أخبار مختارة

إلى لجان المقاومة: أعرِفُ أنّ ذاكرتَكم حَيّة!

فضيلي جمّاع

أحرّر هذه الكلمات إليكم يا شباب الثورة ولجان المقاومة من باب العشم فيكم. فقد صرتم – رضي البعض أم أبا- نوارة الأمل التي متى نظر إليها شعبنا ، سطع بريق التفاؤل في حاضره المثقل بالكدح من أجل الخبز والحرية. أكتبها محبة فيكم وافتخاراً بكم. فلطالما راهنت يوماً – وقد حمي وطيس معركتنا من أجل الحرية آنذاك – لطالما راهنت على زنودكم المرفوعة بالتحدي، وصدوركم العارية في وجه رصاص القتلة وسارقي قوت اليتامي والفقراء. كان وطننا يومها في مفترق الطرق! تذكرون تلك الأيام المثقلة بالهم والغم ورائحة البارود. تلك الأيام التي أزكمت أنوف فيها سحب الغاز المسيل للدموع. ولعلع في أزقة المدن والقرى البارود الحي ! لتصدح كنشيد سماوي زغاريد الكنداكات، فتتسع رقعة أمالنا ببلوغ فجر الحرية. وها قد بلغناه، أو أننا قاب قوسين أو أدنى منه! ولأنّ السعي من أجل حرية وكرامة شعبنا هي أحلى وأجمل ثمرات هذا النضال، فالوصية ألا يطرف لكم جفن، ولا تغمض لكم عين!

شعبنا لا يستجدي الحرية فقد دفع ثمناً باهظاً وما يزال من أجل أن تشعَّ في مدننا وقرانا شمس الحرية. والشعوب الحرة هي التي تصنع أقدارها ، وتكتب باقتدار صفحةً ناصعة في دفتر تاريخ البشرية. يقول أسطورةُ النّضال في عصرنا ، نيلسون مانديلا: “العبيد فقط يطلبون الحرية. أما الأحرار فيصنعونها.”

تذكرون ونذكر جيداً تلك الأيام المريرة القاسية – لكنها الرائعة والخالدة – حيث أشرعتم وشعبنا الصدور والسواعد للرصاص الحي وللغاز المسيل للدموع.. فكنتم وكان شعبنا مثال البطولة والتضحيات الجسام من أجل الحرية والكرامة الإنسانية في مطلع الألفية الثالثة لميلاد السيد المسيح .
أعرف جيداً يا شباب الثورة ولجان المقاومة أن ذاكرتكم – ذاكرة شعبنا البطل – ليست بحاجة لنقدح زنادها. فالجراح ما زالت نازفة. والدمعة على من قضوا نحبهم في حرب الإبادة في دار فور ، وفي جبال النوبة وفي جنوب النيل الأزرق بل وفي الشرق وفي أمري وكجبار وفي سوح الجامعات وأزقة وشوارع عاصمتنا – تلك الدموع – مثلها مثل أنهر الدم التي سالت ليلة التاسع والعشرين من رمضان بساحة الإعتصام – لم تجف بعد، ولن تجف حتى نقتص لشهدائنا. وأجمل القصاص بناء وطن شامخ ، هو وطن الحرية والسلام والعدالة!

أعرف أن ذاكرتكم حية ، ولكني أرفع مقالي عشماً فيكم. فكلما هبت رياح التآمر داخل وخارج بلادنا ، خرجتم أنتم لتؤكدوا للعدو مرة أخرى أنّ الشوارع ما تزال في شوق لتحضن أبناءها وبناتها في جولةٍ جديدة ربما تكون أشدّ ضراوة ! أتابع جهدكم في التصدي لخفافيش الظلام ودحرها. إنّ ثورة يحرسها شباب زاده الوعي والشجاعة ستظل أعلامها عالية خفاقة. فالشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل. نصيحتي ألا تخور لكم عزيمة في بلوغ الأهداف التي سالت من أجلها أنهر الدماء. تلك الأهداف التي يخشاها دعاة التجارة بالدين، وقد ذاق شعبنا منهم الأمرين.

وحتى لا نؤخذ على حين غرة ، فإنّ أنصار النظام المباد ليسوا وحدهم من يشحذ الخناجر والسكاكين في الظلام ليجهز على منجزات ثورة شعبنا. هناك من ركبوا قطار الثورة في آخر الثواني. ركبوا القطار قبل أن يفوتهم إلى الأبد. هؤلاء هم الخطر الأكبر على الثورة من أنصار النظام المباد. فإنّ فريقاً منهم يعدون العدة اليوم للتوافق التام مع بقايا النظام القديم. ويعملون بجد كي لا تبلغ المرحلة الإنتقالية منتهاها. هؤلاء أكثر خطورة على تحقيق حلم شعبنا بالدولة المدنية – دولة المساواة في الحقوق والواجبات – من سدنة النظام القديم. فهم يحلمون بتعبئة خمر قديمة في قنان جديدة ! كونوا أكثر وعياً! بل أكثر حرصاً على وحدة خلاياكم في أحياء المدن وفي القرى. أكثروا من نشر الوعي بين صفوف جماهير شعبنا. فما بلغت ثورتنا هذا المدى إلا لأنها ثورة وعي.

