سيناريو الكارثة….. 1/2

لعل فى خاطر الكثيرين الكثير من الاحتملات لمسار الثورة الشعبية الان ومدى صدقية هذه السناريوهات تعتمد على كم المعلومات الموضوعية للمشهد العام وشى من الرؤية العميقة للتفاصيل وادراك سلوكيات اطراف الازمة وفق خلفياتها السياسية والثقافية والتنظيمية والى مايصل الصورة الشاملة لتكوين الدولة السودانية وتطورها .
وكمقدمة ورؤية لحال جهاز الدولة والحزب الحاكم يجد المراقب حالا لايبعث باى امل بااستقرار ناهيك عن التطور لافتقاد الطرفين اساسيات التسمية وتفاعلات التكوين وفق النظم المعروف لادارة اى دولى وبرعاية اى حزب فالدولة والحزب نجد ان هياكلها التنظيمية والمؤسسية تحولت الى اشكال وهمية وشخوص لايمارسون ادوارهم وفق اوصافهم الوظيفية ولاتدار المؤسستان وفق النظم المعروفة والمورثة واصبحت بمقام خيلات تستدعى عند الضرورة فالدولة صارت هى المجموعة المتنفذه وكذلك الحزب وهذه المجموعة ماعات تهتم حتى باطرها التنظيمية وما اعتماد القرارت الاخيرة دون اعتمادها من المجلس الوطنى الا مخالفة وقفزا” واثبات لذلك وماتبدى من مواجهة المظاهرات من قوى متعددة غير معلومة التنظيم وماورد بالاخبار بتواجد الجنجويد يمتطون التاتشر ومتبلمون وتكشف سحناتهم الغريبة عنهم بتولى امر محاصرة المظاهرات واطلاق الرصاص وهم لايجمعهم وطن ونظام ولكنهم نسيج قبلى ومصالح اجرام تؤمن وحدتهم وهذا يقودنا الى انهيار الدولة والحزب والوصول الى مرحلة تنظيم ومجموعة مشابه لتنظيمات رجال العصابات كالمافيا مثلا” وهذا جانب يؤدى الى سيناريو الكارثة المؤسسة على ضياع الدولة والحزب والمؤسسات الرسمية وغياب دولة القانون واختزالها بفرد ومجموعة متنفذه.
حداثة تكوين الدولة السودانية 1821 تاريخ دخول التركية السودان ومعرفة الدولة السودانية بحدودها الجغرافية الى ماقبل انفصال الجنوب والتكوين القبلى المتعدد السحنات واللهجات والخلفيات العرقية يجعة منها دولة حديثة وهشة التكوين برغم التطور الفعال الذى تم ابان الثورة المهدية وماتلاه من نمو وتطور المدن ابان الفترة الاستعمارية والوطنية واللاحقة وحتى الثمانينات مما ساهمت فى اندماج سكانى معتبر وايجابى وساهمت الافكار اليسرية والاسلامية فى هذا التطور والذى بلغ منتهاه فى فكر الدكتور قرنق ورؤيته للسودان الجديد.
ولكن ما ان اتت الانقاذ الا انها زعت بوادر الانهيار مرة اخرى ابتداء من بعث القبلية والتى صارت ركنا من بنود كارت الرقم الوطنى فاى وطن يعلى من قيمة القبيلة الا بوهم كبير ويزرع قنبلة تشظية بداخل جوفه
ومن جانب اخر واول مايتبداء فى المشهد للقوى المحركة لهذه الهبة الشغبية فى انها شعبية بامتياز اذ اعتمدت قواها المحركة على قوى شبابية وشعبية حركها فعليا” انسداد الافق بتغير الحال الاقتصدية والسياسية فى محيط مجاور يعيش زخما” من التغييرات الدرامتيكية السريعة وضجيج اعلامى ضخم جعل من بذرة التخلص من ازمات الواقع فى حالة غليان بانتظار الانفجار بافئدة الكل ودون انتظار ولعبت الحالة والضيق المعيشى الذى يواجه الاسر السودانية بنسبة تكاد تصل الى 99% فى اوج لحظات الترقب والانتظار لحدوث تغيير كبير يقلب طاولة الواقع راسا” على عقب ولم تعد المحازير وبعبع الدين المركوب من قبل الدولة يخيف احدا” معززا” بحالة فساد لاتنكرها عين واصبحت السلطة والسلطان فى اعين شعبهم ماهم الاحشد وزمرة من اللصوص والافاقين والكذبة.
ولذا لعب صدور القرارات برفع الدعم عن الوقود الشرارة التى اللهبت ماكانت ينتظر الاسباب وتبدت حالة الصدمة فى رد الفعل السريع بيقين ان التصدى مسالة حياة او موت ولعبت المبادرة الفردية فى الحركة لشباب الاحياء قيادة المظاهرات والاحتجات كل بموقعة ظاهرة ملفتة للانتباه ودون شعارات منظمة ودون لافتات بان العمل لم يكن بخلفيات تحضير حزبى ذو خبرات تنظيمية وهو ما اكسبة صدقية اكبر من حال المعاناة التى وصل اليها الشعب.
لعبت ادوات التواصل الاجتماعى التقنية من فيسبوك واصدارات عبر النت دورا كبير بالتوعيه والتوجيه وترسيخ الوعى بالمالات الكارثية للوضع السياسى القائم وتوضيح وتعميق مدى فساده وخوائه من اى حلول يحملها تجاه المستقبل مما ثبت يقينا شعبيا وتيارا” جارفا” فى حتمية الثورة والتغيير الجزرى دون اى بديل اخر توافقى وماحدث من حراك لايمثل الا جزء يسير من كمه المخبوت والهائل وهو ماسيتبدى بالقادم من ايام وربما شهور قليلة.
اختفاء الدور الحزبى رقم قرار المائة يوم قبل عدة اشهر من سخرية الاقدار يبدو ولعل احزابنا من هوانها وضعت تاريخا” ونست ادوات التنفيذ وهو ما يؤكد تلاشيها الا بتصريحات وتعليقات على وسائل الاعلام العالمية وظهور الحركات الشبابية كقياده للحركة بالمظاهرات من ناحية دعم وتوجيه وعضوية متواجدة بالميدان تكشف زهد الاجيال الصاعدة فى الاحزاب العتيقة والطائفية فى المدن وقد هجرتها البوادى الى الحركات الاقليمية والجهوية وحتى بدرجات اقل فى الاحزاب الحداثية من يسار واسلاميين مؤتمر شعبى وزخم هذه التنظيمات الشبابية بدا قبل سنوات معدودة عبر وسائل شبكات التواصل ولكن من مسمياتها تبدو حالة الاستنساخ لها من تنظيمات سبقت بمصر الشقيقة وان اكتسبت زخما الا انها غير ذات خبرة وبكوادر ذات تجارب سياسية كما تتميز بحالة من الصفوية بطبيعة نشاتها واغلب قياداتها المعلومة خارج البلاد وتفتقد سنوات الخبرة والتراكم التاريخى الذى يجعل من هياكلها هياكل صلبة وصامدة كما يتاتى للاحزاب وعدم وجود تكامل فى الادوار وتوزيع لها ودرجات اعلى من التنسيق مابين الاحزاب الغائبة وهذه الحركات ستؤثر سلبا على زخم وتواصل مسيرة الاحتجاجات دون الوصول لاهدافها مما يفتح الابواب امام السيناريو الاسواء……يتبع 1/2
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..