السفارة السودانية في اندونيسيا ونوم أهل الكهف

أولا نتحدث عن مهام السفارة بصفة عامة أي (ما ينبغي أن يكون) .
لعل من المهام الاساسية* للبعثات الدبلوماسية في الخارج حماية مصالح الدولة وحماية مصالح رعايا الدولة في الدول المعتمدة لديها البعثة وفقاً لقواعد القانون الدولي ، لذلك نجد ان مهام الممثليات والبعثات تجاه الرعايا السودانيين في الخارج تتمحور حول مهمتين اساسيتين ، المهمة الأولى مهمة وقائية والمهمة الأخرى علاجية. المهمة الوقائية تتمثل في قيام السفارات السودانية بتقديم النصح والإرشاد للرعايا من خلال التعليمات التي تنشر على مواقع السفارات وموقع وزارة الخارجية السودانية ، والتبصير بالتعليمات والتوجيهات الواجب اتباعها من قبل الرعايا السودانيين في الخارج ، مثل ضرورة التأكد من صلاحية جواز السفر والحصول على التأشيرات اللازمة ، والمحافظة على الجواز من الضياع والسرقة ، واستشارة السفارة عن قوانين الدولة المضيفة قبل الإقدام على أي عمل كتوقيع العقود وإبرام الصفقات التجارية وغيرها .
والأمر هذا من المفترض أن لا يتطلب من المواطن السوداني الحضور إلى مقر السفارة في البلد المعين اذا كان لا يستطيع الحضور الى مقر السفارة فيمكنه الاتصال بالهاتف أو إرسال بريد إلكتروني الى السفارة لتقديم المشورة والمساعدة اللازمة ، وهو واجب تحتمه عليها اللوائح والقوانين .
المهمة العلاجية تتمثل في مساعدة المواطن السوداني والوقوف معه في كل ما يتعرض له من ظلم او مشكلة في إقليم الدولة المعتمد لديها السفارة ومعالجتها ، مع الاخذ في الاعتبار أن عمل أي سفارة مقيد بقوانين الدولة المضيفة وقوانينها وهذا من الطبيعي ، فمن حق اي دولة أن تسن من القوانين ما تشاء استناداً إلى (مبدأ السيادة) في القانون الدولي . لكن من اهم واجبات السفارة عند حدوث أي مشكلة أو جريمة – لا قدر الله – لأي مواطن سوداني في الخارج فإن السفارة يجب عليها متابعة الحالة من البداية وتقوم بجميع الإجراءات التي تكفل حقوق المواطن . ثانيا ما هو كائن فعلا بمعنى واقع السفارة في اندونيسيا . -لم تقم السفارة السودانية في جاكرتا بتبصير رعاياها في جاكرتا طيلة فترة وجودي في اندونيسيا ولعمري هذا من صميم عملها. ولم تقم بتقديم اية نصائح أو معلومات عن القانون الإندونيسي (ولم توضح لنا ما لنا وما علينا) .
-انحصر دور السفارة فقط في تقديم بعض الاعمال التقليدية مثل استخراج شهادة الميلاد واستخراج وثائق السفر الاضطرارية و غيرها .أما إذا حدثت لك مشكلة فلك الله يا عبدالله (تأكل نارك ). ثالثا: مع انتشار وباء كورونا في جميع انحاء المعمورة -لم تقم السفارة السودانية بتبصير رعاياها افراد ا بما تصدره السلطات الاندونيسية من تدابير واجراءات احترازية – كنت اتوقع ان تقوم السفارة بإصدار نشرة تعريفية صغيرة عن خطورة هذا المرض والوقاية منه على سبيل المثال حث افراد الجالية بإتباع الاتي:.. – تجنب الاقتراب كثيرا من الناس .
-الاحتفاظ بمسافة لا تقل عن متر واحد (3 أقدام) بينك وبين أي شخص يسعل أو يعطس. مثل هذا الكلام شكلي وبسيط جدا ويمكن فعله وغير مكلف ( يرسل عبر الواتس او أي تطبيق اخر) وهذا لعمري يخلق ارضية صلبة بين المواطن السوادني والسفارة ويشعرك أن البلد تهتم بك . -لم تقم السفارة بالاتصال بأفراد الجالية منذ انتشار وباء كورونا ولم تقم بالاطمئنان على رعاياها ولم تعرف عنهم أي شيء هل تأثروا بهذا الوباء ام لا؟ هل هناك مشاكل تواجه المقيمين فيما يخص تجديد الجوازات ام لا .
-للأسف ليس هناك تعاون من السفارة التي تعتبر المسؤول الاول عن رعاياها بعكس سفارات الدول العربية الأخرى» -موقف سفاراتنا سلبي بشكل عام، وأتمنى أن تدب الحياة فيها، وتتعامل بجدية أكبر مع قضايا المواطنين خاصة مع انتشار جائحة كورونا. -هناك فجوة عميقة وسور عال بين المواطن السوداني والسفارة، وقد نسي كثير من موظفيها أهدافها الرئيسية وهي خدمة المواطن. ثالثا أتقدم باسمي و نيابة عن الاخوة افراد الجالية بوافر الشكر وعظيم الامتنان بأسمى آيات الحب والتقدير والعرفان لـسعادة السفير عبدالرحيم الصديق السفير الأسبق الرجل وطارق التوم الوزير المفوض وكل الطاقم على كل ما قدمتموه طوال فترة خدمتكم في هذه السفارة، فأنتم نعم الموظفين المخلصين الذين يحملون أمانة العمل والإخلاص في أعناقهم، ويحرصون على تقديم كل ما هو رائع ومفيد ولو على حساب أنفسهم. د. مرتضى القسم عوض الكريم.
مرتضى القسم عوض الكريم
|[email protected]