أخبار السودان

تونسيون يرفضون دفن ضحايا «كورونا» في مقابرهم

تونس: المنجي السعيداني

نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي، أطلق طالب صيني يدرس في الجامعة التونسية نداء استغاثة وجهه إلى التونسيين إثر معاناته من «تنمر» عدد من المارة أطلقوا عليه اسم «كورونا» في إشارة لانتشار الوباء في الصين، وأنه قد يحمله إلى التونسيين، بل إن البعض الآخر اعتدوا عليه ورموه بالحجارة. ولم يدر بخلد معظم الناس أن الوباء سينتشر بكل تلك السرعة ليصيب الملايين ويقضي على الآلاف من البشر، ومن بينهم تونسيون.

وإثر انتشار فيروس كورونا المستجد في تونس، انتقل التنمر إلى المستوى المحلي، وظهرت خلال الفترة الماضية مظاهر إقصاء لا تخطئها العين، فقد منع السكان في منطقتي بنزرت وباجة السلطات البلدية دفن جثماني مصابين بالوباء في مقاربهم ظنا منهم أن الفيروس قد يبقى على جنبات القبر ويهاجم الأصحاء منهم. وبلغت المواجهات مستوى قياسياً من الحدة إلى درجة استعمال الغاز المسيل للدموع في مدينة بنزرت(60 كلم شمال العاصمة التونسية) لتفريق المحتجين، هذا على الرغم من تكفل السلطات الصحية والبلدية بمراحل العملية كافة من تعقيم وحفر للقبر وإيصال الجثمان إلى مثواه الأخير.

وقال جلال قريرة، رئيس بلدية مجاز الباب (ولاية باجة)، إن «التخوف من عملية الدفن غير مبرر بالمرة؛ لأنه تم اتخاذ جميع تدابير السلامة المعمول بها»، وتحت ضغط السكان تم نقل الجثمان إلى مقبرة بمنطقة السلوقية المجاورة.

ولعل حديث وسائل الإعلام المحلية عن مواصفات قبر المتوفين بالوباء، وتأكيدهم على ضرورة أن يكون القبر بعمق ثلاثة أمتار، وأن يقع تعقيم كل دوائره ووسائل نقل الجثمان، قد ساهمت بدورها في تنامي الخوف؛ وهو ما جعل السكان المحليين يسعون إلى التنمر وإعلان رفضهم لجثامين المصابين، متناسين أن الأمر قد يعود عليهم ذات يوم.
الشرق الأوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..