً وحداثةوانما يريدون في نهاية مطافهم أن يجعلوه ذيلاً ذليلاً في ركاب قوم لن يكون لهم ركاب نحو أي مجد أو سؤدد في ركب الحضارة الانسانية!
قاد ثورتنا
كل الثورات في تاريخ البشرية تقوم نتيجة الي أسباب موضوعية مثل القهر والظلم والفساد ولكن الفرق بينها في نجاح بعض الثورات وفشل الاخري ونجاح وفشل اي ثورة يعتمد علي رواد التنوير في كل المجالات الذين ينيرون الطريق للثوار حتي ينجزون اهدافهم بسهولة ويسر ولكن في الحالة السودانية ينعدم رواد التنوير تماما إنما توجد نخبة ذات أيدلوجية تريد ان تقفز من واقعها بالزان وتصفية حساباته مع بعضه أم الوطن فهو فار التجارب أم القيم الإنسانية من الحرية والعدل والديمقراطية لا يستحقه الشعب السوداني.
المؤسسات الامنية (جيش+شرطة +امن ..الخ ) لم يحدث بها تغيير وهم شركاء يمثلون النظام القديم
لذلك ثورتنا انتصرت فى الشارع فقط ولكن فى مؤسسات الحكم لم تسقط الانفاذ بل موجودة فى المؤسسات
الامنية . والعسكر ينتظرون الوقت المناسب لفض تلك الشراكة !!
عجبت لثورة كهذة تنتصر ويمارس عليها شروط المهزوم ؟؟
هل من مستمع استاذ حيدر ؟؟ ام هم في غيهم يعمهون.
وا أسفاي علي ثورتنا المجيده .
وا أسفاي علي شباب الثوره الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة ومهجهم الغاليه من اجل غد مشرق.
وا أسفاي علي امهات واخوات الشهداء الذين ما زالوا يذرفون الدمع السخين علي فقدهم الجلل.
وا أسفاي علي امهات المفقودين الذين يتيهون في الارض بحثا عن ابنائهم وبناتهم ولا يجدون التعاون و الاجابه ممن نصبوا انفسهم ولاة امورنا.
وا أسفاي علي حراس المتاريس وجمهورية النفق والامهات والاباء الذين فتحوا بيوتهم للثوار غير ابهين بالموت والضرب والاعتقال عندما كانت تطاردهم قوي الكيزان القمعيه تطلق البمبان والرصاص داخل بيوتهم، لله درك يا عم معاويه.
نسي او تناسوا عن عمد من تولوا زمام امورنا كل التضحيات التي قدمها شباب وكنداكات الثوره وتقاسموا كعكة السلطة فيما بينهم من مجموعات الهبوط الناعم والمصالحه التاريخيه وتصفير العداد. واحزاب ليس لها وجود في ارض الواقع. ولكن هذا الشعب لن يترك الحبل علي القارب سيقتلع هولاء كما فعل مع رصفائهم من الكيزان وسفلة الانقاذ ولن ينفذ من العقاب كل من خان الثوره وتلاعب بمقدراتها سيقفون امام محاكم العداله في صف واحد مع الكيزان بأذنه تعالي السميع العليم..