
تتعرض الحكومة الانتقالية لأصعب امتحان منذ أن تولت الحكم منذ ما يقرب من العام .
تحديات كثيرة ، ومخاطر حقيقية ، ليست من نسج الخال ولا رجما بالغيب ، هذه المخاطر لها مصدر واحد ، وهو بالتحديد المؤتمر الوطني ومن خلفه التنظيم الداعم من كيزان السوء.
الأخبار تنبئ عن تحرك كيزاني للانقلاب على السلطة ، ولجنة التمكين غير ما أخبرتنا به من قرارات مهمة ، نبهت الغافل لشيء أهم من قراراتها ، وهو عمق التمكين الذي يهدد بقاء الدولة وكيانها .
والشيء المحزن أن هذه الحقيقة ليست بخافية على أحد ، وقد بح صوتنا ونحن نحذر وندق ناقوس الخطر ، وكأننا نؤذن في مالطة.
كم كتبنا وحذرنا هذه الحكومة من أن التعامل الناعم مع هؤلاء الفاسدين لن يزيدهم إلا سوءا وسيزداد تعنتهم وتآمرهم على الثورة ولن يستريح لهم بال إلا إذا وصلوا للسلطة مرة أخرى . وليس مهما كيف سيصلون .
لا يهمهم إن ضاعت البلد أو تفتت أو نعق فيها البوم ، المهم هم لا أحد سواهم .
وقلنا عقيدة الكيزان الفاسدة كما صورها لهم شيوخهم الضالون أنهم هم أصفياء الله وفئته المختارة ، التي فوضها العلى القدير لتحكم قوما كافرين ، فكل من ليس منهم كافر لا حقوق له ، إلا الخضوع لهم ،وأن من خالفهم مصيره الموت ،ولهم الحق في مصادرة ماله واغتصاب نسائه وسجنه وتعذيبه وقتله .
هذا ليس رأيا أقوله يحتمل الصواب والخطأ ، ولكنه كلام مكتوب وموثق حتى في بحوثهم الأكاديمية وفي خطبهم وفي إصداراتهم المنشورة حول مفهوم التمكين وإقامة الدولة الإسلامية بمفهومهم ، والأمن في الإسلام كما يعرفونه هم ، وفي كل محاضرات هؤلاء الشيوخ التي كانوا يغسلون بها أدمغة منتسبي الأمن والشرطة ومن لف لفهم .
ويصدق كلامهم أفعالهم ، وهل نحن في حاجة لأن نذكر بما فعلوه بالمعتقلين أم نحن في حاجة لنعيد ونكرر حكايات القتل الجماعي في دارفور ، وفي جنوب النيل الأزرق وكردفان . وأخيرا وليس آخرا قنص المتظاهرين من فوق البنايات العالية وما حدث في فض الاعتصام لا يحتاج لدليل على فاعله .
في سبيل ما يؤمنون به كل شيء مباح من كذب وخداع وتآمر وخسة ونذالة وأكل للمال العام ، واستباحة لكل ما هو محرم لأنه عندهم حلال لا شك فيه ولو قتلوا ثلثي الأمة والثلث الباقي هم ولا أحد سواهم .
كل هذا ليس جديدا ، يعرفه القاصي والداني ، من هنا كان انتقادنا للحكومة أنها تحارب المدفع بالإبرة ، وتقاتل البندقية بعصا في أحسن الأحوال .
قلنا ولازلنا أن الناس في حاجة لتطهير حقيقي للبلد من آفة الكيزان التي تظل تنخر في جسد الأمة ما دامت لم تجد من يجتثها من جذورها .
وكأننا نحرث في البحر ، والسبب الذي نعرفه قوى الظلام التي تقف حجر عثرة أمام هذا التطهير ، كلنا يعرف هذا كما يعرفه رئيس الوزراء الموقر ويعرفه كل ثوري له عقل ويميز ، ولكن .
هنا المفارقة ففي حين أن خلف هذه الثورة قوة هائلة من شباب هذا البلد
الطيب ، وهي على اتم استعداد لدعم الحكومة في كل قرار تتخذه ، نجد التردد والخوف من حجم هذه القوة الظلامية ، وما يمكن أن تكون لها من ردة فعل تعصف بالبلاد والعباد .
هذا هو مربط الفرس وسبب ضعف الوزراء وعدم قدرتهم على حسم الأمور .لا نحن ولا أحد آخر يستهين بهؤلاء الذين لا أخلاق لهم ولا أحد يعتقد بأن من السهولة ضربهم واجتثاثهم .
ولكنهم مع كل ما يشاع عنهم من القوة والبطش إلا أنهم ليسوا أندادا للشعب ولا للشباب الذي قارعهم وتصدى لهم وهزمهم شر هزيمة .
حالنا حال الجيش الذي انتصر في معركة ثم عجز عن تطهير أرض المعركة من فلول الجيش المهزوم .
