
أعز الله أخي خالد المصري اينما كان فهو يمازحني بعبارة ما ينفك يرددها ( مصر أم الدنيا) ويأتيه ردي فورا و ( السودان أبوها) ثم يواصل مزاحه ويقول لي أنت يا شيخ تقرأ كتب التأريخ القديمة وحملة الدفتردار باشا وحملات الفراعنه لبلاد السودان لجلب الرقيق للجندية وذهب بني شنقول وريش النعام ثم الدولة العثمانية والاستعمار الانجليزي المصري وتعرج في التأريخ الحديث الي مخالب المخابرات المصريه في السودان من البعثة التعليمية الي الري المصري وبنك مصر والمعروضات المصرية ويقف تفكيرك في تلك المحطات.
لا نذهب بعيدا-عزيزي خالد- في علاقات مصر والسودان ولنقتطع أحدث الاجزاء بعد ثورة 1952م حين تولي الصاغ صلاح سالم قلم المخابرات وملف السودان وزيارته للسودان ورقصه شبه عار في جنوب السودان ثم لا يبرح ملف السودان دائرة المخابرات المصرية ويأتي يعده عبد الحكيم عامر وتتواصل علاقات مصرو السودان ملف أمني في مبني المخابرات المصرية ثم في عهد السادات وكانت المخابرات المصرية تستخدم ذات الاسلوب كلما أرادت التأثير علي القرار السوداني بشأن مصلحة أقتصادية وسياسية بين السودان ومصر فترسل المخابرات عيونها من بين البعثة التعليمية وخبراء الري المصري وبنك مصر وباعة المعروضات المصرية وحتي في أزمان لاحقة أتي رجال المخابرات المصرية في صورة باعة متجولين وتفضحهم الفنادق والشقق التي يستأجرونها للسكني حيث لم تكن تتناسب مع غلة ما يبيعونه من خردوات وأواني منزلية.
في عهد حسني مبارك نشطت المخابرات المصرية في ملف فصل جنوب السودان بنظرة قاصرة تطمح فيها للسيطرة علي القرار في جنوب السودان بعد الانفصال وكان للسيد / عمر سليمان مدير المخابرات المصرية يدا من بين الايادي العليا في الدفع باتجاه انفصال الجنوب وان كان هذا لا يعفي غباء الحركة الاسلامية وشيخها الفعلي في ذلك الوقت علي عثمان طه ومحدودية رؤاه وتخليه عن البترول والارض بفهم فطير للاسلام ومصالح العباد.
لايزال منهج التعامل مع الشأن السوداني في عهد السيسي يتزعمه أيضا اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية يزور السودان لاستغلال الحاكم في السودان كجندي يحمي مصالح مصر ضد الجارة اثيوبيا وينسي احتلال مصر لحلايب وشلاتين ويسعي رئيس المخابرات المصرية متأبطا وزير الري المصري لتحويل شعب السودان الي جنود هجانة فيلق يحمي حق مصر أم الدنيا في المياه النابعة من بحيرة تانا في الهضبة الاثيوبية لتبقي مصر هبة النيل وأم الدنيا.
السودان يظل أبو الدنيا حيث قامت علي ضفاف النيل أقدم الحضارات وبداية بناءالاهرامات كانت من أرض السودان ومنه تحركت الافيال والاسود الافريقية الي الجزيرة العربية قبل اغلاق التواصل البري بين الجزيرة العربية والسودان بانشاء قناة السويس ووصف عنترة للاسد جاء بفضل توافرحيوانات البراري الافريقية بفعل التواصل البري بين أرض السودان وجزيرة العرب فلم يكن يحد سير حيوانات الفلا من أقصي بلاد السودان الي عمق الجزيرة العربية مانع أو حاجز وكانت تسرح وتمرح لابعيقها مانع مائي كما تروح وتغدو بعض قوافل رحلة الشتاء والصيف من المغامرين من جهينة وبني البلوي.
عذرا صديقي خالد فالعلاقات المصرية السودانية تسممت بفعل تواصل النظرة الامنية للسودان واطلاق يد المخابرات وصوتها بالشتم والسباب وتحريك فلول عصابات الاخوان المسلمين فرع المخابرات المصرية الذين ينشطون بين تلك الجماعات لخدمة أهداف المخابرات المصرية ولو بحمل جوازات أجنبية وصحوة العقل في القرن الحادي والعشرين تتطلب الجلوس بين العقلاء من جانب وزارتي الخارجية المصرية والسودانية وقلم المخابرات المصري وفتح الملفات من ترسيم الحدود واعادة حلايب وشلاتين الي سد النهضة وبناء علاقات دولية تقوم علي الاحترام المتبادل بين دولتين لهما مصالح مشتركة بينهما وما أزال أخي خالد أحمل لكم ولأسرتكم الود والاحترام وأرد علي مقالكم بعبارتي الشهيرة ( مصر أم الدنيا والسودان أبوها).
وتقبلوا أطيب تحياتي
مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد
شكرا للمقال والتوضيح
ولكن للاسف المخابرات المصرية أو المصريون لا يفهمون معني تفاوض.
إذا هم يريدون خراب دول أخري عشان مصلحة دولتهم فذلك يعني أنك تريد اعلان حرب لا نهاية لها والخاسر مصر لان السودان وإثيوبيا حتي الان ليس لهم شئ أن يخسرهوا. والبيتو من زجاج ما …… تموا باقي المثل يا مخابرات يا مصرية ورقكم بقي مكشوف حتي للطير.
المقال رائع ومهم في الوقت الذي أستبدل فيه الأقلام السودانية إلى أقلام تابعة