مقالات سياسية

ماهي الجهات التى تقف ضد إرادة التغيير في السودان؟

جعفر عبد المطلب

اولا : الجناح العسكري في السلطة الذي يمثله البرهان ورهطه من كبار الضباط في القوات المسلحة الذين يديرون إمبراطورية مالية وإقتصادية ضخمة ، قوامها مصانع وشركات متعددة ،بشكل مواز للاقتصاد الوطني.
فضلا عن المزايا والمخصصات والهبات والاكراميات ، حسب الرتب ،التى لاتحصى ولا تعد التى كان يغدق بها المخلوع عليهم ولم تزل ” مبهولة ” عليهم ويصعب جدا الفطام من هذا النوع من الرضاع !

ثانيا : اللجنة الامنية التى تمثل دولة التمكين ومليشياتها واجهزتها الامنية والشرطية وكتائب الظل بانواعها التى ماتزال تعمل من داخل وزارة الداخلية التابعة لها ولا تتبع لرئيس الوزراء ! .طالما ظل الوضع علي هذا الحال ستستمر إجتماعات الفلول ( داخل كوبر ) وخارجه في ( شرق النيل ) ولن تتوقف مسيرات الزواحف ،في تحد سافر لقانون تفكيك نظام الإنقاذ وملاحقة فلوله .بينما كبار الفلول مازالوا يخاطبون الناس في لقاءات جماهيرية وكتابات صحافية وتسجيلات صوتية ! ( دكتور غندور والطيب مصطفي ) نموذجا .

ثالثا : حميدتي بتطلعاته واحلامه الجامحة ومن خلفه حلفاؤه في الخارج .رغم انه ما إنفك يحاول بين الحين والآخر ان يلعب دور الواقف مع صف الثوار وضد الكيزان ! عن طريق الرشى التى يقدمها للفقراء وابناء السبيل اثناء الأزمات، من فضل الظهر وبعض المواد الغذائية من موارد دولته الخاصة التى هي الاخري ترضع من الدولة الام التى يبس ضرعها وجف من كثرة الرضاعة الحرام ! وهو موقف يتسق مع حلفاءه الذين يستهدفون الحركة الإسلامية ،ولكن ليس من اجل سواد الشعب السوداني ، بل من اجل إقامة نموذح النظام الذي يرتدي ثوبا ديمقراطيا هشا وفضفاضا ، تكون فيه الدولة المدنية مجرد ديكورا ، ولكن تحت هذا الثوب المدني تكمن البزة العسكرية بكل قمعها وإستبدادها وبطشها ( نموذج السيسى ) .
هذا ما تؤكده إرهاصات التحالفات بينه وبين بعض الاحزاب والإدارات الاهلية والطرق الصوفية ،بما نراه في لهاثه الحثيث في الامساك بملف السلام وجولاته المكوكية شرقا وجنوبا وغربا ، إستعدادا للإنتخابات القادمة!

للاسف هذه هي القوي التى تعرقل مشروع التغيير الثوري في السودان، وتعمل جاهدة علي إفشال حكومة حمدوك وان تظل تراوح مكانها .
رغم بيانات ” تطييب الخواطر ” التى تصدر بين الحين والآخر لتقول للناس ان العلاقة بين المكونين العسكري والمدني ” سمن علي عسل”
هذا هو الواقع الذي افرزه توازن القوي لحظة إبرام الإتفاق مع العسكر . وهل كان لدي الثوار خيارا غيره ؟ او المضى بالثورة حتي نهاياتها، ولكن كم كان سيبلغ عدد الشهداء ياتري ! إذا كنا قد عرفنا ان العسكر الذين اوكل لهم حساب الخسائر البشرية من الضحايا في حالة تم تنفيذ قرار المخلوع عندما خرج غاضبا في اواخر الليل واصدر امره قائلا “عندما آتي غدا صباحا لا اجد احدا قدام القيادة العامة ” ثم مضي الي بيته موتورا ومفزوعا . قال الخبراء للإجتماع المكلف بمعالجة ازمة السلطة وتهديدات الرئيس ان عدد الضحايا سيبلغ 1600قتيلا ! فكم كان سيكون عدد الضحايا من ابناء الشعب السوداني لو انتقل الصراع بين الثوار والنظام الي باقي المدن السودانية ؟

صحيح ان الثورة أكبر من الحكومة
ومن المجلس العسكري
ومن اللجنة الامنية
ومن قوي إعلان الحرية والتغيير ومن غيرها .

والصحيح انها ايضا محروسة بإرادة شعبها من الجيل الراكب راسه من الشباب / والكنداكات. والشوارع التى لا تخون
ولكنها للاسف لا تملك الاذرع العسكرية التى تحمي بها ظهرها ولا الأنياب الامنية الحادة التى كان يمكن ان تنشبها في وجه اعداءها .
كل ما كانت تامل فيه ان تكون الحركات المسلحة نصيرا وظهيرا عسكريا لها ،ولكن للاسف إنكفأت هذه الحركات المسلحة علي نفسها بحثا عن مصالح ضيقة تارة في المحاصصة و تارة في المواقع القيادية في السلطة ! ولم ترتفع الي مستوي الوطن ولا الي مستوي ثورة ديسمبر العظيمة !

جعفر عبد المطلب

‫2 تعليقات

  1. الدكتور جعفر

    لا فض فوك……..مثل هذه المقالات و الاراء ما يحتاجه الشباب اليوم لا بد من التسلح بالوعي ولا غير الوعي….البرهان في نظري رجل لا يعول عليه ….. و لا يأتي منه خير لهذا البلد فقد خان ولي نعمته البشير فلا استغراب ان يخون أبناء وطنه فقد قام بقتل الشباب في الشهر الحرام في ليلة القدر امام القيادة العامة و الامة السودانية تتهيأ للاحتفال بعيد الاضحى المبارك وفعلها في دارفور و سيفعلها مستقبلا…عندما رأيته يحيي السيسي تحية عسكرية وهو في بزته العسكرية و السيسي باللباس المدني تأكدت ما بتطلعنا قوزا اخضر و ما يجي منه خير للسودان.

  2. لا خير في البرهان وكباشي وحميدتي وعطا وكل العساكر الخونة لتراب الوطن
    الثورة محروسة ولا خوف عليها باذن الله تعالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..