عودة ديجانقو

الحل في البل
قلنا إن العام الأول لعودة “ديجانقو” لجهاز أمن ومخابرات المخلوع قد تفرق دمه بين الانتقام من زملاء المهنة، و الانتقام بين زملاء “البزنس” من القطط السمان، وختمه بمواجهة الثوار الذين ملأوا الشوارع في مختلف مدن السودان.
و إن كان في الأولى قد اكتفى بحبس اللواء “عبدالغفار” كحد أعلى، وتوقف في الثانية عند محطة مقتل نزيل الزنزانة رقم 15 بالطابق الثاني بـ”ثلاجات” موقف شندي المرحوم “عكاشة”، ورفقه ولينه في هذين الملفين كان مبعثه وساطة سيده البشير (بالراحة شوية علي أخوانك ديل)- إلا أن ابن الحركة الإسلامية البار؛ لم تأخذه في الشر لومة لائم، وهو يقمع بلا هوادة ثورة الشعب الظافرة التي أطارت النوم من عيني سيده.
فجاس أزلامه خلال الديار بوجوه منقبة، وعربات بلا لوحات، ينثرون الموت بلا رحمة، يضربون النساء في خدورهن، ويفقأون أعين الصبايا السمراوات، ويسممون حياة جميع الشعب، حتى كرههم كثير من عتاة مؤيديهم، ولم تمنع قيود الضبط والربط العسكري بعض الشرفاء من ضباط قوات “الشعب” المسلحة من الجهر بإنكارهم لهذا المنكر، فضجت الأسافير بخطابات الرازي ورفاقه الأبطال، و أخبار توقيف المنسي والكودة وغيرهم.
و من الطريف هنا ذكر تصدي جهاز أمن قوش للضابط المقدم بحري/ ع. أ الذي أنكر في تغريدة على “فيسبوك” تصرفات “الأجهزة الأمنية”- حسب تعبيره، وذلك بعد أن شهد بنفسه بطشهم بالأبرياء في حي بري، وداخل مستشفى رويال كير، فخاطب مكتب الفريق قوش مكتب وزير دفاع المخلوع ونائبه الأول – حينها – يشكو له أن الضابط المذكور قد (وصف أعمال جهاز الأمن بالإجرامية والمنكرة وضمن رسالته بعبارة تسقط بس)، وجاء في شكواه أيضا (وقد أثنت مجموعة من أصدقائه على المنشور؛ ووصفته بالوقوف مع ثورة الأحرار)، وإثر هذه الشكوى تم توقيف الضابط النبيل لعدة أسابيع ثم إحالته للتقاعد بلا محاكمة؛ هو وعدد من رفاقه الشرفاء.
و إثر ذات أحداث حي بري الشهيرة؛ التي شهدت واحدة من أفظع مجازر جهاز البطش؛ انبرى الفريق الهارب في تنوير لأطباء الحزب المنحل؛ يتوعد بإعدام فتاة يزعم أنها أخرجت بندقية “خرطوش” من حقيبتها واغتالت بها الطبيب الشهيد “بابكر”، وها هي النيابة قبل أيام توجه الاتهام لأحد ضباط أمن قوش، وفي ذات التنوير توعد الفريق المخلوع بمواصلة قمع الثورة حتى لو استمرت لعدة أشهر.
استمر جهاز أمن البشير بقيادة قوش يذيق الناس ويلات الرصاص والبمبان في الشوارع والبيوت، داخل دور العبادة، وفي قلب المشافي، وظلت ظهيرة الخميس من كل أسبوع موعدا مع الموت والدماء، وجنرال الغفلة في متاهته الأخيرة يجتهد في استثمار الأزمة لحصد نقاط تقربه زلفى من سيده البشير بفصله عن بقية سدنة عرشه؛ من قبيلة الحزب الحاكم آنذاك، فأشار عليه بالتخلي عن رئاسة الحزب المنهار، و ابتدار خدعة جديدة تطيل أمد عذابات الشعب الصابر، وخرج لقادة الإعلام يبشرهم بأنه قد أفلح في توجيه دفة البشير، ولكن أخاب سيده المخلوع ظنه و أفشل تخطيطه.
و استمر قوش في قمع الحراك المتصاعد، واستمر الشعب في يقينه أن الحل فقط .. في البل.
… و نواصل
أسعد التاي – المواكب