مقالات سياسية

كورونا والرِمم..!

* بعد قرار حظر التجوال الذي أعلنته اللجنة العليا للطواري الصحية للقضاء على كورونا؛ وجدنا أكثر الفئات لطماً وهياجاً ضد القرار هم الكيزان وخرافهم..! ظهر بعض نشطائهم بثياب اللا مسؤولية المعتادة نكاية في (قحت) وصوروا الأمر على أنه قرار سياسي؛ أو سمِّه هروبي؛ لكي لا تواجه الحكومة الشارع الغاضب من غلاء المعيشة وانعدام الضروريات؛ ولذلك تتجه لحبس الناس في بيوتهم؛ لتمرر أجندتها بلا وجع دماغ.. الخ.. هكذا البعض يرى بعين رضاه.. ولأن الكوز أو المنتمي للمتأسلمين لا علاقة له بكل ما من شأنه خير البرية؛ فإنه يظل (جائحة) لوحده إذا لم يتم القضاء على خبثه وندالته.. فلو قدّر المولى وانتشرت (كورونا) نتيجة المخالطة والزحام سنجد ذات القطيع المنتقد لقرار الحظر منتفخاً في وسائل التواصل لاعناً الحكومة و(قحت) والشيوعية!! نفس النشطاء من الرِمم الإسلاموية المجردة من الإنسانية والكرامة سيهاجمون الحكومة التي لم تعلن الحظر إذا كان العكس صحيحاً..! 

* مع ذلك.. لبعض الشرفاء الحق إذا تخوفوا من مسألة الحظر بدون أن تتبعها معالجات لكثير من حاجات المناطق في الحضر والأرياف.. معالجات تكفي الشعب مشقة (الحوامة) وتبدو صعبة دون إرادة متحدة رسمياً وشعبياً. 

* قرار فرض حظر التجوال الشامل بولاية الخرطوم؛ في إطار مكافحة (كورونا) مؤكد ستكون له تداعيات تزيد من حالة الشلل الحياتي والمعاناة المستحكمة على الرقاب؛ وستمتد آثار الحظر لبقية الولايات سواء اتخذت نفس القرار أو لم تتخذ.. ومهما تكن نتيجة الحظر قاسية؛ فإنها لن تكون أقسى من المرض في خفة انتشاره وثقل عواقبه.. لسنا استثناء من العالم لكي لا ندفع الثمن.. لكن مع التدابير الرسمية التي ستحيل الوطن إلى سجن كبير لابد من عمل أكبر لجعل (الحبس) ممكناً بأقل خسائر؛ وبأقل مؤشر معاناة! خصوصاً وأننا في هذه الأيام لا ننعم بمُمكنات خلاف الشمس والهواء.. فالحكومة التي تعجز عن توفير الكهرباء والغاز والخبز كضروريات ضمن أشياء حيوية أخرى؛ لابد أن تعي بأن الحظر سيكون مكلفاً وربما كارثياً إذا لم تتبعه خطوات تبدأ بحسم المتلاعبين بالسلع (تخزيناً واستغلالاً للحاجة).. على الحكومة أن تكون مبادرة لعون الناس بهزيمة تقاعسها عن الواجب؛ فهي ترى كل مستقبح..! كان من أوجب واجباتها استعمال اليد الحديدية تجاه (الكيزان) الفاسدين والمعكرين للراهن من أزلام النظام البائد والمستغلين للوضع القائم وهم يتطلعون إلى دولة هشة تسودها الفوضى؛ ولا يهمهم انقراض الشعب بكورونا أو غيرها.. إذا لم تكن المبادرات من الحكومة في كل ما يجبر كسور الناس؛ فإن المجتمع ستغلب عليه الفرجة والحيرة والغبن ومن ثم سينفجر لا محالة..! مؤكد أن بذرة الخير في المجتمع السوداني لن تنقطع وسيتماسك حتى انجلاء المصيبة العظيمة؛ لكن على الوعي الرسمي أن يكون متقدماً ليقود المجتمع بمبادراته في اللحظة الحرجة جداً الماثلة الآن حتى تصبح ذكرى.. ولا أعني بهذه الرسالة أعداء الشعب من رِمم الكاكِي..!

عثمان شبونة
أعوذ بالله 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..