مقالات وآراء

سقوط بعض الجنوبيين في حملة (القومة للسودان)

خطرفات ذاتية

سايمون دينق

خلال متابعتي لحملة التبرعات السودانية التي دشنها رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك تحت عنوان (القومة للسودان) في الأيام الفائتة، شد انتباهي أمرا ملفتا للنظر وسط زحمة الاحداث المتلاحقة، وصراحة لم يستغرب المرء الموقف العدائي الذي يتخذه (من إنتزع منهم الشعب عنوةً وإقتداراً السلطة المبادة في السودان )ضد حكومة رئيس الوزراء حمدوك، لأن تربص الاسلاميين وبعض قيادات (أحزاب الفكه) وفقهاء السلطان وغيرهم بحملة (القومة للسودان) كان متوقعا من البداية وبات واضحا للجميع من الوهلة الأولى، كما انه يسهل معه فهم دوافع العداء الشديد والحقد الدفين الذي ينصبه مخاليع الكيزان والاسلاميين إذا ما تم ربطه بذهاب كل الامتيازات و(نعم ومباهج السلطة وملذاتها) التي كانت يتمتعون بها وقد إنتهت بمجرد ذهاب السلطة عنهم، ولكن الذي لا يمكن فهمه بأي حال من الأحوال، بل مما يدعو للدهشة والحيرة هو معاداة بعض (الجنوبيين) لحملة (القومة للسودان) والتي قالوا فيها ما لم يقله مالك في الخمر وبالتالي هم أسوأ من نظرائهم الاسلاميين، (أن جاز التشبيه) وهذا ليس لشيء سوى أن جنوبيين آخرين قد سبقوا وأعلنوا عن مشاركتهم في حملة التبرع المذكورة.
لا أدري!! هل فكر هؤلاء المعارضين الإسفيرين لحملة التبرع السوداني ولو للحظة في الخطوة التي أقدموا عليها! أم المسأله برمتها لديهم مجرد (فلان يؤيد) إذاً انا أعارض؟.
حقا! ما أسوأ الجهل الذي يمتطي وسائل المعرفة ويسخرها لأجل بناء جهل أخر مركب؟ إن الحقيقة التي يجب أن تعرفها تلك الاصناف الغريبة من الجنوبيين هي أن عافية جنوب السودان واستقراره متلازمة بل مربوطة بذهاب أبدى للسلطة عن الإسلاميين اخوان الشيطان في السودان وأعوانهم.
وكل من يعارض الرئيس حمدوك في الفترة الحالية ويقف ضد سياساته إنما هو يمهد الطريق ليكون سالكا لعودة الإسلاميين لسدة الحكم مرة أخرى ولو حدث ذلك فتوقعوا انتم عودة أعراس الشهيد و(حور العين) التي لا تقام الا بعد جهاد في جنوب السودان، وتمتعوا أيضا بمشاهدة طيبة لبرامج (في ساحات الفداء) وسكران الجنة، ثم تستمتعون بروايات غزلان البراري التي توهب نفسها للمجاهدين الجوعى في احراش جنوب السودان والسحب التي تظل سماوات المجاهدين عند تحركاتهم، وروائح العطور الدمية التي تفوح من قبورهم..الخ.. من خزعبلات
هل فهمتم لماذا يدعم عقلاءكم حكومة حمدوك..!! هل فهمتم لماذا يشارك بعضكم في حملة (القومة للسودان)؟؟ المسألة لا علاقة لها بسواد عيون السودانيين يا هذا ويا ذاك، بل لها علاقة بسواد عيونكم انتم فقط.. ودعوني ازيدكم من الشعر بيتين.. انظروا ملفات القضايا العالقة أو الخلافية بين البلدين، ملف ابيي، رسم الحدود، تعرفة مرور النفط، قسمة الديون، دعم حركات المتمردة،… الخ.
هذه الملفات لا يمكن حسمها او يكتب لبعضها النجاح في ظل وجود حكومة جهادية تكفيرية إرهابية وهابية على سدة الحكم في السودان، والعقل السليم يعجز عن التكهن بما هو أسوأ من الكيزان في أي سيناريو حكم محتمل ولكل ما سبق ذكره فإن فرص الحلول السلمية كبيرة جدا بين البلدين مع أي حكومة مدنية أخرى غير حكومة الإسلاميين. ، فهل فهمتم لماذا هو ضروري دعم حكومة حمدوك؟.. ان شاءلله ما تفهموا.

ألقاكم.

‫8 تعليقات

  1. والله احييك ابني سايمون دينق على هذا المقال الوافي الذي يبرز الحقائق بالطريقة التي يجب ان تكون. اكيد لا يوجد مجتمع يتفق جميع افراده على راي واحد لكن ارادة الشعوب التائقة للحرية والتطور والاذدهار هي في الاخير صاحبة القرار. عذرا لقد فصلونا الاوغاد الجهلاء حتى في النصف الشمالي قسمونا الى قبائل حتى لا نعيش متوحدين وان نرزح في الفقر والجهل ظنا منهم بالمثل القائل جوع كلبك يتبعك ولكن بارادة شعبنا الابي وقوة وعزيمة شبابنا استطعنا ان نقلب على وجههم الطاولة

  2. وانت دخلك شنو؟ شوف القومة لي يوغندا او القومة لي كينيا وعلق عليها ..الانفصال تم التصويت له من الجنوبيين بنسبة 99%… انت بدكلك هنا سنو… الكيزان خير من الجنوبيين

    1. كوز انت
      والكوز اسوا من الجرذ والقمل والذباب. شكرآ اهلنا في جنوب السودان استقرار البلدين ضرورة قصوى

  3. لك التحايا الرفيق سايمون ..نحن مازلنا نحلم. بعودة السودان ..بلدا واحد هذا لا يتم وجود دولة تكفيرية مثل دولة الكيزان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..