أخبار السودان

خبير: الصناعة تعاني من إشكالات أقعدتها داخليا وخارجيا

الخرطوم: محمد صديق أحمد : لم يسلم القطاع الصناعي بالبلاد من تداعيات وظلال الوضع الاقتصادي الكلي التي سمتها التراجع في شتى المجالات، غير أن القطاع الصناعي تأثر بصورة جلية أدت إلى إغلاق كثير من المؤسسات الصناعية أبوابها وترك المجال جراء عدم القدرة على الإيفاء بمتطلبات الإنتاج عالية التكلفة التي أضعفت فرص منافسته للمنتجات المستوردة لاسيما القادمة من دول تشارك السودان في تكتل اقتصادي مثل الكوميسا أو نقطة التجارة العربية الأمر الذي يستدعي الوقوف عنده بحثا عن مخارج للصناعات السودانية وتمهيد الطريق إليها تحقيقا للاكتفاء الذاتي ورفع درجة منافستها للصناعات الرصيفة بدول الجوار.
يقول أستاذ الاقتصاد المحاضر بجامعة الأحفاد الدكتور السماني هنون إن الوضع الصناعي بالبلاد دون الطموح والتطلعات المعقودة عليه من واقع كم المقومات والموارد التي تزخر بها البلاد، وزاد أن القطاع الصناعي ليس استثناء في التدهور والتراجع بل شأنه شأن سائر القطاعات الاقتصادية، وأضاف على الدولة إن كانت جادة في تحريك جمود القطاع الصناعي العكوف على مراجعة التشريعات والقوانين المنظمة للقطاع الصناعي والعمل على سن تشريعات أكثر مرونة وتشجيعا للصناعات المحلية والاستفادة من كم الموارد والمواد الخام التي بالبلاد، وعلى الدولة تشجيع رأس المال الوطني والاستثمار المحلي عبر بسط التسهيلات والحوافز بجانب العمل على خفض تكلفة الإنتاج المحلي بواسطة خفض الرسوم والجبايات المفروضة على المنتجات ومنع الازدواج في تحصيلها بالإضافة إلى ضرورة سعي الحكومة والجهات المختصة إلى بناء علاقات خارجية جيدة مع الدول المصنعة للمواد الخام ومدخلات الإنتاج تمكن السودان من استيرادها بسهولة وقروض ميسرة علاوة على العمل لخلق روابط فنية واستشارية مع الدول الأخرى بجانب ضرورة رفع كفاءة العاملين في القطاع لجهة أن كثيرا من الخبرات الوطنية هاجرت إلى الخارج، وزاد هنون لابد من الاستفادة من مواقع القوة بالاقتصاد الكلي بالبلاد والعمل على تطويعها وتسخيرها بغية النهوض بالقطاع، وحذر هنون من الانضمام لأي تكتل اقتصادي إقليمي أو دولي قبل دراسة مستفيضة لجدوى الانضمام إليه توضح المكاسب والخسائر التي يمكن أن تنجم عن انضمام السودان إليه غير أنه عاد بأن الانضمام إلى التكتلات الاقتصادية الإقليمية والدولية أضحى توجها عالميا لا يمكن الفكاك منه.
من جانبه أوضح الدكتور محمد الناير أن القطاع الصناعي بالسودان رغم التطور النسبي الذي شهده اخيرا إلا أنه لم يصل إلى مرحلة النهضة التي تؤهله للعب الدور المنوط به على الوجه الأكمل في دفع عجلة الاقتصاد على الوجه المطلوب.
وأوضح الناير أن الصناعة تعاني من معضلات كبيرة على رأسها تذبذب التيار الكهربائي المستمر في السنوات الماضية الذي لم يتبدد هاجسه إلا بعد دخول كهرباء سد مروي اخيرا الأمر الذي كان يؤرق مضاجع أصحاب المصانع بالبحث عن البدائل عالية التكلفة أو تعرض منتجاتهم للتلف، وزاد أن القطاع الصناعي ما زال يعاني من إشكالية علو تكلفة تعرفة الكهرباء رغم تخفيض التعرفة بنسبة 25% إلا أنه اعتبرها مرتفعة مقارنة بالتعرفة التي يدفعها رصفاء القطاع الصناعي في الدول المجاورة حيث يدفع القطاع الصناعي السوداني ما يعادل 5 أضعاف ما يدفعه الآخرون من أجل الحصول على التيار الكهربائي لاسيما في الدول التي لها ارتباط وثيق بالسودان بفضل الاتفاقات التجارية الموقع عليها السودان «الكوميسا ومنطقة التجارة العربية» ودعا لتبسيط إجراءات إنشاء المصنع وأن تتحمل الدولة تكلفة مواد ومعدات توصيل التيار الكهربائي، و قال إنه يدعو إلى الاتجاه لتعدد مصادر الطاقة بالاستفادة من الغاز حتى تكون هناك مفاضلة بين مصادر الطاقة بجانب ضرورة مراجعة وإعادة النظر في الرسوم والضرائب المتعددة المفروضة على القطاع الصناعي من مستويات الحكم الوسطى والدنيا «المحليات والولايات» التي وصفها بأنها تشكل العقبة الكبرى في سبيل تقدم الصناعة بالسودان علاوة على عدم قدرة القطاع الصناعي على الاستفادة من الميزة النسبية لتنوع الإنتاج الزراعي بالبلاد الذي يوفر منتجات بمواصفات متميزة قل أن يوجد مثيل لها في العالم يمكن الاستفادة منها وتطويعها لخدمة الصناعات التحويلية «السكر- الزيوت – الأقطان – السمسم – الكركدي – الصمغ العربي – تعليب اللحوم والأسماك – المنتجات الغابية وغير ذلك» وطالب بإعادة النظر فيها وألا يترك المجال للمستثمرين لتصنيع وإنتاج منتجات هامشية مع ضرورة الاهتمام بالصناعات الثقيلة والانتقال من مرحلة التجميع إلى الإنتاج المحلي كلية عن طريق رفع قدرات الشركات، وعاب على القطاع الصناعي اعتماده على الصناعات الاستخراجية المرتبطة بالنفط وإهماله للصناعات التحويلية وقال لابد من الاهتمام بالصناعات التحويلية حتى تتمكن من إضافة قيمة حقيقية للاقتصاد، وطالب الناير باعادة النظر في قانون العمل السوداني واعتبره بوضعه الحالي منفرا للمستثمرين حيث يقضون معظم أوقاتهم في المحاكم ومكاتب العمل، وختم بأن الصناعة تعاني من إشكالات كبرى في عدم قدرتها على المنافسة داخليا وخارجيا وأنها لم تستفد من الفرص التي أتيحت لها في الفترة السابقة قبل تطبيق التعرفة الجمركية الصفرية، وقال إن القطاع الصناعي بالسودان إذا لم تعالج معضلاته سالفة الذكر فلن يصل إلى الوضع المنشود.

الصحافة

تعليق واحد

  1. يادكتور الناير اين هى الكهرباء التى تتكلم عنها؟هل تسمى مايتنجه السودان كهرباء؟ياسيدى الفاضل كمية الكهرباء المنتجة في السودان لاتزيد عن الفى ميقاوات ? بينما ماتنتجه ارتريا الجاره اكثر من 5000ميفاوات فنحن ياسيدى الفاضل نقبع في الذيلية في انتاج الكهرباء بل وفى كل شئ?حارة صغيرة في السعودية تستهلك كل انتاج السودان—عطفا على ذلك فان اكبر معوق للصناعة هو الفساد يليه انعدام الكهرباء وبؤسها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..