خروج حزب الأمة من قوى الحرية والتغيير. ماذا وراءه؟

خرج حزب الأمة سابقا من التجمع الديمقراطي، في توقيت غير مناسب، خلف اثار سلبية علي القوي المعارضة “المنظمة”، للنظام البائد، مما ساعد بلا شك في اطالة عمره.  فسر البعض تلك الخطوة بعدم تحمل رءيس الحزب (الصادق المهدي) ان يرأس التجمع شخص غيره (محمد عثمان الميرغني). بغض النظر عن صحة هذا التفسير من عدمها، كانت المحصلة سلبية بكل المقاييس بالنسبة لوحدة وتماسك الحركة الوطنية ونضالها من اجل استعادة النظام الديمقراطي.

لا شك ان “قوي الحرية والتغيير” الحاضنة السياسية للحكومة الحالية، تعتبر بلا منازع اكبر تجمع للقوي الوطنية في تاريخ البلاد منذ الاستقلال. ولا شك ان لهذا الكيان القدح المعلي في إسقاط النظام البائد وقيام السلطة الانتقالية علي أساس الوثيقة الدستورية التي تم التوافق عليها بعد عناء شديد وتحت رعاية إقليمية مقدرة.

معلوم بان مسيرة السلطة الانتقالية منذ تكوينها قد مرت بصعوبات جمة، من ضمنها الضائقة المعيشية الخانقة ومفاوضات السلام الشاقة اضافة الي محاولات يقايا النظام البائد عرقلة مسار التغيير وأخيراً تفشي كارثة وباء الكرونة. كل ذلك كان عائقاً امام الإنجازات والمستحقات التي كانت تتوق اليها جماهير الثورة. وأخيرا بدات تلوح في الأفق بوادر أمل في تسريع وتاءر الإنجازات المرجوة بعد الاتفاق علي مصفوفة العمل بين قحت والسلطتين التنفيذية والسيادية. وزاد الأمل بالخطوات الشجاعة والهامة من قبل لجنة تفكيك التمكين.  كل ذلك والجميع يبذل جهوداً مضنية من اجل مكافحة جائحة كرونا.

في هذا الظرف الصعب نفاجأ بخروج حزب الأمة من صف قوي الحرية والتغيير. نفاجا هكذا بلا مبررات مقنعة بشق صف اكبر تجمع سياسي، نقابي مدعوماً بقوي المجتمع المدني وحركات الكفاح المسلح في تاريخ السودان الحديث!

قد تكون هناك نقاط خلاف حول السياسة الاقتصادية، او طريقة استكمال بناء الموءسسات الانتقالية او اي مسائل اخري حول مسار مفاوضات السلام. وبديهي ان تختلف مكونات قحت في مسيرة إنجاز الاستحقاقات الانتقالية. ومن المتوقع ان  يكون اختلاف الرأي داخل الحزب الواحد نفسه. هذة سنة الحياة التي من خلالها ينبثق التطور.

ان المرحلة الصعبة الحالية التي تمر بها البلاد – اقتصادية، أمنية، صحية- تحتاج الي تضافر الجهود من قبل مكونات قوي الحرية والتغيير بما فيها حزب الامةً. هذة مرحلة مفصلية معقدة تحتاج الي وحدة وإدارة حكيمة للصراع بين مكونات هذا الكيان الوطني الكبير والمهم.

ان خروج اي من مكونات قوي الحرية والتغيير من كتلتها العريضة هذة لا يَصْب في مصلحة إنجاز مهام المرحلة الانتقالية. اما اذا اصر حزب الامةً علي رأيه، فعلي بقية مكونات قحت التماسك والحفاظ علي وحدتها وتنسيقها العضوي واليومي مع لجان المقاومة وحركات الكفاح المسلح.

وضروري وهام جداً ترك أبواب التعاون والتنسيق مفتوحة مع حزب الامةً نفسه رغم خروجه من صف هذ التجمع الوطني العريض.

اللهم قدر كل مكونات قوي الحرية والتغيير ولجان المقاومة علي الصبر والمثابرة من اجل وحدة صفها من اجل إنجاز مهام المرحلة الانتقالية وإحلال الديمقراطية والسلام والعدالة.
اللهم قدرنا وجميع شعوب العالم علي التكاتف والتعاون من اجل الانتصار علي جائحة كرونة والخروج من اثارها سالمين. امين.

رمضان كريم

د. الحسن النذير
[email protected]