الصحة

“كورونا” في الصين.. 30 بالمئة من الفحوصات “كاذبة”

يبدأ التاجر الصيني “هي كزيمينغ”، من مدينة ووهان، رواية قصته مع فيروس كورونا، بكونه لا يعرف من أين وكيف أصيب بالعدوى، كما يجهل سبب حصوله على ثلاثة فحوصات متتالية، أظهرت انه غير مصاب، فيما جاءت نتيجة الفحص الرابع إيجابية.

ويقول إن الأطباء أخبروه في البداية، أنه لم يكن مريضًا بكوفيد 19، على الرغم من أنه كان يعاني من صعوبة في التنفس والتهاب صدري حاد منذبداية فبراير، الأمر الذي جعله يرقد في الحجر الصحي لإجراء 3 اختبارات، أظهرت على التوالي انه “غير مصاب”، ليعود إلى بيته مطمئنا.

لكن في أواخر مارس، راود “هي” الشك مجددا، ليقصد مستشفى ووهان لإجراء فحوصات جديدة، وتفاجأ بأنه مصاب بالفيروس.

وحالة المواطن الصيني “هي”، ليست الأولى من نوعها، فقد أدت حالات مماثلة أخرى في الصين، إلى تفاقم القلق بشأن دقة اختبار وفحوصات فيروس كورونا، رغم تركيز سلطات الدول على الفحوصات، كـ”طريق فعال” لحصار الوباء.

وأظهرت دراسة أعدها أطباء صينيون، في فبراير الماضي، على عينات من 213 مريضا، “نتائج سلبية كاذبة” بنحو 30٪.

وذكرت وسائل إعلام صينية أيضًا، عدة حالات لأشخاص، كانت نتائجهم سلبية بشكل متكرر، قبل أن تحصل في النهاية على نتيجة إيجابية.

وفي فبراير، ذكرت صحيفة “بيبولز ديلي” أن امرأة أصيبت بالالتهاب الرئوي، وجاءت نتيجة فحصها سلبية لأربع مرات، فيما كان الاختبار الخامس إيجابيا”.

ونتيجة ذلك، بدأت سلطات ووهان، وفق ما أعلنت السلطات الصينية الأسبوع الماضي، في إجراء مسح وبائي في تسع مناطق في محاولة لتحديد المدى الكامل للعدوى غير العرضية، ومستويات المناعة فيها.

وقد تؤدي الفحوصات والاختبارات غير الدقيقة، إلى تقويض استراتيجيات الدول، ليس فقط لمكافحة الفيروس، بل أيضا لأنها تثقل ميزانيات الحكومات، في ظل تزايد الضغط الاجتماعي لتخفيف قيود الحجر.

وبحسب إحصائيات لــ”رويترز”، فقد أصيب أكثر من 2.5 مليون شخص بالفيروس عالميا وتوفي نحو 177 ألفا.

وسجلت ووهان، حيث ظهر الفيروس لأول مرة أواخر العام الماضي، 50333 حالة إصابة و3869 حالة وفاة، حتى حدود الـ21 من أبريل الجاري، وهو ما يمثل غالبية الحالات في الصين.

ويعد اختبار الحمض النووي، على عينات من الجزء الخلفي من حلق المريض أو الجهاز التنفسي، الطريقة الرئيسية للكشف عن الحالات المصابة.

ويقول الخبراء، إن الاختبار ليس من السهل إجراؤه بالشكل الدقيق، إذ تحدث أخطاء في حالة ما إذا تم أخذ عينة صغيرة جدًا أو إذا أخطأت المسحة (من الحلق أو الأنف) في بقعة غير مصابة بالفيروس.

وهنا، يقول أندرو بريستون، المحاضر في الأمراض الوبائية، لـ”رويترز” :”إن مشاكل هذه الاختبارات، يجب الاعتراف بها، ولابد من إجراء اختبارات منتظمة إذا أردنا التأكد من الإصابة”.
الحرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..