مقالات وآراء

أضحكتني يا وزير الإعلام

تأمُلات ـ كمال الهِدي

. تابعت مساء الأمس الجزء الأكبر من اللقاء الخاص مع وزير الإعلام فيصل محمد صالح بقناة سودانية ٢٤.

. وقد كان لقاءاً طيباً أظهر فيصل من خلاله وضوحاً وشفافية وصراحة وواقعية.

. لم يتهرب الوزير من الأسئلة الصعبة، بل واجهها بشجاعة أثلجت صدري، فهذا بالضبط ما هو مطلوب من وزير وناطق رسمي بإسم حكومة ثورة تشكلت بعد مخاض عسير.

. لا أنفي حقيقة أننا كثيراً ما تمنينا أن يظهر فيصل ما أبداه بالأمس منذ الأيام الأولى لتشكيل الحكومة.

. فلو أنه فعل ذلك مبكراً لربما ارتدع العديد من الجبناء والمنافقين الذين تعودوا على المداهنة والتلون.

. لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي.

. وقد أسعدنا فيصل بالكثير جداً من إجاباته الواضحة، ولم أختلف معه سوى في قوله أن من يختلفون معهم في بعض وسائل الإعلام يحاورونهم ولا يوقفونهم عن الكتابة أو الظهور.

. إختلفت مع هذا الرأي بسبب السؤال المُلح (تحاورون من يا فيصل)!!

. فأغلب الظن أن المقصود بالعبارة حينها كانوا فلول وأرزقية نظام المخلوع البغيض.

. ولو كان الحوار ينفع مع هذه الفئة لتحاور شبابنا الثائر مع كبيرهم في الإجرام، فقد كان تواقاً للحوار في أيامه الأخيرة.

. لكن الجميل في الأمر أن الوزير فيصل تحدث بوضوح أكثر ما أن تعمق محاوره البارع في الأسئلة.

. أقر فيصل بأن هذه الفئة من الإعلاميين لا يريدون سوى تخريب الفترة الإنتقالية بأي شكل.

. لكنه ذكر أن القوانين لا تسمح له بإصدار قرارات إدارية لإيقافهم.

. ولمثل هذا ظللنا نطالب بحسم هذه الفئة مبكراً وقبل أن ندخل في تعقيدات القوانين وخلافها.

. ورغماً عن هذا التأخير لا تزال الفرصة قائمة بعد أن تم حظر الحزب الذي يناصرونه، وهو ما أكد عليه فيصل خلال اللقاء.

. صحيح أنه أشار لوجود جهات أمنية يمكنها أن تحسم هؤلاء المتفلتين، لكن ذلك لا يمنع الوزارة ومجلس الصحافة والمطبوعات من إيقاف بعضهم ولو مؤقتاً، سيما عندما يتخطى الواحد منهم حدوده ويُحقر الحكومة ويسعى لتحريض الناس وإثارة البلبلة.

. صحيح أن الوزير أضحكني عندما قال عن الطيب مصطفى ( هذا جاهل وهو سعيد بجهله)، لكن ذلك لا يكفي يا فيصل.

. فجائحة كرونا التي ينكرها الطيب ويحرض الناس ضد قرار حكومتكم الخاص بها قضية أمن مجتمع لا تقبل التهاون.

. كما أن الجهلاء لا يُفترض أن يُسمح لهم بمخاطبة الناس عبر أعمدة الصحف وخلال عهد حكومة ثورة قامت بالوعي ولأجله.

. أما المجرم الآخر، أنس عمر الذي تابعنا جزءاً من حديثه خلال اللقاء، فما كان من المفترض أن يطل على الناس عبر قناة طيبة ليتفوه بمثل ما قاله في حق حكومتكم.

. هذا استفزاز للثوار وما لم يتم حسمه ستكون عواقبه وخيمة.

. بالقانون، بتدخل الجهات الأمنية، أم بقرارات إدارية لابد أن يُحسم هؤلاء (المقاطيع) على جناح السرعة.

. وطالما أنك أعلنت بوضوح أن صحفاً مثل الإنتباهة ظلت تتلقى أموالاً من الأجهزة الأمنية، فليس أقل من أن تُسرعوا إجراءات كشف الجهات المختلفة التي مولت الصحف خلال السنوات الماضية.

. ومعلوم لأبسط مواطن سوداني أن ٩٠٪ من ناشري عهد الكيزان ما كانوا يملكون قيمة عربة دفع رباعي مما إمتطاها بعضهم، دع عنك رأس مال صحيفة.

. وبما أنك قلت بصراحة أن الشراكة تواجه بعض المشاكل والصعوبات، يمكننا أن نشير لمن يقفون عقبة أمام المحاسبة السريعة للكثيرين، لكن وضع الإعلام لن يحتمل المزيد من الإنتظار.

. وها أنتم قد توافقتم على مصفوفة يفترض أن تعجل بحسم الكثير من الملفات.

‫2 تعليقات

  1. لك التحية ود الهدّي ،،، ما تطول الغيبة نحن في حوجة لقلمك وقلم شبونة وكل الشرفاء في هذا التوقيت.

  2. ما المضحك في كلام الوزير ؟؟؟ وهل ذابح الثور الأسود غير سعيد بجهله ؟؟؟؟ الضحك خفه……………العنوان غير موفق يا كتاب الراكوبه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..