أخبار السودان

كارنيغي: كيف يتلاعب فيروس كورونا بالأوضاع في الشرق الأوسط

رصد باحثون في تقرير لمؤسسة كارنيغي تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على الخريطة السياسية للشرق الأوسط في ظل تواصل الجائحة العالمية.

بموازاة المنحنى التصاعدي الذي تسجّله الإصابات بفيروس كورونا المستجد، يتعين الانتباه إلى المنحنى التنازلي الذي تسجّله أسعار النفط، التي تدنّت إلى مستويات غير مسبوقة.

يؤكد الباحث في برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، جوزيف باحوط، أن هذه المعدلات تقترب كثيرًا من التي سجّلها النفط عام 1973، قد يؤدّي ذلك إلى تداعيات إقليمية مدمّرة.

قد تؤجل السلطات السعودية رؤية 2030، وهي الخطة الرامية إلى إنهاء اعتماد المملكة على النفط؛ ففي غضون ستة أشهر ستسجّل الرياض عجزاً هائلاً في الموازنة، ما سيُحطّم أحلام ولي العهد محمد بن سلمان، وتتبع ذلك جملة من التعديلات والإصلاحات.

سيلجأ ولي العهد -على الأرجح- إلى إجراءات أكثر سلطوية للحفاظ على نفوذه، لكن عدم قدرته على توزيع العائدات الناتجة من الريع النفطي لاحتواء السخط؛ سيسفر عنه تزايد خطر حدوث اضطرابات.

سيترك انهيار الأسواق النفطية بصماته بعمق على الاقتصاد السياسي في الشرق الأوسط، ونظرًا إلى إغلاق أسواق العمل في الخليج، سيسفر صرف ملايين العمّال الآتين من مصر والسودان ودول المشرق عن مشاكل اجتماعية في هذه البلدان، التي تواجه أساسًا تحديات ضخمة، وستصبح الأنظمة السلطوية أكثر تقاربًا من بعضها البعض، ساعيةً إلى تضييق شقة خلافاتها.

أحدث مثال على ذلك، تقارب الإمارات من نظام بشار الأسد، وفيما تواجه الولايات المتحدة شبح الركود الذي لا مفر منه، وتعاني روسيا من الإفقار بسبب اعتمادها على النفط، وتتّجه الصين على الأرجح نحو شراء المزيد من النفط الرخيص من إيران، ستصبح القوى العالمية أقل قدرةً على تحكيم أو فرض ديناميكيات محددة في الشرق الأوسط، ما يمنح القوى الإقليمية المتوسطة هامشًا أوسع للتصرّف كما يحلو لها.

الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..