لم يبقَ لي من نصحٍ أسوقه سوى أن أردّدَ مقولة القس مارتن لوثر ، زعيم حركة الحقوق المدنية في الستينات. كان يقول لرفاقه حداة الحرية: (لا يستطيع أحد أن يمتطي ظهرك ، إلا إذا انحنيت له!)

صحيح أنّ الطريق إلى إقامة الصرح العتيد للدولة المدنية – دولة المساواة في الحقوق والواجبات – طويل وشاق. لكنه طريق إنسان العصور الحديثة، الذي يبشر بتحقيق الحلم بالكرامة الإنسانية للرجل والمرأة على حد سواء.

فضيلي جمّاع / لندن
[email protected]

‫14 تعليقات

    1. لم تطلع من كل هذه الوطنية الفياضة والباذخة، سوي بكلمة من ثلاثة حروف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      1. تقصد كان يجب تمرير هذا الخطأ اللغوي لأن القائل شاعر كبير أم لأنه شاعر وطني ثورجي؟ بالطبع أنا أعلم هو كذلك ولكنه هو نفسه لن يستنكف عن تصحيح هذا الخطأ لو انتبه إليه ولن يتوانى لحظة في أن يصحح للنشء خطأ لغوياً يأخذونه عنه وهو القدوة الأديب الأريب! فلا تكن يا جون غشيما بليدا كالعامة يحسبون أن تصحيح هفوة الأديب مثل نصح السلطان ببيان خطأه على الملأ وأمثالكم من رعاع الرعيان!

        1. تقصد كان يجب تمرير هذا الخطأ اللغوي لأن القائل شاعر كبير أم لأنه شاعر وطني ثورجي؟ بالطبع أنا أعلم هو كذلك ولكنه هو نفسه لن يستنكف عن تصحيح هذا الخطأ لو انتبه إليه ولن يتوانى لحظة في أن يصحح للنشء خطأ لغوياً يأخذونه عنه وهو القدوة الأديب الأريب! فلا تكن يا جون غشيما بليدا كالعوام يحسبون أن تصحيح هفوة الأديب مثل نصح السلطان ببيان خطأه على الملأ أو أمام أمثالكم من رعاع الرعيان !!!

      2. * لان شبنهمور هذا معلم في قواعد اللغه، على ما يبدو يا جون. فأعتقد بسذاجه او يحاول تعمدا، صرف النظر عن موضوع المقال و الكاتب: ” الثوره و شباب لجان المقاومه”، مركزا في تعليقه على اللغه العربيه و قواعدها.
        * و على كل، التحيه لك، اخي جون، و التحيه و الشكر اجزله موصولان للأستاذ فضيلي جماع، على هذا الطرح الموضوعي الراقي و الهام جدا..
        * و ليطمئن استاذنا جماع، ان شباب الثوره بكل مكوناته و فصائله و تنظيماته، و في لجان المقاومه، في كل المدن و الريف، وعلى مستوى الوطن كله، هم جميعا بدرجة إستعداد 100%, للدفاع عن ثورتهم، ثورة الحرية و العداله و الكرامة والتغيير، التي دفعوا مهرها ارواحا كثيره و عزيزه، و دماءا، غزيره، و دموعا ما زالت تتدفق و تضحيات.
        * و الشاهد، ان ثورتنا هذه أصبحت حقيقه ثابته لا جدال حولها على كل الاصعده: يعرفها و متمسك بها الشارع السوداني كله، و تعيها شعوب الإقليمين الافريقي و العربى كافه، و يدركها العالم باثره، و يعرفها الذين استهدفتهم الثوره أنفسهم و إن انكروا، و إقتنع بها مؤخرا و أدرك كنهها، حتى من كان مترددا او متواطئا او خائفا، من بين الذين “إنحازوا” للثوره إبتداءا.
        * إذن، الثورة الجماهيريه الظافره مستمره و بقوه و تصميم، إن شاء الله، حتى بلوغ غاياتها، و تحقيق أهدافها، في إنتشال الوطن و إسترداد عزته و كرامته من براثن المجرمين، و من أجل حقوق أجيال المستقبل البريئه من أفعال و أعمال الخونه، الذين تاجروا بدين الله عقودا عددا..
        * و بإذن الله الواحد الأحد نلتقي جميعا اخي جماع، في رحاب سودان الحريه و الديمقراطية والعدل و الخير و المساواه…قريبا بإذن الله.

