
في هدر موارد البلاد
بعض نماذج
مركز النيل للأبحاث و التقنية
وقصر الشباب للأطفال
وفقاً لموقع المركز علي شبكة الانترنيت، فقد أُنشئ في عام 2007م كأول مركز من نوعه في السودان ! وهي معلومة غير صحيحة إذ أُنشئ مركز لأبحاث الكمبيوتر في أوائل السبعينيات من القرن الماضي يتبع للمركز القومي للبحوث و كان يُديره د. أبو بكر مصطفي الذي أسس مركزاً خاصاً أسماه كمبيوترمان ، ثم طوره لاحقاً الي كلية كمبيوترمان و من بعد إلي جامعة المستقبل.
من أهداف مركز النيل : تطوير الحلول لمؤسسات الدولة و معالجة مشاكل مقاطعة السودان في عام 2012 ! وهو أمر عُجاب ! ليس هذا بهدف !
من الأهداف المذكورةأمن الشبكات ،الاتصالات ، الالكترونيات و وضع برامج للمؤسسات و من الانجازات إنشاء نطام للملفات أسموه Nile Dox و لا أدري مكامن قوته مقابل البرامج الموجودة – مثل برنامج مايكروسوفت ؟
أيضاً يسعون للشراكة مع غيرهم و لديهم دعوة مفتوحة دون تحديد لمجالات الشراكة المطلوبة أو أولوياتهم في تلك الشراكة؟
هذه بعض ملاحظات من خلال المعلومات التي وضعها المركز كما ذكرتً. وهو أمر لا بأس به و لكن ما يهمني هنا هو إهدار الموارد في مركز يبعد عن مركز الخرطوم بحوالي 25 كيلومتراً و مع زحمة حركة المرور يهدر العاملون في ذلك المركز حوالي 2 إلي 3 ساعات يومياً ! فهل يستحق ذلك العناء ؟ خاصة و المركز المذكور لا يعمل في أسرار خطيرة أو في مجال خطير مثل الطاقة الذرية ! لماذا إذن ذلك الموقع البعيد؟ و هنا تكمن مفارقة أُخري ! إذ المبني يتبع لأكاديمية حكومية قد تتبع لجهاز نافذ و توفرت له الأموال ليشيد قلاعاً أكبر من إحتياجاته و هنا يأتي خطل الراي و العي ! ثم يفكر ذ1لك العبقري في تسليفه لمركز النيل حتي يحتاج إليه ! و يا له من تخطيط الاستراتيجي ؟ و هدر لموارد البلاد !
و من المدهش للمركز رؤية كما له رسالة ! لم أنظر فيها لأري جوانبها المشرقة. أترك ذلك لآخرين.
ولكن دعونا ننظر لموقع المركز في تلك الضاحية البعيدة بالقرب من سوبا و ما يُصرف علي ترحيل الباحثين و ما يضيعونه من زمن لا يقل عن ساعتين في اليوم و لكم أن تحسبوا حجم الهدر ؟ و عليكم أن تحسبوا المبالغ التي تصرف في ترحيل هؤلاء العمال المساكين و ما يتعرضون له من مخاطر ! في طريق الخرطوم – مدني و المخاطر المتملة لهذا الموقع بعيداُ عن مركز المدينة ! فقد تحسبه إسرائيل من مراكز الطاقة الذرية أو الأبحاث الخطيرة و تأتيهم نهاراً أو ليلاً و ترمي عليهم من قنابلها الكبيرة. مثلما فعلت في مجمع اليرموك و في غير ذلك من مواقع. و ليست ضربة مصنع الشفاء ببعيدة !
يمكن لهذا المركز و بما ذكر من أهداف أن ينجزها و بشكل أفضل في مبانِ عديدة بمدن العاصمة. مبني بالخرطوم و آخر ببحري و ثالث بأم درمان.
لا تعوز القائمين عليه الحيلة في الحصول علي تلك المواقع بالشراء بعد بيع مقرهم الحالي أو إستبدال مبناهم الحالي بمني يماثله و لا يزعمن زاعم بأن المبني لا يملكونه ! إذ المال كله عام و يمكن التصرف فيه للمصلحة العامة.
أضيف إلي أهدافهم إنشاء حاضنة للحاسوب تستوعب عدداً من الشباب في بيئة جميلة مع تقديم الدعم الفني و اللوجستي إلي حين وقوفهم علي أقدامهم . و يزيد خيرهم لو سعوا لتمويل مشاريعهم الواعدة. و لينظروا في دعوتي هذه كشراكة.
علي ضفة النيل الغربية بالقرب من مقرن النيلين تُهدر الموارد بشكل صارخ لا يقل عما يفعله مركز النيل . فهنا يتم تدريبالشباب علي مهن بيطة مثل التبريد و التصوير لفوتوغرافي. إضافة لأنشطة أخريمثل المسرح وقاعة للسينما. مثل هذا المبني يمكن تحوله لغرض آخر أفضل و أكثر جدوي و هو إنشاء كلية للانتاج الاعلامي – لتعمل في الانتاج السينمائي و التلفزيوني و في الاذاعة و الانتاج الصحفي.مع توزيع أنشطته الحالية لتخدم أطراف العاصمة –مثل أمبدة و الدروشاب و الأزهري- لتدريب الشباب في مناطقهم و تمليكهم المهارات الضرورية للعمل.
أو تخصيص المبني لمركز النيل لأبحاث الكمبيوتر مع الكلية المقترحة. المبني كبير و يمكنه أن يستوعب هذه الأنشطة.
من البدائل الممكنة أن يرجع لموقعه السابق ببرج الاتصالات وهوبني يتبع للدولة.
وعودة إلي مناطق للهدر البين مع إمكانية توفير البدائل. و للصحفيين أن يحققوا و يتقصوا عن المؤسسات التي تمارس الهدر و إضاعة موارد البلاد.
علينا إعادة النظر في المال العام و تسخيره لخدمة البلاد و الناس بشكل إقتصادي و مستدام.
وعلينا أيضاً أن ننظر لجائحة الكورونا و ما أحدثت من أزمة إقتصادية و مالية و ما أدخلت من مفاهبم جددة للعمل من المنازل و البيوت – يمكن لهؤلاء الشباب أن يمارسوا عملهم في كل الأهداف الموضوعة من منازلهم و بشكل أفضل. و لو تحلي القائمون علي مركز النيل بالمعرفة لأدركوا تداعي الرؤيين منذ أمد بعيد بامكانية ممارسة كثير من الأعمال في البيوت، وفقاً للزوجين توفلر.Toffler في كتابهم الموسوم ” صدمة المستقبل” Future Shock.
إسماعيل آدم محمد زين
[email protected]