مقالات سياسية

ضرب وحدة قوى الحرية والتغيير، الطريق لإجهاض الثورة!!

د. الحسن النذير

اذا كنّا  في حاجة الي مال، وهناك من سرقنا، فمن البديهي ان نسترد مالنا المنهوب أولاً، وبعد ذلك نسعي للحصول علي اموال اخري. وحسناً فعلت لجنة الشرف، لجنة ازالة التمكين. ودون شك غمرت الفرحة كل أفراد الشعب السوداني لما تحقق حتي الان، ما عدا اللصوص وعلي رأسهم  قوي الشر والظلام من الإسلامويين وأزلامهم؛
الذين بدا الرعب والوجع  يدب في مفاصلهم.

حقاً هذا هو الطريق الصحيح، وحقاً هذة هي مطالب ثوار ديسمبر الامجاد، بدات تتحقق. وبلا شك يدل ذلك علي ان من يراهنون علي فشل الثورة العظيمة، سيخسرون.

ونجمة إنجاز اخري لاحت في الأفق بنجاح انتاج القمح، بفضل الجهد المقدر لمزارعي الجزيرة الشرفاء وبفضل الجهد الذي بذلته السلطة الانتقالية وتصرفها الحكيم بشراء الانتاج بالسعر المجزي لصالح المخزون الاستراتيجي، من اجل تأمين الغذاء لجماهير الشعب.

ورغم الصعوبات والعثرات تكافح الحكومة الانتقالية مدعومة بلجان المقاومة ومكونات قحت (كل حسب جهده)، وبفضل الجهد الشعبي من اجل تخطي هذة الظروف الصعبة التي زادتها تعقيداً الأزمة الصحية بسبب انتشار وباء كرونة حمانا منه الله.

كل ذلك لا يعني بان السلطة الانتقالية وحاضنتها السياسية، تسيران  بلا اخطاء او عثرات لعدة أسباب منها:-
– الأزمة الاقتصادية العميقة التي خلفها النظام البائد. (خزينة خاوية، بنية تحتية خربة، خدمات صحية وتعليمية منهارة، صراع مسلح مدمر في مناطق عديدة من البلاد… )
– منظومة قضائية وجهاز أمن مواليين للنظام البائد. وخدمة مدنية مشبعة بعناصر مضادة للثورة وأهدافها.
– محاولات تخريبية لإجهاض الثورة من قبل زواحف النظام المباد (تهريب الدقيق والمواد البترولية، حرق محصول القمح، التشويش والتضليل الإعلامي….)
– عزلة دولية وعقوبات اقتصادية وسياسية قاسية.
– عدم الانسجام والتوافق المطلوب بين مكونات السلطة الانتقالية.
– ضعف خبرة العديد ممن تولوا حقائب وزارية او مقاعد سيادية.

كل هذة العقبات شكلت ولا تزال تشكل تحديات  امام قوي الثورة وسلطتها الانتقالية.

في هذة الظروف بالغة التعقيد تنتظر جماهير الشعب السوداني من مكونات قوي الحرية والتغيير البعد عن الرغبات الذاتية في تحقيق اي مكاسب حزبية او فئوية او جهوية علي حساب الشعارات السامية لثورة ديسمبر المجيدة، او علي حساب أولويات مستحقاتها.

ان الاختلافات في الروءي، لا مفر منها، وهي ظاهرة صحية، لكن حسمها يجب ان يكون بطريقة غير تناحرية.

وفي الحقيقة، ان النظرة الضيقة ومحاولة نيل المكاسب الوقتية، بتعيين المنسوبين سياسياً في بعض المواقع، (ولاة ولايات، وكلاء وزارات، مدراء تنفيذيين ….الخ)، هذة النظرة الضيقة ستجلب لاصحابها وبالاً وكراهية لا حدود لها من قبل جماهير الثورة المجيدة. وحتماً سوف يظهر ذلك في اقرب استحقاق انتخابي.

لا شك ان ما تم التوافق عليه في مصفوفة العمل الاخيرة، بين قحت والسلطتين التنفيذية والسيادية، يمثل خطوة صحيحة الي الامام وبدت تأتي بنتائج طيبة خاصة فيما يتعلق بقرارات لجنة تفكيك التمكين الشجاعة التي استردت جزءاً من اموال وممتلكات الشعب المنهوبة من قبل لصوص ومجرمي النظام البائد. وكان من الموءمل ان تجد هذة الخطوة استحساناً من القوي السياسية الوطنية، بدلا من التشكيك في مسيرة الإنجاز رغم قلته!

خلاصة القول: ان من له بصر وبصيرة سياسية ثاقبة ووطنية، سيركن الي العمل الجماعي الجاد والمجرد من الغرض والمحاصصة الضيقة والسعي وراء المكاسب الوقتية. وفي هذة الظروف المعقدة، من الضروري ان يعمل كل الحادبين علي إنجاز استحقاقات الفترة الانتقالية، بروح وطنية تضع نصب أعينها دماء الشهداء، وان يتواضع كل الشرفاء  علي حل الخلافات بالتوافق والبعد عن التناحر او التهديد بالخروج علي الاجماع الضخم (قحت) الفريد من نوعه في تاريخ السودان القريب والبعيد.

من الموءكد، ان من يريد افشال وتقويض السلطة الانتقالية، عليه بضرب وحدة حاضنتها السياسية “قوي اعلان الحرية والتغيير” وتفتيت قوي المقاومة.!! يبدو ونتمني ان يكون ذلك عصياً، وخطاً احمراً.!

اللهم احفظ تماسك ووحدة كل القوي الوطنية المنضوية تحت لواء قوي الحرية والتغيير من اجل إنجاح الفترة الانتقالية وتحقيق الحرية والسلام والعدالة المستدامة.

ألزموا منازلكم
تصوموا وتفطروا علي خير

د. الحسن النذير
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..