مقالات سياسية

أنا أبكيكِ يا سلمى

الرشيد العطا

يا بنت عبد الرحيم بن الحسين… المكنى بالسيد (اللمبي)…. عندما يموت الاحساس بالذنب… وتموت الانسانية في الإنسان… يغدو الإنسان في عداد الموتى… لذا أنا أبكيكِ يا سلمى…

أنعيك للإنسانية وأنت تنتصبين بكامل أناقتك… تتحدثين في غير ما لعثمةٍ ولا وازع من ضمير عن (الحقوق).. والقانون والعدالة.. ناسية وبعين قوية أن أباك عبث بحق ملايين البشر حتى في الحياة.. وكنت صامتة طوال عقود ثلاثة تتمرغين في النعمة (النقمة) التي استحلبها أبوك واستجلبها قطرة قطرة من عرق التعابى ودماء الشهداء… ولم تبكِ (ست النساء) عليهم… ولم يفتح الله عليك بكلمة حق تنصحين بها أباكِ فيرعوي… مات فيكم الإحساس وعندما يموت الإحساس فقد مات الإنسان…. لذا أنا أبكيك يا سلمى.

أين بالله كنتي والأطفال يصرخون يريدون الحليب… أين كنتي والأسر تتضور جوعاً وتفترش الثرى… و (ست النساء) متوهطة على ذلك الكرسي الوثير. وأنت في هندامك الأرستقراطي البديع… والذهب والجواهر والأحجار الكريمة تملأ الأدراج…. ولم تحمل لنا (لايفاتك) أنك سألتيه (من أين لك هذا يا أبتاه).
نعلم أنك كنت غارقة في بحور النعمة.. والغارق ميت… كنتِ ميتةً… لذا أنا أبكيكِ يا سلمى.

أين يا بنيتي (الكورونة) التي قد تصيب وقد لا تصيب. من المسامير تدق في رؤوس عباد الله… تسوقهم بعد مقاساة الألم الشديد لحتف محتوم فقط يصيب.. ولا شيء غير أن يصيب. وأبوك غفر الله له كان في الحكم شاهداً… ما شافش حاجه!! كنت صامتة صمت من في القبور.. ومن في القبور ميتون.. كنتِ ميتةً… لذا أنا أبكيك يا سلمى.

إسمعيني يا بنيتي… أبوك يحمل أوزاراً جساماً.. اذا ما بالغنا في حسن الظن… نقول أنه شارك في حكم جرت على يديه الملطختين أسوأ جرائم عرفها السودان في تاريخه على الإطلاق.. بيوت الأشباح.. أغتصاب النساء والرجال… السحل والجلد وإزهاق أرواح البشر دون رحمة… ومن لم يمت بالمسمار في عهد حكم أبيك مات بغيره… من جوع ومرض وهيام في الشوارع من غير هدى.. فقد غيبت أهوال عهد شارك فيه أبوك عقول الألاف. لو (نزلتي القزاز) حبه، كنت رأيتيهم… فأين كنتي، رعاك الله يا سلمى أين كنتي؟

كل ذلك وأنتم في عليائكم… ومجتمعكم المخملي.. وسهراتكم في صالاتكم… في حلل تخطف مجوهراتها الأبصار.

أمسيات من ألف ليلة وليلة… يشاهدها الشعب السوداني جائعاَ متضوراً. يحلم بفتات من موائدكم الباذخة… فتات ولو فتة في صحن (بوش). يضرب كفاً بكف ويتساءل في دهشة وعجب.. (ديل منو)؟
فأين كنتي؟…. سكون الميتين في جنة نعيم زائل.

ليس غريباً أن تدافعي عن أبيك… برٌ في ظاهره وفي باطنه حب الدنيا!! البر الحقيقي لو كنتي دافعتي عنه بنصحه… وابعاده عن آثام أرتكبت في حق شعب طيب صابر محتسب على مدى ثلاثين سنة عجاف… ليتك حينها دافعتي عنه ولو (بالنظر).

الرشيد العطا – مسقط
[email protected]

‫3 تعليقات

  1. شكرا يا رشيد لقد كفيت ووفيت
    مثل سلمى وغيرها من السليمات بنيات الطواغيت لن تقر لك بحقيقة القتل الممنهج والتعذيب والاغتصاب والفصل والتشريد من العمل ، لتسأل نفسها سؤالا واحدا ما هي مؤهلات السيد الوالد التي تجعله يتقلب في المناصب العليا لمدة ثلاثين عاما ، ما هي مؤهلاته ، هل هو نابغة زمانه ، وحتى لو كان اينشتاين نفسه في العلم او تشرشل او نابليون في الجيش ، لن ولا ينبغي له ان يمكث ثلاثين عاما ، وهو من يعرفه الشعب بقدراته المتواضعة ( هل قلت انا متواضعة، اذن لقد منحته اكثر مما يستحق ) فهو معروف بالبله والغباء ، يكفى ما تتناقله الاسافير من صوره ومن كلماته ومن ردوده التي تثير السخرية والعجب والدهشة والحنق ،
    أقول لك يا بنيتى
    خير لك ان ترجعى البصر كرتين ، وان تجعلى بقية حياتك ظهيرة لحقوق الانسان وحرياته والعدالة والمساواة وابتعدى عن ما رباك عليه من يقبع في سجن كوبر من هضم لحقوق الناس وان سلاح القتل هي القوة الوحيدة التي يعيش عليها الانسان مما يماثله بحيوان الغاب ، هذه ليست من مكارم الاخلاق التي جاءت بها الأديان والأعراف والقوانين ، اجلسى في كرسيك الوثير هذا واعملى عقلك ثم بعد ذلك اخرجى الينا

    1. صح يراعك وعقلك… ولك التحية
      ليت (سلمى)… تتبنى رؤية هذا الجيل الرائع وهي منه… جيلك هذا يا سلمى هو جيل الانعتاق. جيل ضحى بأرواح شهداء ومستعد للتضحية أكثر…. ليت سلمى يا أخي تتذكر تلك الكنداكة صائدة (البمبان) وهي في سنها تقريباَ….. وتجعلها قدوة لها.. كنا نتمنى أن تعي الدروس في الوطنية… تناضل من أجل سودان جديد. حبي أباك ما شيئتي… قولي له يعتذر للشعب السوداني… ويتوب لعل الله يرحمه. بدلا من أن تناصرين الباطل كما نرى.

  2. صح يراعك وعقلك… ولك التحية
    ليت (سلمى)… تتبنى رؤية هذا الجيل الرائع وهي منه… جيلك هذا يا سلمى هو جيل الانعتاق. جيل ضحى بأرواح شهداء ومستعد للتضحية أكثر…. ليت سلمى يا أخي تتذكر تلك الكنداكة صائدة (البمبان) وهي في سنها تقريباَ….. وتجعلها قدوة لها.. كنا نتمنى أن تعي الدروس في الوطنية… تناضل من أجل سودان جديد. حبي أباك ما شيئتي… قولي له يعتذر للشعب السوداني… ويتوب لعل الله يرحمه. بدلا من أن تناصرين الباطل كما نرى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..