ولو لم تسرع الحكومة وتستعيد الزخم الثوري وتحسم الأمور لن يستقيم للبلد أمر ولن يتوقف التآمر وسيظل هؤلاء السفهاء في اللعب بمقدرات البلاد ، ولن يتمكن وزير ولا مسؤول من عمل أي إصلاح ، فكيف يمتلئ الإناء المثقوب ؟
أكبر مهددات الثورة لازال قائما وسيظل مادام هناك كوز فاسد في موقع السلطة مهما صغرت .
لاتزال أكثر سفاراتنا بكامل طواقمها الكيزانية لا عمل لهم إلا كيفية التآمر لعودتهم للحكم ، ولا تزال شركاتهم تعمل لتجفيف البلاد من العملة الصعبة ، ولاتزال وزارة التجارة مشلولة ولاتزال وزارة المالية تحت حصارهم تاما .
أما وزارة صديقي فيصل فحدث ولا حرج ، لازال إعلامهم بكامل هيئته يبث سمومه ويحرض علنا على الانقلاب على الثورة ، و لايزال المخطرفون يطلون علينا بوجوههم القميئة من خلال صحفهم الحقيرة من أمثال الموهوم صاحب الغزالة والمغرور العنصري صاحب الثور الأسود .
لاتزال قوى الأمن الإقتصادي من منتسبيهم تعمل عكس ما هو مطلوب منها ، فتسهل تهريب الدقيق والجازولين وتعمل بكل طاقتها في مساعدة إخوانهم في تجفيف البلاد من العملة الصعبة .
كل هذه البؤر لازالت نشطة بما لا شك فيه .ولكن ، هل الحكومة عاجزة لهذه الدرجة ؟ هل هي غير قادرة على التصدي لهؤلاء ؟
هذا ما حدى بنا لنقد الحكومة وقلنا من قبل حادثة رئيس الوزراء وبعدها ، على الحكومة أن تفيق وعليها أن تعي أنه لا إصلاح مع الكيزان ولا مهادنة في حربهم وهي معركة بقاء ، أما أن نعيش كما ينبغي أو أن نستسلم للذل والمهانة بقية أعمارنا .
أهم ما هو مطلوب الآن وبإلحاح كبير أن تصارح الحكومة الناس بشفافية ، لتبين لهم من يقف عقبة في طريق الإصلاح ، وتبين لهم أن هؤلاء هم سبب عرقلة عملها ، مهما كانت مواقعهم وسيعرف الشباب كيف يتعامل معهم .
أما أن يظل الحال كما هو ونظل كل يوم نكتشف تآمرا وخيانة ومصيبة جديدة ، فلن نصل إلا لطريق مسدود .
والسباب هذه القوة الخارقة تنتظر الإشارة من الحكومة لتفعل ما لا يمكن فعله ، فلا تستهينوا بهم فهم صناع الثورة وهم القادرون على حمايتها وضرب أعدائها . فقط على الحكومة أن تضع ثقتها فيهم وأن تملكهم الحقائق بكل شفافية ووضوح .
د. زاهد زيد
[email protected]
لا فض فوك ونحن نشهد لك بتنبيهك الدائم من خطر الكيزان ولكن قد اسمعت اذ ناديت حيا
عليك الله فشل حكومة حمدوك لا تنسبوه للكيزان…
حكومة فاشلة
وجريدة الراكوبة جريدة مسيسة ولو ما مسيسة انشروا تعليقي
يكفي دليلاً على فشل حكومة قحت هو تولي أصحاب الراكوبة دور المنافح عنها بحجب ونشر الآراءحسب تقييمهم هم لفرط غبائهم إذ لم يدركوا أن حرية الرأي تؤدي حتماً إلى إظهار الحق والحقيقة وعلى محرري الراكوبة وأصحابها فقط أن يوفروا حرية الرأي فهي كفيلة بإحقاق الحق وإبطال الباطل! نحن لا نكتب أو نعلق أو نتصفح الراكوبة لأن خط تحريرها هو فقط مناصرة أو معاداة جهة سياسية معينة، فهذا لا يحوز لها كوسيط إعلامي محايد وإذا فقدت الحياد فقدت قيمتها فالكل هنا يكتب ويعلق وينتظر من الآخر الرأي الآخر للوصول للحق في الآخِر!
لن اعلق دفاعا عن صحيفة الراكوبة فهم قد ردوا عمليا بنشر التعليقات المنتقدة لهم ولعله تنبيه لنا جميعا ان نتحمل الرأي الآخر مهما اختلف معنا والنقد من أجل الإصلاح واجب وبدونه لا تكتمل العملية الإصلاحية .
وليس كل من ينتقد الحكومة يريد بها شرا . والمثل عندنا اسمع كلام الببكيك ولا تسمع كلام البضحكك