مقالات وآراء

حمى الشراء … وحمى الكورونا

حمى الشراء أو هلع الشراء أو تخزين المشتريات بدافع الخوف من حدوث كارثة ماء أو بعد حدوثها . ويحدث هذا الهلع لتلافي نقصا محتملا فيها أو للشعور بالأمان . ويؤدي هذا إلى نقص في السلع بغض النظر عما إذا كان هذا النقص حقيقيا أو متوقعا فهو يرتكز على التنبؤ الذي يؤمن الشخص بحدوثه .

هنالك حوادث تاريخية سابقة تجسد هذه الظاهرة ومنها على سبيل المثال حادثة تفشي وباء سارس في عام (2003م ) وقد حدثت نوبات هلع شراء لمختلف المنتجات مثل ( الخل – الأرز- المضادات الحيوية – الكمامات ) , ومن الأمثلة كذلك أزمة صواريخ كوبا في الولايات المتحدة الامريكية عام , التي أدت إلى حمى شراء الاطعمة المعلبة .

ويعتبر ما يحدث حاليا بسبب فيروس كورونا هو امتداد لهذا الهلع وحمى شراء السلع مثل (الكمامات والأطعمة ومعقم الأيدي والكحول ), وفي محاولة للبحث والتقصي لمعرفة الاسباب التي تؤدي لهذه الظاهرة يقول ( ستيفن تايلور )مؤلف كتاب ( علم نفس الأوبئة ) أن الذعر يولد الذعر , عندما يرى البعض ذعر من حولهم ونفاذ الاسواق من جميع البضائع سيؤثر عليهم ولو كانوا هادئين . ومن مسببات هذه الظاهرة مواقع التواصل الإجتماعي و دورها في نشر الرعب من فيروس كرونا وهذا الرعب يولد الذعر لدى المستهلكين مما يزيد من حمى الشراء . وللغموض الذي يكتنف أثار تفشي إنتشار فيروس كرونا دوراُ أيضاُ لكونه يدفع الناس للإفراض في الشراء . كما يعتبر الخوف من ضياع الفرص من اهم اسباب حمى الشراء وتخبرنا نظرية ( الندرة ) ( The scarcity effect ) إننا إذا اعتقدنا وجود ماهو نادر أمامنا فإن عقلنا سيعطية تقديراً أعظم وحجماً أكبر من الواقع لذا نحرص على تملكه قبل نفاذه من السوق , وكذلك من مسببات التهافت على الشراء الخوف من اختلال سلاسل التوريد والإنتاج العالمية بسبب تفشي فيروس كرورنا في الصين التي تعد الحلقة الأقوى في سلسلة التوريد . وهنالك سبب آخر يراى بعض الخبراء أن التهافت على الشراء في أوقات الأزمات بسبب إنخفاض الثقة في قدرة الدولة على إدارة الأزمة .

ولحمى الشراء عواقب تقع على المستهلك وذلك يتمثل في مضاعفة أسعار السلع والمنتجات من قبل التجار , كما يؤدي إلى نقص السلع التي يمكن للأخرين أن يحتاجونها .

ولعلاج هذه الظاهرة ( حمى الشراء ) لابد من إتحاذ عدد من التدابير من جهات مختلفة ويمكن تفصيلها وفق التالي, على المستهلك عدم الهلع وتغيير النمط الإستهلاكي والتخزين العشوائي للمواد الغذائية والسلع الأخرى. وعلى المتاجر الكبرى تقنين كميات البضائع التي يمكن لكل مستهلك الحصول عليها بسبب الحمى التي اندلعت بين المذعورين من المستهلكين . كما يجب على السلطات ووزارة التجارة تحديد الاسعار وتشديد الراقبة على السلع الإستهلاكية وذلك لمحاربة جشع التجار .

حسين عيسى محمد عثمان
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..