  1. أصبحت هناك ضرورة ماسة ان ينضوي شباب المقاومة تحت جسم يجمعهم ، مثلا حزب اللجان القومية، علي يتم الاتفاق علي يرتامج عمل هذارالحزب متمثلا في دولة المواطنة، الديمقراطية الاشتراكية التي نجحت في الدول الاسكندنافية، الاتفاق علي ماستر بلان للتنمية والنهوض. علي شباب اامقاومة ان يبادروا الي قيادة التغيير ولا يتركوا الأمر للأحزاب التي خبرناها وخبرنا فشلها ، امام اليوخة يعمل بجد حتي لا تكتمل الفترة الانتفالية او يتم اعادة هيكلة الدولة.
    امر ثاني ، الديمقراطية هي ثقافة وسلوك في المقام الأول وليست سلعة أو دواء يتناوله الواحد فينا فيصبح ديمقراطيا ، ثقافة قبول الآخر المغاير في الرأي او الفكر أو العقيدة ، ثقافة قد اختلف معك في الرأي ولكني علي استعداد ان ادفع حياتي حتي تقول رأيك . المجتمع السوداني لا تسوده الثقافة والسلوك الديمقراطي، نحتاج حكومة تكنوقراط مدة عشرة سنوات حتي تسود الثقافة والسلوك الديمقراطي ، نحتاج أن نرسخ ثقافة قبول الآخر من خلال مناهج التعليم والإعلام . الديمقراطية والانتخابات ليست أمرًا فوقيا يفرض علي الناس ، يجب ان يسود بين الناس ويتبنونه سلوكا في حياتهم

    1. * شكرا يا Man. على التركيز الواعي.
      * و بدوري اقترح عليك بعض الأسماء مما تجود به القريحه، كبدائل ممكنه: 1- “حزب المستقبل الديمقراطي”… 2- “حزب المستقبل الثوري”.. 3- ” حزب التنميه و الرفاه الجماهيري”.

    2. حزب النهضة ويجب أن تكون كل العضوية غير منتمية للأحزاب الموجودة على الساحة السياسية الآن . وأن يتحالف الحزب مع شباب الاحزاب والتنظيمات الثورية بشرط التزام الجميع ببرتامج الحزب الذي يهذف تنمية ونهضة للسودان والعمل من أجل انجاحه بغير مقابل أيا كان . وأن لا يحجر الاستفادة من أي شخص غير منتمي للحزب في أي استشارة أو مشروع أو غيره طالما كانت فيه مصلحة الوطن والمواطن . كما يجب أن لا يضار أي شخص ينتمي للأحزاب القائمة ولا يحارب في قوته .
      نحلم بوطن الحرية والعدالة ووطن الخير والعطاء . فيه يحترم الانسان ويضمن له عدم المساس بدينه أو عرضه أو ماله .

  2. شكرا الاستاذ فضيلى كلماتك هى الغذاء الروحى لاندياح الوعى الثورى وسط الجماهير عامه ولجان المقاومه خصوصا نتمنى ان لا تذهب بعيدا نود ان نراك قريبا فى السودان لا زكاء جذوة الثوره او حتى عبر الاثير ان كانت ظروفك لا تسمح.

  3. بارك الله فيك لقد وفيت وكفيت نحن نري شجر يتحرك من وزارة الداخلية وضباطها الفاسدين واعتداءتهم علي الثوار السلميين وعلي حكومتنا وصمتها المخزي من كل اعتداء ضد من قامت الثورة علي اكتافهم …
    نقول للثوار “اصحي يا ترس”

  4. * شكرا يا Man. على التركيز الواعي.
    * و بدوري اقترح عليك بعض الأسماء مما تجود به القريحه، كبدائل ممكنه: 1- “حزب المستقبل الديمقراطي”… 2- “حزب المستقبل الثوري”.. 3- ” حزب التنميه و الرفاه الجماهيري”.

  5. اخی فضیلی لم تحضر ابادماک ولم تحضر الرطب ندیا،کن بخیر والی لقاء ،ان لم یلفحنا الموت.

  6. الشباب صاحي يا الاديب الاريب….عارفنهم وحافظنهم الشباب….نقبهم علي شونه…خاسئ خاسر من راهن علييهم يوما. مجرد ذكر اسماء هؤلاء …خوان الاوطان …( بدواعي النرجسية وعقد تنامت عبد اعتاب الوعي الحاضر للشباب والشعب) مجرد ذكر الاسماء يبعث علي النفور ..بل والتقيؤ….رمم اصبحو ا وغدا جيف يعافهم الاقربون….اصبحو لا يشبهون سودان اليوم المتطلع لللحاق بركب الامم الحاضرة المتحضرة مستصحبة قيم ومبادئ الجبوبات .وحضارات نبتة وكوش..و اذكر تهراقا والكنداكه وكفي.

  7. والله حقيقة الواحد بقى يفتش في التعليقات عشان يستمتع بردوكم قمة الفهم والزوق البلد بدون كيزان فعلاً جميلة ومستحيلة بس كمان لو اتخطينا مكائدة الكيزان وبلدانا بقت في مرحلة الانطلاقة تكون روعة والحياة في وطنا اجمل كتير نسأل الله أن نتخط مرحلة الشواطين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..