مقالات وآراء

 الكون ..لن يتوقف عن الدوران…!!!

تشعبت مشاكلنا الحياتية من كل شكل ولون ، وتفاقمت فى داخلنا الى اقصى مدى ، واثرت فى كياننا كبشر، وبعثرت جمال الروح فينا احيانا…. وشوهت كثير من المعانى السمحاء.
وبدلا من ان نمضى لبناء حياة غنية بالفكر..والموضوعية الصادقة ، ونحاول ان نستلهم لذاتنا واحات تسكنها امنياتنا ، واحلامنا فى اعادة بناء أنفسنا بروح متجددة وقوية ،ولكن للأسف دفعتنا ملهيات شتى الى اتجاهات مغايرة.. فكثير ما تمر بنا الافكار فى حركتها الدؤؤب، ثم تنزوى احيانا الى ركن قصى او فى الغالب ما تندثر بين معطيات الحياة ،ومستجداتها ،ومتغيراتها ،التى لا تبقى على حال من سكون…اوحركة…. او عشوائية…. الحياة… بكل زخمها ودورانها… وانفعالها ….او انفلاتها … وتفاعلنا مع كل هـذه التداعيات الحياتية الرحيبة، والرهيبة تستلب منا كثـير من جواهرنا الانسانية ، ونحن ننصهر فى جوفها ، تغالبنا مشاكلنا الكثيرة وهى حقيقة اصبحت معقدة المداخل والمخارج ، تدفعنا دفعا الى الهروب او ان ننسى بشريتنا وانساننا الضعيف ، وسط هذا الكم الهائل من المشقة… فاصبحنا نرى كل اية من ايات الكون تمر بنا امر بديهى ففقدنا روعة الاندهاش وحكمة التفكر .
ونحن نتدافع نحو الدنيا تسوقنا لقمة العيش ، وياكل القوى منا الضعيف ، نبتــــغى بين هذه الخسارة وذاك المكسب المزيد من المكاسب ، هدفنا الســــــعادة والاستظلال بالرضاء عن النفس ، و تحت مسميات كثيرة تولد الافكار واحيانا تموت قبل ان تولد ، واحيانا اخرى تتصاغر الفكرة ، ثم تتقزم او تضمحل او لربما تتوقد من جديد ، اذا استجدت المؤثرات عليها …الدنيا هذه الكلمة البسيطة فى تكوينها اللغوى ، التى قد نمر بها مرور الكرام ، ونحن نمضى فى زخم الحياة العريض ، وقلما تؤثر هذا الكلمة بمدلولها الواقعى على مسارنا وتوجهاتنا ، او قلما نتمكن من التعبير عن من اين وكيف ولماذا والى متى ؟ والانسان لايبقى فى هذه الحياة الا لزمن مؤقت… ولكن كلنا نحتــاج الى وقفات تأمل… من حين الى اخر…. ونحن نعترك مع هذه الحياة المحطة ، وقد ننتصر او ننهزم …ولكن لابد ان نظل اكثر ثقة باننا اكبر، من مجرد ارقام تمضى وياتى غيرها… لو تعلمنا من خفايا هذا الكون ، واعماقه البعيدة ومساحاته الشاسعة وجماله المتناهى…. كيف يجب ان نرى الحياة او نتأمل زواياها ونتفائل رغم مايدور حولنا لان من يسيطر عليها بحكمته ليس انسانا متقلب المزاج او صاحب اهواء بل هو الله الكريم الرحيم… لحظتها ستتصاغر الابتلاءات التى نعيشها …. فمثلا حينما تهز الرياح اغصان الاشجار…
. او نسمع عن سقوط النيازك… او الاحتباس الحرارى…او الهزات الارضية… او الانفجارات البركانية… وما قد تسببه ظواهر مخيفة من كوارث لكن يحفظنا منها… لطف الله بنا ورحمته…. ونحن نعلم تماما اننا لانملك من الامر شىء… وقد نمضى وكـأن الامر لا يعنينا بشىء مطلقا…. يمر بنا كســــوف الشمس… اوخسوف القمر كما يمر عليك شخص ما ليس لك به علاقة ، او معرفة قد ينظر اليك او لربما تبادله النظرة ، او قد لاتلقى له بالا او قد لاتراه مطلقا ….. الكون…. هذه الاحرف البسيطة والسهلة جدا لم احسب لها حساب… لكن تواترت الخواطر فى نفسى من اين يمكننا ان نتفكر فى هذا الكون الشاسع جدا… فمثلا …تلك نطفة تحــركها اندماج حيوان منوى بالبويضة ، ينشأ هذا الانسان بامر الله جل جلاله وقدرته ، فاذا بمخلوق متحرك فى بطن امه ينبض القلب فيه ،وتتحرك الشرايين والاوردة وكل خلية من الجسد ..
.تؤمر فتطيع وتذعن تنفذ وترضخ ياتيها رزقها بمقدار ما تحتاج ، بمقياس دقيق ومعادله مذهلة… وامر يفوق الدقة والتوازن والعلم… يتحرك الدماغ قبل هذا وذاك ….وتدب الحياة بعناية الخالق العـظيم فهى الدقائق التى لايتمكن من اجـــراء تفاصيلها الامن له الامر جميعا… تتماسك كل نلك الجزيئيات المتناهية فى الصغر، فى حركة دؤوب مستمرة منتظمة، ومرتبة ومتوازنة …تظل هذه الحركة محور ثابت لبداية الحياة ومؤشرا ايضا لاستمرارها… فالحياة حركة فى كل جوانبها الخارجى والداخلى ، سبحان الله العظيم الواحد الاحد فالذرات المتناهية الصغر فى كل خلية .
..او من كل جسم من الاجسام فى حالة حركة، فهى تدور بامر ربها مسبحة بديع السماوات والارض كانما تقول بلسان حالها ومقالها – سبحان الله الذى …خلقنا … ورزقنا …..والارض تدور…من حولنا تدور الكواكب والنجوم والكون لا يتوقف …فالشمس تشرق ليمنحنا الخالق العظيم كل يوم جديد… ويلوح لنا من بعيد أمل جديد لفرح جديد… ولا يأس من رحمة الله الكريم.
منتصر نابلسي
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..